الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محكمة العدل الدولية...جيبْ ليل واخذْ عتابة !

محمد حمد

2024 / 1 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


يا اصحاب النوايا الحسنة والقلوب العامرة بالأمل والتفاؤل والأحلام الوردية. لا تعوّلوا كثيرا على المؤسسات الدولية. فما أنصفت مظلوما قط ولا خذلت ظالما قط! ولا يغرّنكم ما تحمل من اسماء وصفات جذابة وخلابة. كالعدل الدولية وحقوق الإنسان والأمم المتحدة ومجلس الأمن وما شابه ذلك. والتاريخ المعاصر لا يذكر مناسبة حقيقية تمّ فيها انصاف مظلوم، خصوصا من الدول الفقيرة ودول العالم الثالث، وإدانة ظالم مهما طغى وتجبّر وارتكب مئات الجرائم، اذا تقف خلفه امريكا بكل جبروتها واستهتارها بالقوانين الدولية.
لقد ذكرنا في مناسبات سابقة أن معظم المؤسسات الدولية تهيمن عليها امريكا وبعض دول الغرب. واي شخصية, امرأة ام رجل، تشغل منصبا رفيعا في تلك المؤسسات تجري له عملية غسل دماغ دقيقة ومنظّمة ولسنوات طويلة تجعله دائما في صف الظالم (الأمريكي والاسرائيلي) وعديم الاهتمام لما يجري للمظلوم حتى وإن وقف العالم اجمع إلى جانب هذا المظلوم. وسبق أن ذكرنا أن امريكا وصنيعتها اسرائيل لا يعنيهما ما يصدر من قرارات وادانات وتظاهرات رغم كل ما ارتكبتا من جرائم ومجازر في أكثر من مكان. فهما دولتان فوق القوانين والأعراف السائدة. ولا تعترفان الا بما يخدم مصالحمها الأنانية الضيقة.
واليوم، ونحن نرى دولة الكيان الصهيوني أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي متهمة بارتكاب إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني. وكان لجمهورية جنوب افريقيا السبق والفضل، خلافا لدول "أمّة محمد" التي التزمت الصمت المخجل، في رفع دعوى قضائية ضد حكام تل أبيب. وفضحتهم بالأدلة والبراهين الدامغة أمام الرأي العام العالمي. وقد اعتبر الكثيرون أن هذه الدعوى ضد الكيان الصهيوني "تاريخية" ووصفها آخرون بانها سوف نزعزع وتشوّه سمعة دولة اسرائيل.. الخ. ولكن متى كانت اسىرائيل أو امريكا تهتم فعلا بسمعتها عندما ترتكب الجرائم والمجازر بحق الآخرين؟
وكما هو معلوم في هذه المحاكمات الدولية سوف تتمدد طولا وعرضا حتى تفقد في النهاية مفعولها تدريجيا وتصبح في خبر كان، يا ما كان !
يعني "جيب ليل واخذ عتابة !".
وسوف تقوم امريكا كلما تعلّق الامر بالكيان الصهيوني، بقلب الطاولة على اللاعبين "الدوليين" وبعثرة الاوراق في ممرات وغرف محكمة لاهاي وما جاورها. وسوف تثبت امريكا ومعها دولة الكيان العنصري بان 60 الف ضحية فلسطينية قاموا بعملية "إنتحار جماعي" ولن تقتلهم اسرائيل بالقصف المكثّف ليلا ونهارا بالطائرات الحربية وان اكثر من 45 الف طن من القنابل والمتفجرات التي ألقيت على غزة سقطت "سهوا" من السماء بسبب خطأ من أحد الملائكة ! وليس من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي، واحة النازية في الشرق الأوسط.
لا احد باستثناء بعض المغفّلين والمخدوعين، يعوّل كثيرا على ما تقوم به المؤسسات الدولية. طالما ان المتهم امريكي او اسرائيلي. وطالما تراس هذه المؤسسات شخصية امريكية او اوروبية. لاحظوا ان رئيسة محكمة العدل الدولية امريكية الأصل. وكل مسؤول امريكي، رجل ام امراة، يجري في عروفه حب وهيام وغرام لا يتزحزح للكيان الصهيوني.
وفي كل الأحوال سينشغل الرأي العام بعدد غير معلوم من فصول "مسرحية" محكمة العدل الدولية التي سيخضع معظم قضاتها إلى ضغوط شديدة جدا من قبل دولهم من أجل تبرير الإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان الصهيوني، وإظهارها على أنها، اي الابادة الجماعية، حق مشروع لاسرائيل فقط. وسبكون قرار المحكمة في حالة صدوره، كما لاحظنا في كل شيء يتعلق باسرائيل، مليئا بالغموض وقابلا للتاويل حسب مزاج واشنطن وتل ابيب. وسوف نصاب، نحن المتعطشون إلى ذرة من العدالة، بخيبة أمل كبيرة تضاف إلى الكم الهائل من الخيبات والانكسارات وفقدان الامل الذي خيّم على حياتنا منذ عقود، بسبب ازدواجية المعايير التي تتعامل بها المؤسسات والمنظمات الدولية. ابتداءا من مجلس الأمن الدولي وانت نازل !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقترح الهدنة.. إسرائيل تمهل حماس حتى مساء الأربعاء للرد


.. إسرائيل تهدد بمحاربة حزب الله في كل لبنان




.. جون كيربي: ننتظر رد حماس على مقترح الاتفاق وينبغي أن يكون نع


.. هدنة غزة وصفقة تبادل.. تعثر قد ينذر بانفجار| #غرفة_الأخبار




.. إيران والمنطقة.. الاختيار بين الاندماج أو العزلة| #غرفة_الأخ