الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محور المقاومة بين (الصبر الاستراتيجي) و(الغضب التكتيكي)!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2024 / 1 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


موضوع المقالة: عن إيران وحزب الله والحوثيين وحماس وتقلبهم بين ((الغضب التكتيكي)) و((الصبر الاستراتيجي))!!؟؟
******************************
هل ستذهب تهديدات الحوثيين لأمريكا وبريطانيا أدراج الريح كتهديدات ايران وحزب الله التي ظللنا نسمعها منذ عام 2020 أي منذ اغتيال امريكا - بالعين القوية - ووسط العراق لقايد الحرس الثوري ((قاسم سليماني)) دون أن يثأرون له ودون نرى مقتل أي امريكي واحد أو اسرائيلي واحد على يد ايران وحزب الله!؟؟

لا ندري هل سيفعلها الحوثيون؟!! لكن الشيء المؤكد أن كل تهديدات ايران وحزب الله لأمريكا واسرائيل بسبب اغتيال قادة بارزين يتبعون المقاومة وعلى رأسهم (قاسم سليماني) كلها ذهبت أدراج الريح !! ولم نر إلا رشقات أو هجمات محدودة أشبه بالألعاب النارية الاستعراضية لم تنتهك ((الخطوط الحمراء الامريكية والاسرائيلية)) !! هذه الخطوط الحمراء التي قلنا ألف مرة أنها تتمثل في ((قتل عشرات الامريكيين أو الاسرائيليين)) أو ((تهديد المصالح الامريكية الحيوية أو أمن اسرئيل بشكل جدي كبيروخطير))، فهنا ، وعندها، يأتي الرد الامريكي والاسرائيلي كما شاهدنا رد فعل امريكا مع (القاعدة) و(الدواعش) و(نظام صدام حسين) بالانتقام منهم وتدميرهم بـ(الاجتثاث))، ثم باغتيال (قاسم سليماني) في العراق كتحذير لإيران حيث أعلنت أمريكا عن قتلها له وتصفيته بكل عين قوية و((حمراء)) !!، وكما شاهدنا في الغارات الامريكية في عهد (ريغان) على ليبيا في الثمانينيات بعد تورط القذافي في دعم عملية ارهابية بزرع عبوة ناسفة في ملهى ليلي يرتاده جنود امريكيون في المانيا أدت إلى مقتل جنديين واصابة آخرين بجراح حيث قتلت أمريكا في غارتها يومذاك عام 1986 ما يقارب 60 ليبيًا مدنيين وعسكريين ودمرت واغرقت سفنتين حربيتين للجيش الليبي!، وكما نشاهد اليوم في غزة حيث تنتقم اسرائيل لمقتل مواطنيها وجنودها كانتقام لتجاوز حماس للخطوط الحمراء أو ما قامت به اسرائيل منذ عدة أيام من اغتيالات لقادة كبار تابعين للمقاومة في سوريا وفي عقر دار حزب الله!! أو ما قامت به أمريكا وبريطانيا بتوجيه ضربات مؤلمة - كرسالة تحذيرية - للحوثيين من الامريكان بعدم التمادي في تهديد أمن الملاحة من وإلى ربيبتهم (اسرائيل)!!

إذن، فالخطوط الحمراء الامريكية والاسرائيلية محفوظة بالقوة والدم! وكل من يتجاوزها تأتـيه العقوبة المؤلمة والمكلفة!! ... فهل ستردع هذه الرسالة الامريكية التحذيرية - المعمدة بدم اليمنيين - الحوثيين وتجعلهم يراجعون ويتراجعون و يتدثرون بما تدثرت به ايران وحزب الله من قبل؟ أي بثوب ما أسماه قائد الجمهورية الاسلامية الايرانية بـــ ((الصبر الاستراتيجي))!!؟؟ مع العلم أن حتى الحكام العرب ((غير المقاوميين)) سبب عدم دخولهم في مواجهات مع امريكا وربيبتها اسرائيل إنما هو نفس الشيء ونفس المنطق ونفس المبرر القائم على حساب ((المنافع والخسائر)) ومراعاة ((الخطوط الحمراء)) ومنطق الانحناء أمام العاصفة والذي أطلق عليه رئيس ايران مصطلح ومنطق ((الصبر الاستراتيجي)) !! أي أن من لا تقدر على مواجهته عسكريًا لا تواجهه وألزم الصبر أوادخل معه في هدنة أو مفاوضات سياسية عبر وسطاء لتحقيق بعض المكاسب السياسية المتعلقة بالأمن والاستقرار والاقتصاد وعدم المساس بسلطتك في منطقتك!!.

