الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امريكا لن تخرج من العراق في الوقت الحاضر, واليك الاسباب

محمد رضا عباس

2024 / 1 / 14
السياسة والعلاقات الدولية


عتب علي بعض المعارف على ما جاء في مقالي السابق والذي كان تحت عنوان " العراق ... عام إنجازات ام أزمات ؟" على هذا الموقع المحترم . كان ملخص ما ذكرت فيه هو ان ليس من حق فصيل من احد فصائل الحشد الشعبي ان يعلن حربه على الولايات المتحدة الامريكية من اجل نصرة إخواننا في غزة ترفضه الحكومة . الاعتراض كان هو ليس من العدل والانصاف ان جميع دول الغرب في شرق الكرة الأرضية وغربها تقف مع كيان مغتصب وتجهزه بالمال والسلاح , وانت ترفض ما قامت به بعض الفصائل المسلحة من الحشد الشعبي بضرب القواعد الامريكية في أربيل و الانبار انتقاما لإخواننا في غزة . وليس من العدل والانصاف ان تقطع الجيوش والبوارج الحربية العائدة للغرب الاف الاميال لنصرة إسرائيل و تحرم نصرة فصيل مسلح إخوانهم في الدين والقومية والعقيدة وهم على عشرات الاميال منهم.
وردا على هذه التساؤلات , فانا مع مقاومة الاحتلال , ولو كانت هناك وقفة عربية و إسلامية جادة ضد تصرفات الجيش الإسرائيلي لما تجرا بالقيام ما قام به في غزة من خروقات لكل القواعد الإنسانية . إسرائيل ليس وحدها من يحارب في غزة ضد الشعب الفلسطيني وانما هناك دول عظمى معها , وبذلك فان الدفاع عن غزة يجب ان يكون من دول وليس من فصيل مسلح هنا وفصيل مسلح من هناك وبدون موافقة دولها .
وهذا ما يجري في العراق . هناك فصائل من الحشد الشعبي تهاجم القواعد الامريكية المتواجدة في العراق من اجل إخراجها انتقاما لأهل غزة, وهو ما تعارضه حكومة السيد السوداني والائتلاف الذي يدعمه " الاطار التنسيقي" . في هذا المعنى اعتبر عضو اللجنة المالية النيابية في البرلمان العراقي النائب معين الكاظمي في حديث مع " قناة السومرية" يوم الخميس 11 كانون الثاني , انه " من الخطأ اخراج قوات التحالف الدولي بطريقة عنيفة لأنه سيؤدي الى تبعات , وطريقة السلمية تكون بقرار من الحكومة الاتحادية موجه الى مجلس الامن بانها التواجد لان العراق قادر على حفظ امنه."
هذا وجدد رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية السيد عمار الحكيم يوم 13 كانون الثاني الجاري رفض تحالفه تعرض امن البلد الى عدم الاستقرار وخرق سيادته بالقول " وفي الوقت الذي نرفض الاعتداء على البعثات الدبلوماسية وعلى كل ما يعرض امن البلد الى الخطر فأننا نرفض تماما كل محاولات الاستهانة بالسيادة العراقية و نرفض استهداف مقار القوات المسلحة والقيام بعمليات عسكرية بدون اذن الحكومة العراقية , مهما كانت المبررات ومهما كانت الأسباب فالأمن والاستقرار والسلام لا يكون على حساب السيادة والكرامة العراقية .."
وهذا بالضبط ما قلته في المقال السابق. لقد دخل الامريكان العراق بتفاهمات من القيادة العراقية , ومن المفروض ان يتم اخراجهم او انهاء تواجدهم في العراق أيضا عن طريق التفاهمات بين الجانب الأمريكي والعراقي.
ان استمرار هجمات الفصائل المسلحة على القواعد الامريكية سوف لن يخرجها من العراق , ولكن سيعقد الوضع السياسي فيه. ان اغلاق القواعد الامريكية في العراق يعني هزيمة أمريكا من العراق والشرق الأوسط , ويعني اضعاف إسرائيل في المنطقة وانتصار ايران , ويعني وحدة سلاح المقاومة من ايران الى العراق الى سوريا الى لبنان , ويعني ترك انصار أمريكا في العراق والمنطقة بلا غطاء. وهذا ما ترفضه أمريكا وهي أمور يجب ان يعرفها من يريد اخراج الامريكان من العراق .
وربما سأذهب ابعد من ذلك وأقول ان العراق اصبح مقسما طائفيا وعرقيا شئت ام ابيت . السيد مسرور برزاني رئيس وزراء إقليم كردستان اعلن رسميا على أهمية الحفاظ على الوجود العسكري الأمريكي في الإقليم . قيادات سنية مهمة رفضت انهاء التواجد الأمريكي في محافظة الانبار, بل حتى " الاطار التنسيقي " صاحب حكومة السيد محمد شياع السوداني رفض الهجمات على القواعد الامريكية , وهي إشارة الى وجود خلافات حادة بين أبناء المكون الشيعي . هذه الانقسامات هي سبب استنتاج المحلل السياسي الروسي والخبير في شؤون الشرق الأوسط أنطوان مرداسوف من ان " الحكومة الحالية ليست قوية بما فيه الكفاية من زاوية الحفاظ على السيادة الوطنية , ومن حيث مكانتها في السياسة الإقليمية , لقد ضعف موقف العراق في السياسة الإقليمية بشكل كبير".
ان اول رد فعل امريكي ضد حكومة السيد السوداني لا يحتاج الى ارسال بوارج وطائرات وغواصات نووية , وانما تحريك الشارع العراقي المنقسم ,وليس من الصعوبة ان تعاد الحياة الى تظاهرات جديدة مثل تظاهرات تشرين 2019 والتي اسقطت حكومة السيد عادل عبد المهدي. بل ليس من الغريب ان يعاد طلب بعض قادة المنطقة الغربية بالفيدرالية السنية المدعومة من قبل الولايات المتحدة الامريكية , وبذلك يكون العراق ثلاث عراق بدلا من واحد . تذكر ان مشروع تقسيم العراق كان مشروع الحزب الديمقراطي الأمريكي , وان صاحب المشروع هو جو بايدن وهو الرئيس الحالي للولايات المتحدة الامريكية , وعليه اذا انقذ دونالدا ترامب العراق من التقسيم فان جو بايدن سوف لن يقف ضد تقسيم العراق.
ما العمل ؟
حتى يبقى العراق ينمو ويزدهر تحت قيادة السيد السوداني , وابقاء التعاون الدولي من اجل إعادة الحياة الاقتصادية في البلد , ومن اجل عدم إعطاء المجال لأعداء التغيير باحتلال الشارع العراقي مرة أخرى باسم " نريد وطن" , أرى تبنى الحكومة العراقية موقف الاطار التنسيقي وهو " اجراء حوار واضح مع الجانب الأمريكي على انهاء تواجده العسكري وإبقاء العلاقات الدبلوماسية المحترمة".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: الرجل الآلي الشهير -غريندايزر- يحل ضيفا على عاصمة


.. فيديو: وفاة -روح- في أسبوعها الثلاثين بعد إخراجها من رحم أم




.. وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع


.. جنوب لبنان.. الطائرات الإسرائيلية تشن غاراتها على بلدة شبعا




.. تمثال جورج واشنطن يحمل العلم الفلسطيني في حرم الجامعة