الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هيئة الكتاب أماتت ديوانى الشِعرى قبل ولادته

منى نوال حلمى

2024 / 1 / 16
الادب والفن


هيئة الكتاب أماتت ديوانى الشعرى قبل ولادته..
========================================

فى يونيو 2021 ، أرسلت ديوانى الشِعرى الجديد ، " أين اختفت أمى نوال ؟ " ، بعد تواصل مع مسئول النشر حينئذ جودة رفاعى ، أيام رئاسة د . هيثم الحاج . وبعد عدة اتصالات أخبرنى أنه تمت الموافقة ، وادراج الديوان فى الميزانية ، على أن أنتظر ارسال البروفة لمراجعتها ، ثم توقيع العقد . طال الانتظار الى عدة شهور ، وعرفت أن هناك مسئولا جديدا للنشر هو عادل سميح . تواصلت معه وأخبرنى أن الديوان فعلا مدرج فى الميزانية ، وسوف أتلق بروفة أراجعها ، ثم أوقع العقد . مرت عدة شهور ، اتصلت بعادل سميح وقلت له ، أننى أنتظر البروفة . فاتت عدة شهور أخرى ، ولم يرد على أى من مراسلاتى الصوتية عبر الواتساب . ثم اتصلت بالدكتور هيثم الحاج ، وكان فى منتهى اللطف ، وأخبرنى أنه يتذكر الديوان جيدا ، وكان مهتما باصداره فى حينه . ولكنه الآن ترك الهيئة ، وأن د . أحمد بهى الدين هو الرئيس الجديد . اتصلت بالرئيس الجديد د. بهى الدين ، برسالة صوتية على الواتساب . وكنا قد وصلنا الى أكتوبر 2023 ، ولخصت الموضوع له . ورد بأنه سيسأل فورا ، ويخبرنى . ولم يفعل حتى الآن .
لم أعرف مصير الديوان ، ولماذا الصمت من الجميع ، وعدم الاعتناء بالرد . لست فى موقع مسئول مرموق ، وليس عندى سلطة تضر أو تفيد أحدا . وبالتالى ، لست مواطنة مصرية مهمة ، تستحق الرد عليها . كل الرسائل مسجلة عندى .
كيف مات الديوان ، قبل أن يُولد ، وهل دفنوه بشكل لائق وكريم ؟؟. لو صرفوا نظر بعد الموافقة ، بامكانهم اخبارى بكل بساطة.عدم نشر كتابى رقم 15 ، بين مؤلفاتى ، والديوان الشعرى رقم 7، ليست نهاية العالم ، وليست بالتأكيد نهاية مؤلفاتى .
أصدرت الهيئة كتابين لى ، قصص" الحب مع مغامر مرتبك " 2000 ، فاز بالمركز الأول فى " جائزة تيمور للقصة العربية ". وديوانى الشعرى " امرأة المطر والقهوة والضجر " ، 2019 .
كم أنتِ رخيصة أيتها الكتابة ، فى بلادنا .
وكم يحزننى كمواطنة مصرية ، أن أكون بلا أهمية فى وطنى ، لأننى بدون سُلطة .
************
جمعتنى جلسة مع عدد من الأشخاص . تناقشنا حول ما يحدث فى منطقتنا منذ أحداث 7 أكتوبر 2023 ، وما تلاها من توابع . قال شخص منهم : " أكثر شئ انفرط له قلبى ، هو قتل الأطفال ، بنات وأولاد ، وأيضا الفتيات والنساء .. لماذا ..ما ذنبهم ؟.. هذه حرب بين الرجال الكبار ، ودول ، فلوس وتآمر وهيمنة " . سألته : هل ينفرط قلبك بالمثل ، بسبب قتل وذبح الأطفال الاناث والفتيات والنساء ، على أيدى ذكور الأسرة والعائلة ، فى وضح النهار بكل فخر ، لمجرد أنهن فقدن غشاء البكارة ؟ ". سكت الجميع ، تبادلوا نظرات الاستغراب .
قلت : " آلاف البنات والأطفال الاناث يفقدن حياتهن باسم جرائم شرف .. أنت وغيرك لا تنفرط قلوبهم ، ولا يفعلون شيئا لايقاف وتجريم هذه الوصمة .. وقد تكون ممنْ يرتكبون هذه الجريمة ، مع ابنتك أو أختك ، لاستعادة الشرف .. تهتمون فقط بضحايا جرائم الحرب ، أما ضحايا جرائم الشرف ، العار المغروز فى ثقافتكم ، وذكوريتكم ، وأخلاقكم ، لا تستحق حتى ولو التفاتة ".
ان جرائم الحرب ، تقع فى وقت محدد ، وتنتهى بانتهاء الحرب . وكم من محاكمات دولية أقيمت لادانة المتورطين فيها ، وكسبت التعاطف والتأييد والدعم على مستوى العالم . أما جرائم الشرف ، فهى فى الِسٍلم والحرب .
منذ عدة أشهر ، كتبت خمسة خطابات وأرسلتها باليد مع شخص من طرفى ، الى خمس شخصيات اعلامية مسئولة عن الاعلام والثقافة ، طالبت بضرورة عمل حملات توعية مكثفة ، لا تتوقف فى جميع وسائل الاعلام ، تحظر جرائم الشرف بقانون سريع رادع ، يحاكم الفاعل كما يحاكم القاتل فى الجرائم الجنائية ، بل وتكون العقوبة أكثر تشددا ، وتوضع ملصقات تغطى القرى والمدن ضد هذه الجريمة ، ويمكن تأسيس لجنة تكون مختصة لجرائم الشرف . أليس هذا من ضرورات حماية المرأة ، وتحقيق الأمان والعدالة لها ، وأنسنة معايير الشرف ، وعدم تحويل الرجل الى قاتل ؟؟ . أليس هذا فى صلب عملية التغيير الحضارى والاعلامى والثقافى ؟؟. أليس هذا عملا وطنيا من الدرجة الأولى ؟. أم أن " الوطنية " هى تكثيف الاهتمام بقضايا أوطان أخرى ، والصمت التام عن قضية فى وطننا؟؟. فلا قضية للبنات والنساء ، يجرى ايه لو قتلوا ، وانذبحوا .. هكذا نثبت الرجولة ، وأن هناك دما يسرى فى عروقنا ، وأن كل رجل فى بلادنا " دكر " . هكذا هى العقلية السائدة .
لكننى لم أتلق ردا ، ولو من شخصية واحدة . واحتفظت بنسخة من الخطابات .
الغالبية تعتقد أن " النساء ناقصات عقل ودين " ، فماذا سيحدث لو أصبحن أيضا " ناقصات عقل ودين وعُمر ".


كانت الدنيا ستقوم ولا تقعد ، لو كان الأطفال الذكور والصبيان والشباب الرجال ، يتعرضون للقتل والذبح ، لأمر مشابه .
أى شئ يصيب الذكور بالسوء ، أو يقلل من قداستهم وحقوقهم الذكورية ، يتأهب الجميع بشراسة ، لاعادة هيبتهم المعتدى عليها ، خاصة من النساء .
الساكت عن جريمة ، مشارك فى حدوثها .
كتبت عشرات المرات ، عن جريمة الشرف ، ولكن وكما قال الشاعر الفارسى عمرو الزبيدى 547 - 642 : " لقد أسمعت لو ناديت حيا / ولكن لا حياة لمنْ تنادى / ولو نار نفخت بها أضاءت / ولكن أنت تنفخ فى الرماد .
لا تتكلموا عن التغيير ، والتنوير .
===========








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب


.. عاجل.. الفنان محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان في رسالة صو




.. انتظرونا غداً..في كلمة أخيرة والفنانة ياسمين علي والفنان صدق