إذن ، إذا كان هذا منتهى سلاح المقاومة الذي تقوده إيران، فما الفرق بين من يقاوم وفق خطوط امريكا واسرائيل الحمراء ويلجأ إلى الاختباء وراء لافتة ((الصبر الاستراتيجي)) حينما تحمر عيون أمريكا!! وبين الحكام العرب الذين فهموا القصة منذ البداية ولجأوا للاختباء وراء لافتة ((الصبر الاستراتيجي)) ((مثل الرجال الطيبيين!)) منذ البداية وبهدوء تكتيكي واستراتيجي ودون ضجيج وعجيج ودون ادعاء البطولة والمقاومة!!؟؟؟؟؟... فكلاهما إذن - بالنهاية - مقره ومستودعه - عند احمرار عيون امريكا واسرائيل - وخوفًا من أن يتلقون ضربات قاصمة للظهرهو اللجوء إلى منطق وخندق ((الصبر الاستراتيجي))!!

ربما تكون المقاومة الفلسطينية في غزة - (( حماس)) ومن معها - هي الوحيدة التي خرجت وتمردت عن منطق ((الصبر الاستراتيجي)) ومنطق عدم تجاوز الخطوط الحمراء - وبعد سنوات طويلة - وصلت إلى قناعة بعدها - ومع اشتداد الغطرسة الاسرائيلية - أن ((للصبر حدود)) وأن الصبر كما يقول المثل الشعبي الليبي : ((أحرق الدكان!!))، فلجأت عندها إلى تجريب منطق آخر، هو منطق ((الغضب التكتيكي)) في السابع من اكتوبر 2023 على أمل أن ذلك وحده هو ما سيحقق لحماس وللقضية الفلسطينية ما لم تحققه مناورات ايران وحزب الله السياسية الاستعراضية التي كانت تتم ضمن حدود ((الخطوط الحمراء الامريكية والاسرائيلية)) و(( قواعد الاشتباك)) وانكماشهم السريع لخندق وقصة ((الصبر الاستراتيجي)) كلما احمرت عيون أمريكا واسرائيل!!

هكذا تبدو المسالة وكما تبدو ((لعبة المقاومة)) التي تمارسها ايران وأدواتها في العالم العربي، ليس من أجل ((تحرير فلسطين والقدس والمسجد الاقصى من قبضة الصهاينة)) كما يزعمون بل الغاية الحقيقية هي ((تحقيق مصالح سياسية تتعلق بمد نفوذ ايران السياسي والطائفي في العالم العربي)) وتمكين ((الاسلام السياسي الشيعي)) من الحكم أو على الأقل امتلاك حق (الفيتو) في الصراع السياسي داخل كل قطر عربي يمتلك فيه هذا الاسلام السياسي الشيعي قوة السلاح كأساس للتمكين السياسي بدعم ايراني واضح!، لكن الكُرة الآن في ملعب الحوثيين وسنرى كيف سيتصرفون؟؟ هل سيختارون ((الغضب التكتيكي)) كما فعلت (حماس)) بكلفة كبيرة مؤلمة لكنها قد تنتج واقعًا سياسيًا ودوليًا وقوميًا جديدًا لصالح القضية الفلسطينية؟ أم سيختارون ((الصبر الاستراتيجي)) كما نصحتهم ((ايران)) أي الانحناء أمام العاصفة و((الغضب التكتيكي الامريكي)) خوفًا من أن يتحول إلى ((غضب استراتيجي)) كالذي حل بالقاعدة والدواعش ونظام صدام حسين فانتهى بالاجتثاث؟؟.. الجواب في بطن الأيام القادمة!؟.. لكن لابد من الأخذ في الاعتبار هنا أن الخطوط الحمراء الامريكية كما هي عند الاسرائيليين تتمثل في ((مقتل مواطنيهم أو عسكريهم بالعشرات)) كما فعلت (حماس) لا بمجرد الرشقات الصاروخية التي لا تقتل أحدًا كما لو أنها ليست سوى مجرد ((ألعاب نارية)) لتسجيل مواقف سياسية والمحافظة على صورتهم ((كأبطال وصقور)) أمام انصارهم لا غير!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل