الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخطاب السياسي في المرحلة الراهنة

فاتن عامر خاطر

2024 / 1 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


أهمية ضبط الخطاب السياسي في المرحلة الراهنة

الخطاب السياسي معبر عن شخصية الدولة، ولا ينفصل عن السياسات العامة، التي عادتا ما تكون غير واضحة بدرجة كافية في الدول العربية ودول الشرق الأوسط، لذلك يخرج الخطاب السياسي في كثير من الأحيان حاملا الكثير من الخلط مما يسبب حالة من التشوش لدى الجماهير؛ قد يكون ذلك مقصودا أحيانا في أوقات معينة لأهداف معينة، لكنه في أوقات الأزمات غير مفضل، لأنه يظل راسخا في أذهان الجماهير بشكل قد يسبب الكثير من الأزمات على المدى القريب والبعيد، لذا يجب أن يكون الخطاب السياسي محددا، واضحا، حاسما، يحمل الكثير من الإجابات التي بإمكانها طمأنة وتهدئة الرأى العام، وتوجيهم نحو وجهة محددة، نرجو معا في جميع الأوقات أن تكون للصالح العام.

الخطاب السياسي بمعناه المتعارف عليه، هو خطاب رئيس الدولة، صناع القرار، هذا من جانب، لكنه من جانب أخر يحمل عدة أفرع تمثل الدولة بشكل عام، كالخطاب الإعلامي، الخطاب الديني، الخطاب الأمني، الخطاب الفني، الخطاب التعليمي، خطاب المرشحين حال الإنتخابات وغيره، وأهمهم على الإطلاق خطاب الجماهير، يجمع بين ذلك كله، ما يسمى بخطة الدول لتحقيق أهداف سياسية وإقتصادية وإجتماعية تصب في مصلحة الشعب بجميع طوائفه، وكذلك صناع القرار.
تظهر شخصية المتحدث وكذلك تحليل الخطاب بأسرع مما نظن، وتكشف الخطابات السياسية أو الموجهة عن شخصية ونوايا المتحدث بشكل كبير، وفي كثير من المراحل التاريخية سببت الخطابات السياسية الكثير من الحرج، تسببت في خروج بريطانيا من الإتحاد الأوربي، وأثارت تعاطف الشعب الأمريكي وقطاع كبير من الجماهير مع سكرتيرة البيت الأبيض بعد سنوات من إثارة القضية.
تراقب الجماهيرالمفردات بدقة، كما تراقب التباين في الوعود والسياسات، وكذلك الدول والكيانات الصديقة
أو التي تجمعها مصالح مشتركة أومتباينة، لذلك فالخطاب السياسي هام بدرجة كبيرة، ولا ينفصل بأي حال عن سياسات الدولة وقضاياها.

الخطاب السياسي خطاب مباشر وغير مباشر.
الخطاب السياسي هو يقال وما يفعل في السياسات والإجراءات والمراحل التنفيذية بشكل عام وكذلك ما يتم الصمت عنه.

وجه الرئيس رجب طيب أردوغان خطابا سياسا موجها وحاسما وغير مباشر في الأيام القليلة الماضية، يحمل عدة مستويات، على المستوى الخارجي كان الخطاب أن تركيا دولة مانحة، قوية، فتية، صناعية بإمكانها حل جميع القضايا، وعقد إتفاقات تتشعب لما هوسياسي، وعلى المستوى الداخلي نفس الخطاب سيكون له أهم الأثار على المؤيد والمعارض.

تمر الدولة المصرية بفترة شائكة قبيل الإنتخابات الرئاسية القادمة، الشارع المصري يمر بحالة غليان أثر موجات الغلاء المتصاعدة، الخطاب الإعلامي غير منضبط، الخطاب الفني يثير الجماهير بشكل مبالغ فيه، الخطاب الخارجي الموجه نحو مصر غير مريح، الخطاب حول قضايا حقوق الإنسان داخليا وخارجيا يمثل كارثة كبرى والتعامل معه أساء بسمعة مصر فعليا لأن التحليلات توضح أنه يتم التلاعب به لتحقيق منافع أو مكاسب معينة.

الخطابات الرسمية سواءا المباشرة أو الغير مباشرة لا تحمل قدرا من التواصل فيما بينها، مما يؤكد أن هناك إنفصال بين الدولة والشارع، وكذلك بين الدولة وبعض قطاعاتها.

الخطابات على جميع المستويات سواء الصادرة أو المستقبلة تحتاج المزيد من العمل بشكل منضبط، يخفف ثقل المرحلة بشكل عام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تداعيات دعم مصر لجنوب إفريقيا ضد إسرائيل


.. طالبة بجامعة جنوب كاليفورنيا تحظى بترحيب في حفل لتوزيع جوائز




.. الاحتلال يهدم منازل قيد الإنشاء في النويعمة شمال أريحا بالضف


.. الجيش الإسرائيلي: قررنا العودة للعمل في جباليا وإجلاء السكان




.. حماس: موقف بايدن يؤكد الانحياز الأمريكي للسياسة الإجرامية ال