الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من رحلة أسياس افورقي

خالد حسن يوسف

2024 / 1 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


خلال مرحلة الثورة ثوار ارتريا وقعوا في الخطأ الاستراتيجي ذاته الذي وقع فيه ثوار الصومال الغربي، حيث ارتهنت التنظيمات الارترية للقرار الخارجي والذي تبعثر ما بين السودان،السعودية،مصر،العراق وسورية، حينما سيطرت تلك الدول على التنظيمات الارترية.

وبذلك تم طي صفحات نضالهم مع حدوث الهزيمة التاريخية التي تعرضت لها جبهة التحرير الارترية امام كل من الجبهة الشعبية لتحرير ارترية والجبهة الشعبية لتحرير التجراي في عام ١٩٨٢، بينما صادر السودان سلاح جبهة التحرير الارترية بقرار امريكي.

وفي المقابل ارتهن القرار السياسي لجبهة تحرير الصومال الغربي لصومال وبلغ مجرى الأمورأن تم إدماج قوات الجبهة مع الجيش الصومالي وكوادرها في مؤسسات الدولة الصومالية وخلال مسيرتها في عقدي السبعينيات والثمانينيات ظلت محل تدخل وتوجيه لقرارها السياسي، بينما تعاطت الحكومة الصومالية مع التنظيمات الارترية بصورة مختلفة وبمعزل عن التدخل في شؤونهم التنظيمية.

وفيما بعد ارتهن قرار الجبهة الوطنية لتحرير الاوجادين لارتريا وهو ما اسفر عن استسلام الجبهة عند حدوث التسوية السياسية بين ارتريا واثيوبيا، رغم أن الجبهة وقواعدها كانت متواجدة في الميدان أكانت قوات أو جماهير مؤيدة لها، حيث تركزت في داخل الصومال الغربي المحتل أو أوجادينيا.

بينما تواجدت قيادات الجبهة ما بين العاصمة الارترية أسمرا وبعض دول المهجر، وبطبيعة الحال فإن نظام اسياس افورقي ما كان بإمكانه إعاقة استمرار نضال الجبهة في حال أرادت ذلك، الا أن الحكومة الارترية أوحت لقيادة التنظيم إنها ستلعب دور الوسيط ما بين جبهة اوجادينيا والحكومة الإثيوبية، وقد تمت لقاءات
بشأن ذلك.

كما أن استهداف الكانتونات الصومالية المرتبطة بالحكومة الإثيوبية للجبهة وعدم تمكينها من أن تجد لها مؤطى قدم وتعاونها على تلك الخلفية مع أديس أبابا، ناهيك عن أن مجلس الوزراء الصومالي بدوره كان قد أصدر في إحدى جلساته قرار يجرم الجبهة ووصفها
بممارسة الإرهاب!

المحصلة أن العمق الطبيعي للجبهة ممثلا بالصومال أصبح طاردا لها وغير مشجع عند خضوعه لاثيوبيا، وبالتالي فإن تلك الظروف ساهمت في دفع الجبهة نحو تلك التسوية الغير مجدية مع أديس أبابا، ناهيك عن دور العامل الداخلي وسط قياداتها.

بينما ظلت تجربة الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا والتي قادها اسياس افورقي بمعزل عن السيطرة الخارجية على قرار التنظيم.
ورغم مساعدة كل من الصومال والسودان وغيرها لشعبية، الا ان انها استطاعت ان تحافظ على استقلاليتها وقرارها السياسي من التدخل الخارجي.
ونظرا لتركيزها على قواعدها في الداخل، والاستفادة من قدرات حليفها الإثيوبي ممثلا بالجبهة الشعبية لتحرير التجراي والتي اتخذت من الأراضي الارترية عمقا لها، وكانت بدورها تنال دعما سياسيا وعسكريا من الصومال.

وبعد مرحلة الثورة اتجهت الحكومة الارترية لمحاربة الإسلام السياسي في السودان ممثلا بحكومة الجبهة الإسلامية القومية، وتنظيمات ارترية دينية معارضة للحكومة، واستطاعت بالتعاون مع الحكومة الإثيوبية تحجيم نشاطها وشله في إريتريا، ناهيك عن استقطاب المعارضة السياسية السودانية والتي اتخذت لها من
أسمرا ملجأ سياسي كبير.
وفي عام ١٩٩٤ شاركت القوات الارترية بالمشاركة العسكرية إلى جانب إثيوبيا لشن الحرب على تنظيم الاتحاد الإسلامي الصومالي في إقليم الصومال الغربي الخاضع لاثيوبيا.

وفي الصومال عملت الحكومة الارترية على دعم المعارضة الصومالية لاثيوبيا وذلك بعد اجتياح أديس أبابا لصومال في عام ٢٠٠٧، بالإضافة إلى دعمها لحركة الشباب، وقطعت شوطا بالغ في ذلك المنحى السياسي، وساهمت إلى حد كبير لهزيمة إثيوبيا في الصومال.

كما أن سياسة الحكومة الارترية ركزت على اضعاف دول الجوار ممثلة بالسودان وجيبوتي واثيوبيا، وفي إطار ذلك السياق قطعت شوطا كبير لا يمكن الاستهانة به، وذلك على خلفية دعمها للمعارضة السياسية في هذه الدول المجاورة، ومما لا شك فيه أن تلك الدول وباستثناء جيبوتي لعبت دور بارز في استهداف النظام الارتري والسعي لاسقاطه، بينما هاجمت أسمرا جيبوتي على خلفية كونها ساهمت في استمرارية إثيوبيا لخوض الحرب مع ارتريا، خاصة وأن ميناء جيبوتي مثل عمق اقتصادي وتجاري وشريان الحياة لاثيوبيا.

وفي إتجاه آخر كانت تطلعات الحكومة الارترية تسعى لسيطرة على قرار ومصير قومية التجري المسيحية في إثيوبيا، والذين يمثلون إمتداد عرقي وديني لتغرينيا القاطنين في إريتريا، وفي صدد تلك الخلفية التاريخية الإجتماعية جرت حالة تجاذب على قرار القومية المشتركة والمنقسمة سياسيا، وحاليا تسيطر القوات الارترية على بعض اقاليم التجراي وذلك بعد الاجتياح المشترك لكل من قوات الحكومية الارترية والإثيوبية لاقليم التجراي في عامي ٢٠٢١٢٠٢٢، وبذلك استطاعت أسمرا أن تضع حدا لتهديدات الجبهة الشعبية لتحرير التجراي.

وعلى صعيد آخر فإن الحكومة الارترية تدعم قوى المعارضة الإثيوبية الرئيسية ومنها تنظيم قومية الأمهرة(فانا)، وجبهة تحرير الأورومو، وهو ما يمثل بواقع تحدي بالغ المنحى للحكومة الإثيوبية، وأضعف قدرتها السياسية والعسكرية، ولدرجة أن إثيوبيا أصبحت مهددة بالانقسام كدولة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -