الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نص الرؤى والمغادرة

باسم الهيجاوي

2006 / 11 / 25
الادب والفن


حين هاتفتني .. وسألت عن آخر كتاباتي .. أجبتها : لعل النهر الذي كان يعبرني غادر .. واتخذ وجهة ثانية .
قالت : لا أظن .. فتش الذاكرة ثانية .. تجد النهر الذي كان على موعد بين يدين من عذوبة لا تحبس أنفاسها .

نبشت ذاكرتي .. ونثرت ريشها .. وأعدت ترميم الكتابة علّني أجد ما يوقظ البهجة الغائبة .
نفضت الملح عن جرح معتق .. يتحاشى المرور من خلال المعابر ونقاط العسكر .
ارتعش بين أصابعي حين حملته مرغماً ..
ـ ماذا تريد مني ؟
قلت .. وأنا أمسد شعره الأشعث .. وأمسح عنه بقايا غبار مقيم ..
ـ أيها القلم .. يا صديقي اللدود .. انفض إغفاءتك كي أمر الى الذاكرة .
تجمّد الأبله في جسده الذي لا يتقن الحراك ولا يعرف المواربة .. فأدركت أني أمام هذا العَصي أمرّ الى شطآن لا تقرأ الموج .. أتناثر عبر ممالك تتأرجح بين الظل والهجير .. وأتعرى .

بحثت عن خزف وألوان للرسم .. عجنت طيناً للنقش .. شكلتُ أجنحة تحاول الطيران عن بعد .. لفظتني وانكسرت .. تجرّدتُ الا من ملابسي .. والأبله لا يزال متجمداً في جسده الذي لا يتقن الحراك .. ولا يعرف المواربة .

رأيتُ قطيعاً في طرق الجبل الوعرية .. يحفظ شبابة الراعي الصغيرة التي راودتني عن نفسي مذ كنت فتياً .. لكن الصخرة التي تدحرجت .. سدت نوافذي .. والأبله لا يزال متجمداً في جسده الذي لا يتقن الحراك .. ولا يعرف المواربة .

قرأت رفوفاً مكتنزة بشواهد الماضي .. نفضتُ عنها غبار التثاؤب .. لكي لا أراني معلقاً في هدب الفكرة العالقة .. رأيت ابن بطوطة يغذ الخطى في الاتجاهات والممالك .. حسدتُ خطاه التي تتحرك دون جواز سفر أو تأشيرة مرور .. والأبله لا يزال متجمداً في جسده الذي لا يتقن الحراك .. ولا يعرف المواربة .

رسمتُ فراشاً ملوناً وأزهار حقول تألفه .. عرفتُ فراشة تختبئ في الزقاق القديم .. سألتها عن دمها .. قالت ..
ـ ألا تعرفني ؟؟
حفلتُ بالبهجة حين أدركتها .. وتناثرت بتلك الشهوة التي عاقرتني عندما كنت صغيراً وجميلاً يرتبك .. لكن الأبله لا يزال متجمداً في جسده الذي لا يتقن الحراك .. ولا يعرف المواربة .

هاتفت التي هاتفتني وسألت .. وسألتها ..
ـ هل النهر الذي كان يعبرني غادر واتخذ وجهة ثانية للنزوح ؟
قالت ..
ـ أنظر .. ستجد النهر يمر تحت النافذة .
نظرت مرتكباً حرمة الخروج الى الشوارع ليلاً .. كان قطيعاً من جنود الوحدات الخاصة يغتصبون شوارع المدينة العذبة .. ويحتجزون النهر الذي يمر لكي يحبس أنفاسه .
نظرت الى الأبله الذي لم يزل متجمداً في جسده .. صرخت ..
ـ تحرك ..
قال ..
ـ أنظر الى الأمام ..
نظرت .. ففر الأبله من جسده متحركاً في الاتجاهات التي تعرف القراءة والكتابة وأشياء أخرى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق


.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا




.. أين ظهر نجم الفنانة الألبانية الأصول -دوا ليبا-؟


.. الفنان الكوميدي بدر صالح: في كل مدينة يوجد قوانين خاصة للسوا




.. تحليلات كوميدية من الفنان بدر صالح لطرق السواقة المختلفة وال