الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سامي ناصرو ، حدثته ذات مرة عن طرفة

ربحان رمضان

2024 / 1 / 15
الادب والفن


التقيت بالرفيق سامي ناصرو ذات مرة في بيت أحد الرفاق ، في قرية نائية في جبل الأكراد (عفرين) تلونت سماءها بخضرة زيتونها الذي اصبح رمز .. دار بيني وبينه حديث طويل عن تاريخ حزب البارتي الديمقراطي الكردي في سوريا ووصولنا معا إلى عضوية اللجنة المركزية في مؤتمره الرابع عام 1975 والمنعقد في بيت الرفيق مصطفى جمعة الذي كان يملكه يومها خال الأستاذ عبد العزيز ايو في منطقة سد البوشرية ببيروت ، والذي تحول اسمه في مؤتمره الخامس إلى الاتحاد الشعبي الكردي ، وعن نضالات الرفاق في فترة السبعينات من القرن المنصرم فسرد طرفة أحببت أن أنقلها لمن تعنيه تلك النضالات ..
قال لي وهو ينظر إلى صورة البارزاني الراحل المعلقة على جدار غرفة المضيف في غرفته الوحيدة : نضالنا طويل يارفيق والبارزاني مصطفى ، هذا البطل كان لنا مثال ..
قصصت عليه هذه الطرفة ، قلت له :
في بدايات سبعينات القرن المنصرم انتشرت موضة الثورة ، والثورة الدائمة والعنف الثوري وماشابه .. وبما أني كنت في حزب كردي كان قد التزم بمنهج الحزب الثور وبنظريته الماركسية – اللينينية ، كان يجب علي أن محاورة الآخرين بما يخص القضية الكردية عامة ، و القضية الكردية في سوريا بشكل خاص من منطلق ثوري يستند على مقولات ماركس ولينين ، مما حدا بالبعض من الطلبة في مدرستي أن يعتقدوا بأني من الحزب الشيوعي السوري الذي التحق في مايسمى بالجبهة الوطنية التقدمية لصاحبها حزب البعث العربي الاشتراكي وأصبح عضوا ً فيها ، ولذلك لم يقتربوا مني ، ولم يدعوني إلى أي مهرجان ..
وكان في صفي بإعدادية يوسف العظمة قبيل حركة 16 تشرين الثاني 1970 طالب متفوق في دراسته ، اسمه محمد الآغا ، قدم من قرية في الساحل مع أهله إلى دمشق وجمعتنا الصدف أن نكون في صف واحد ، قال لي ذات يوم أنه كردي ، فناقشته عن الكرد وعن حق تقرير المصير ، وقد دافعت يومها عن البارزاني مصطفى رحمه الله ، وعن ثورته المجيدة ..
اختلفنا يومها ، لكننا حافظنا على الود والزمالة بيننا إلى أن انتهى العام الدراسي فافترقنا ، حيث درست بعدها في ثانوية العناية في حي باب توما بدمشق ، كان الرفيق الدكتور زبير عبد الله القادم من الحسكة (تل حجر) يقيم في زقاق العبارة المجاور لمدرستي فكنت أزوره بين الحين والأخر ، أحيانا بوحدي وأحيانا مع رفاق آخرين ، وكان يزور في تلك الأيام الشهيد عزيز شركس الذي أستشهد في كمين في كردستان العراق .
كما كنت أتردد على صديق أرمني ينتمي للحزب الشيوعي السوري يقيم في الجهة المقابلة لهذا الزقاق خلف نادي السريان الثقافي اسمه سركيس أصاليان .
وأزور زميل شيوعي آخر من عائلة عويشق كان يقيم في بداية زقاق (البكري) المؤدي إلى حمام البكري .
ذات يوم ، كنت أتمشى مع صديقي وجاري سمير الذي لم تكن له علاقة بالسياسة لا من قريب ولا من بعيد وذلك بعد أن مضت فترة لابأس بها من الانتهاء من الثانوية وإذ بالسيد محمد الآغا يتجه نحونا ليقابلني ببشاشته المعهودة قائلا ً : ألا زلت مع البارزاني ياغسـان ؟
استغربت من ندائه لي بهذا الاسم ، كرر السؤال وكانت الثورة الكردية في كردستان العراق في أوجها ، ولما وجدته مصرا على مخاطبتي بهذا الاسم انفتحت عليه بحديث كان بمثابة درس عن الكرد والقضية الكردية ، وعن النظام ، وعن الاستبداد والديكتاتورية ..
وكان يستوقفني متساءى مخاطبا إياي : لا ، ليس كذك ياجمال
فكنت أؤكد على كلامي ، واسترسلت في الهجوم على سياسة الظلم المتبعة من جانب النظام تجاه الشعب السوري عامة والشعب الكردي بشكل خاص ..
وكنت أشاهد سيارة المخابرات تدور حولنا ، ولذلك كنت شديد الانتباه ، وعلى كامل الاستعداد للركض هربا في حال توقفها بجانبنا ..
أما صديقي سمير الذي كان (يتمشى معي) فكان يهز رأسه بالإيجاب على حديثي دائما ً ، وأيضا على حديث السيد محمد والذي لا أعرف عنه شيء منذ تلك اللحظة .
ويكرر مخاطبتي بغسـان قائلا : أنتم الشيوعيين تطرفتم كثيرا ، أرجو أن لا تعتقد بأن بكداش (أمين عام الحزب الشيوعي السوري آنذاك) يعمل من أجلكم ، أنتم تعتقدوا أن بالشيوعية سيكون خلاصكم ، أنتم مخطئون ، مخطئون جدا ًً !! .
والحقيقة أنه لولا اعتقاده بأني بكداشي لهاجمت بكداش أيضا لأنه وبرأيي أن خالد بكداش لم يكن إلا تابعا للسلطة ، مصفقا لها ، فأتجاوز الكلام وأدافع عن موقفي ...
كنا قد التقينا في ساحة الشهبندر فوصلنا سوق الحميدية مرورا بطريق الصالحية وشارع النصر ولا نزال نتحاور .. نتشاجر .. تعلوا.. تخفض أصواتنا .. إلى أن وصلنا إلى وقت يجب أن يذهب كل منا فيه إلى بيته .
توقفنا عن النقاش ، ابتسم كل منا في وجه الآخر .. ودعنا بعضنا بابتسامات الرضى ، قال لي : إلى اللقاء .
قلت له : " استمتعت بالحديث معك ، ولا بد أن نلتقي ، وأعزمك على فنجان قهوة ." .

ودع صديقي سمير ، بنفس الابتسامة ..
نظر إليه سمير مليا .. وقال :
" ولك صار لك ساعتين وعم تقول له : غسـان .
هاد مو اسمه غسـان ، هاد اسمه ربحان !!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا