الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب الكبرى وانهيار أمريكا

طاهر مسلم البكاء

2024 / 1 / 16
العولمة وتطورات العالم المعاصر


قاتل القادة الصهاينة وعلى رأسهم نتنياهو لتوريط أمريكا بضرب ايران وخوض حرب معها وفق مبررات خلقها الصهاينة لحماية دويلتهم ،لأستشعارهم بخطر ايران الكبير على أحلامهم ،وكانوا يتصوروا انهم سيفعلون بأيران كما فعلوا بالعراق ،عندما جندوا العالم بقيادة أمريكا لضرب العراق وتدمير جيشه .
والدسائس والطباع الصهيونية ليست جديدة فهي مذكورة بجميع الكتب السماوية بما فيها التوراة ،وهذه الطباع هي التي حملت دول وشعوب العالم على النظر الى اليهود نظرة ريبة وشك جعلت منهم شعب معتزل الآخرين معتكف على نفسه ،وحملت قادة كبار كهتلر على محاولة التخلص من اليهود وعزلهم .
سيكون الصهاينة سبب أنهيار أمريكا :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ان دفع الصهيونية لأمريكا وفقا ً لمصالحها ، قد جاء على أكثر من صعيد فالتأثير الصهيوني في الداخل الأمريكي ،وتأثيرها في الأنتخابات الرئاسية جعلت من أغلب رؤساء أمريكا طوع أمر الصهاينة وخاصة في القضايا العربية ومنها قضية فلسطين ، حيث المواجهات العربية الأسرائيلية كانت تشير الى ان الجيوش العربية ورغم ايمانها وحماسها للجهاد في فلسطين فأنها تهزم بخيانة وانهزامية القادة الذين كانت تنصبهم أمريكا على بلدان العرب،ولم يكن هناك ائتلاف وقيادة موحدة للعرب في المواجهة مع الصهاينة وانتهت الأمور الى اتفاقيات تطبيع مهينة لم يجلب منها العرب سوى اخلاص رؤسائهم للصهيونية والأمريكان مقابل حماية مناصبهم الى حين .
بالمقابل تغول الصهاينة واصبحوا يطلقون على جيشهم بأنه الجيش الذي لايقهر ،واصبح من السهل لهم قتل واغتيال أي مسؤول يرون فيه خطورة عليهم بأستخدام السلاح الأمريكي المتطور .
معركة غزة في 7 أكتوبر بدلا ً عن الأنهزام العربي :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأنفجار الفلسطيني الذي ابهر العالم في 7 اكتوبر وفاجئ الصهاينة المحتلين ،كان نتيجة لحصار مؤلم وقاسي دام لأكثر من 18 سنة ،شعب غزة محاصر برا ً وبحرا ً وجوا ً ،لقد كانوا يعيشون في سجن كبير ،وكانوا كحال جميع الفلسطينين،يتعرضون للقتل والأعتقال وانتهاك الكرامة واغتيال قادتهم والكفاءات البارزة لديهم .
ما كان جديدا ً فيه هو دخول مقاتلي غزة الى مستوطنات غلاف غزة وجلب الأسرى مطالبين بأطلاق سراح الفلسطينين الذين يحتجزون تعسفيا ً بدون محاكمة ،
وساند محور المقاومة في هذه الحرب مقاتلي غزة .
محور المقاومة سلاح جديد يواجه الصهاينة :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بدى ان هناك محاور عديدة منظمة تخوض حرب استنزاف ضد دويلة الصهاينة ،تنطلق من كل من لبنان وسوريا واليمن والعراق ، واتهم الصهاينة ومن ورائهم الأمريكان بأن هذه المحاور مدعومة وموجهه من ايران ، وكانت هذه المحاور لاتمثل حكومات هذه الدول ،فحزب الله في لبنان وانصار الله في اليمن ولايعرف بالضبط الجهات العراقية المشاركة والتي قامت بضرب كلا ً من القواعد الأمريكية والعمق الصهيوني ، وكان لهم دور كبير في مساندة مقاتلي غزة ، كما ان صمود مقاتلي غزة أمام الة الحرب الأمريكية التي زود بها الصهاينة أعطتهم الحافز والقدرة على استمرار المواجهة بزخم أحرج الأمريكان والصهاينة وبشكل لم تعتاده الأدارة الأمريكية بالحروب السابقة مع حكومات العرب الخانعة !
السيناريوهات المحتملة :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تمسك رئيس وزراء الصهاينة "نتنياهو " بالأستمرار بالحرب لعلمه بأن مصيره سيكون اسودا ً عند وقوف الحرب ،ومع ان الأمريكان قد ساندوه في بدء المواجهة إلا ّ انهم بدءوا يواجهون مشاكل أخذت تكبر مع استمرار الحرب ، كخوفهم من توسع المواجهة مع حزب الله الى حرب مفتوحة ، وغلق مضيق باب المندب والبحرين العربي والأحمر على البضاعة والسفن الأسرائيلية ، من قبل انصار الله في اليمن ،ومع ان ايران لم تشترك بصورة مباشرة غير ان الأمريكان والصهاينة يرون انها الجهة الرئيسية التي تقابلهم في هذه المواجهة ، وبالتالي فأن استمرار هذه الحرب ستعجل المواجهة الكبرى بين أمريكا وايران ، وقد فهمت أمريكا ان حلفائها لن يقفوا معها هذه المرة وهذا ماحصل عند قصفها مناطق تابعة لأنصار الله في اليمن ،حيث لم يرافقها من حلفائها الكبار سوى ذيلها البريطاني !
المواجهة الكبرى ستكتب هزيمة كبرى لأمريكا في الشرق الأوسط :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لاتكتب هزيمة أمريكا فقط بل ستجعل من حلفاء أمريكا وذيولها في المنطقة " أثرا ً بعد عين " وقد تحصل تغيرات كارثية غير متوقعة في المنطقة ،حيث يفقد الخليجيون الدعة والأمان الذي يتمتعون به اليوم ، وسيغادر المستوطنون في فلسطين المحتلة أرض فلسطين ،الى الوجهات التي جاءوا منها أو الى وجهات أخرى منتخبة كأمريكا أو البرتغال أو قبرص ،وقد يبقى بعض العسكر فيها ومن يقوم على خدمتهم .
على يد نتنياهو ستكون النهاية :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ان تمسك نتنياهو اليوم بالحرب بالضد من رغبة حلفاءه في امريكا والغرب في ايقافها ، وبالضد من مصالح الصهاينة الذين يخسرون في العتاد والجنود والأقتصاد ،ويواجهون ثورة شعبية داخلية ، سيجعل من نتنياهو سببا ً في توسع نار هذه الحرب التي اجتازت المئة يوم حتى الآن ،وبدأت بوادر اتساعها للعيان في العمليات الحربية التي وصلت الى البحر الأحمر ،ولاتزال أمريكا تتصرف بنفس العنجهية التي تصرفت بها مع العراق وافغانستان ،رغم انها لم تحصد سوى السراب وتخريب أقتصاد البلاد ، فلكونها لم تتمكن من تطويع نتنياهو ،قامت بأرسال قوات أضافية الى قواعدها في سوريا والعراق وهذه نذر حرب واسعة جديدة .
نتنياهو يريد أمريكا تحارب بدلا ً عن الصهاينة :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رغم ان نتنياهو قد يفقد رئاسة الوزراء ،وقد يحال الى المحكمة، إذا توقفت الحرب الحالية ،ولكن حلمه بمواجهة امريكية ايرانية بات اقرب من اي وقت مضى الى التحقيق .
خلال فترة زمنية طويلة ، كان نتنياهو يصرخ ضد ايران دون ان يهتم أحد له ،وقد اضطر في احد دورات الأمم المتحدة الى حمل خرائط ومخططات من صنعه، لعله يقنع الأمريكان والأوربيين بضرب ايران ولكن دون جدوى ،ولم يلتفت اليه أحد .
برزت سياسة واشنطن في عهد ترامب متجنبة المواجهات العسكرية ،حيث تخسر فيها اموالا ً،وركزت على الحصارات الأقتصادية رغم شمولها المدنيين أكثر من القادة السياسيين ،ولكن امريكا بدت واضحة تصنع الأحداث لمصالحها ،وعلى أهبة الأستعداد للدخول في الحروب اذا كان هناك من يدفع ،فحرب العراق الأولى عام 1991 م ،ماكانت تتصدرها امريكا بالشكل الذي كانت عليه لولا وجود الكيس الخليجي ،وقدرتها على تجييش الأوربيين في جيشها .
وبان ذلك في حربها الثانية على العراق ،واشتداد آوار المقاومة ،حيث لم يكن هناك من يدفع لها ،وبرزت خسائرها استراتيجية وكان من نتيجة ذلك ان سحبت قواتها عام 2011م بهزيمة بائنة لاغبار عليهاولكنها منمقة !
يعترف ترامب ،وفي أكثر من مناسبة ، بأن حرب العراق كانت خطأ ً فادحا ً أرهق الميزانية الأمريكية ولم يجلب لها شيئا ً واضحا ً سوى الأستعراض الذي انتهى بالهزيمة ،كما ان الأمريكان يعترفون ،في تحليلهم للحرب على العراق ،ان المستفيد الأكبر والمنتصر من وراء الستار هو ايران .
رغم انسحاب ترامب من الأتفاق النووي ولكنه تجنب المواجهة المباشرة مع ايران ،وهكذا كانت سياسة بايدن من بعده ،حيث رفض اي فكرة لضرب ايران رغم ان الصهاينة كانوا ينمقون ذلك ،ويظهرون ايران وكأنها المارد الذي سيبتلعهم ويبتلع المنطقة بأكملها ،غير ان اصرار نتنياهو على الأستمرار في حرب الأبادة التي ينفذها في غزة قد تكون الصاعق الذي يشعل نار لا أنطفاء لها ويقرب المواجهة المخيفة .
ايران وامريكا :
ــــــــــــــــــــ
حرب قد تقع أولاتقع ،ولكن المواجهة حاصلة وقد حصلت منذ انسحاب ترامب من الأتفاق النووي بتأثير صهيوني ،ثم فرضه عقوبات أقتصادية على أيران أثرت بشكل بائن على برامج الدولة وعلى معيشة المواطن الأيراني ،وأقلقت الدول المجاورة ،وتلك التي تشتري النفط الأيراني،كما ان هناك دول مترقبة متربصة ،قد يسعدها التهاب أوار المعارك،وهي تدخل في صلب مصالحها ،لما يعتقد من انها ستؤدي حتما ً الى كسر جناح أمريكا ،والأطاحة النهائية بقطبيتها المنفردة بالعالم وخاصة روسيا والصين .
ونحن نتناول جانب مهم يخص الدولة العظمى المتسيدة العالم هذا اليوم ،نعتقد أننا أقدر شعوب الأرض على أسداء النصح وألقاء الحجة،لأسباب وجوانب متعددة ،اهمها ان منطقتنا العربية والأسلامية لاتزال هي المنطقة الحيوية في العالم ،ليس لأنها تمتلك احتياطيات الطاقة في العالم فحسب ، بل لما تمتلكه من مميزات حيوية محركة أخرى وحضارة ممتدة في جذور التاريخ، وان امريكا قد جربت المواجهات في المنطقة لدول ليس من عدادها عسكريا ً،وفشلت فشلا ً بائنا ً وذريعا ً وبأعتراف القادة الأمريكان وآخرهم ترامب نفسه .
فيما يخص تدخل امريكا في بلادنا العراق :
أختصر ترامب الموضوع على قناة "سي بي إس" مطلع العام الحالي بقوله :
"ان التدخل العسكري الأمريكي في العراق، أحد أكبر الأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة على مرّ التاريخ " .
رغم ان الجميع يعلم ان تسليح العراق كان متواضعا ً وقديما ً، وان الأمريكان انفردوا به ،وجيشوا العالم ضده بحجة الكويت واسلحة الدمار الشامل، و هما حجتان من صنع أمريكا وفبركة أجهزتها الأمنية .
أما في افغانستان ومنذ 2001 م وحتى خروجها المذل بهزيمة مدوية خسرت فيها اقتصادها وسمعتها والكثير من هيبتها !
اميركا سائرة الى منزلق خطير سيطيح بقوتها وهيبتها الدولية الحالية ،وذلك بسبب ابتعادها عن المصالح الأميركية ، والأنسياق للنصح والتأثير اليهودي الصهيوني ،الذي يتصرف من وراء الستار قاصدا" تحقيق أهداف الصهيونية في السيطرة على العالم ونستذكر قول كيسنجر (أن أكبر نجاح حققته أسرائيل،هو ربط المصالح الأستراتيجية الأميركية بالمصالح الأستراتيجية الأسرائيلية ) .
لذا فأن المواجهة مع ايران ستكون بلا ادنى شك نهاية كارثية للأمبراطورية التي سادت العالم بالموت والخراب وتدمير شعوب بأكملها لاتجاور أمريكا ولم تكن تقف بالضد من طموحات امريكا .
وقد برزت ايران كدولة عصية على الأختراق ،عرف قادتها كيف يديرون دفتها بما يجنبها المخاطر ويخدم مصالح شعبها ،واتجهت الى تدعيم الأستقلال الأقتصادي بأعتمادها على الذات ،وبذلك لم تفلح الحصارات الأمريكية والغربية في تركيعها ،وقد خاضت العديد من المواجهات الغير مباشرة في المنطقة وعلى طريقة الكبار ،مثبتة كفائتها وأهليتها في تطوير دفاعاتها وإنشاء حائط ردع ، كفاها شرور التدخلات الخارجية للدول المستهترة بالقانون والضوابط الدولية ،كما انها دعمت كل ذلك بتحالفات مشرفة لايستهان بها مع دول كبيرة كروسيا والصين ،سهل لها الوصول الى الصمود الكبير بأقل الخسائر .
ومن هنا فأن الفرق في تكنلوجيا السلاح والأتصالات والمستوى اللوجستي للقطعات العسكرية هو فارق بسيط لن يعوض باي حال من الأحوال الفرق الكبير بالعدة والعدد للجيش الأيراني الممسك بقوة بارضه وحدوده ،وسيطرته على مضائق مهمة للملاحة الدولية ،كما يمكن ان نضيف الى ذلك ما يشتهر به الأيرانيون من عناد وصلابة وقدرة على المقاومة اللانهائية حتى الوصول الى الأهداف المتوخاة .
هل يمكن لأمريكا الخارجة من حربين موشاة في كليهما بالهزيمة والفضائح في العراق وفي افغانستان أن تدخل حربا" اشد ضراوة ،وماذا لو ترافق التصعيد على الجبهة الأيرانية التصعيد على الجبهة الصينية المخيفة للقادة الأمريكان ؟.
صحيح ان واشنطن تبدو ماضية في التصعيد العسكري ضد إيران ومواصلة سياسة العقوبات الفاشلة، وهو أمر محير ولكن يبدو أن بايدن من الضعف أنه أصبح أسيرا ً للصهاينة ، وهو يمضي نحو حرب سيخسر فيها الجميع بما فيها إيران ،ولكن لن تربح واشنطن هذه المواجهة مع شعب معروف ومشهور بعناده وبمقاومته، و ستخسر سمعتها كقوى عظمى وهيمنتها على المنطقة وستنكسر عسكريا وربما ترحل بقواعدها وجنودها من المنطقة وقد تكون نهايتها في المنطقة ،وسيضحي بايدن بمصالح الشعب الأمريكي وهيبة امريكا الدولية وبالمصالح الأقتصادية والأمنية لكل دول المنطقة وبمستقبله السياسي ، وسيكون المستفيد الوحيد من هذه الحرب هو دويلة الصهاينة وسيكون الشعب الأمريكي خاسرا" كبيرا".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك


.. إسرائيل -مستعدة- لتأجيل اجتياح رفح بحال التوصل -لاتفاق أسرى-




.. محمود عباس يطالب بوقف القتال وتزويد غزة بالمساعدات| #عاجل


.. ماكرون يدعو إلى نقاش حول الدفاع الأوروبي يشمل السلاح النووي




.. مسؤولون في الخارجية الأميركية يشككون في انتهاك إسرائيل للقان