الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذيل وابن السفارة

حيدر خليل محمد

2024 / 1 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


يقول الملك فيصل الأول " لا يوجد في العراق شعب عراقي، بل تكتلات بشرية متشبعة بتقاليد واباطيل، لا تجمع بينهم جامعة.." .
هذا الكلام لأشهر سياسي عربي قاله قبل عشرات السنين وهو كلام ليس تجنيا وليس غريباً، ولا يستطيع أحد أن يقول هذا كلام غريب أو غير حقيقي .
عندما نقل العباسيون عاصمتهم إلى بغداد، لم تهدأ بغداد من الصراع الداخلي، بين بني العباس وبني هاشم، ومن ثم بين ابني هارون الأمين والمأمون، وفي آخر أيام الخلافة العباسية بعد أن دبَّ فيه الضعف والوهن، اشتعلت الفتنة والاقتتال الطائفي في بغداد، والتهجير القسري بين طرفي النزاع .
ولم تهدأ الأوضاع، حيث أتهم السنة الشيعة بأنهم تعاونوا مع المغول لإسقاط الخلافة الإسلامية، واتهم الشيعة السنة بأنهم اضعفوا الخلافة الإسلامية وأصبحت دولة فسق ومجون، ومازال هذا الجدال العقيم مشتعلٌ بين الطرفين، والى يومنا هذا لم يقنع أي طرف الطرف الآخر .
حتى جاء الصفويون والعثمانيون، هنا وجد الشيعة ضالتهم عند الصفويين، ووجد السنة ضالتهم عند العثمانيين .
وقامت حروب طاحنة بين الدولتين بإسم الاسلام السني والاسلام الشيعي، كلّ يجيش ضد الآخر .
انتهت تلك الحقبة، وجاءت حقبة الانكليز وفكرٍ سياسي جديد، حيث انتشر الفكر القومي، وصار الخلاف بين القوميين والاسلاميين ومن ثم الشيوعيين ومن بعدهم البعثيين .
في كل هذا التاريخ المليء بالقتال والاقتتال لم يربط العراقيون أي فكر وطني، بل الذي كان يربطهم هو المال والأعمال والتجارة والاقتصاد فقط .
لم تأتي حكومة عراقية اتفق عليها العراقيون بكل اطيافهم، كل حقبة زمنية تخرج فئة من العراقيين تقول إنها مهمشة، وتسعى جاهدة لاستغلال الحكم لصالحها في أي فرصة تسنح لها .
إذن لا توجد فئة معبئة بأفكار وطنية وتسعى لبناء أمة عراقية، حتى الأحزاب والتيارات السياسية الموجودة على الساحة السياسية ليس بين أعضائها مختلفين كلهم من لون واحد .
الصراع الطائفي والقومي موجود بكل قوة بين المجتمع العراقي، على سبيل المثال انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة عام 2023، حيث خرج لنا زعماء سنة واعلنوا أن بغداد سنية، وفي المقابل دعا الزعماء الشيعة الى المشاركة في الانتخابات لاثبات شيعية بغداد .
كذلك الحال في المناطق المتنازع عليها، حيث كان الصوت الأعلى للحفاظ على القومية من الضياع! .
الإنقسام بين العراقيين كبير جداً، وهذا الإنقسام ليس اختلافاً في الرأي، أو نقاش على الطاولة تنتهي بانتهاء مدة الحوار .
بل ان الشيعة تكفر السنة والسنة تكفر الشيعة، والكرد لا يثقون بالعرب والعرب يتهمون الكرد بالعمالة لإسرائيل! .
والقاسميون يكفرون الملك والملكيون يكفرون القاسميين! .
وكذلك حال الاسلاميين والشيوعيين! ، واليوم صراع محتدم بين الذيل وابن السفارة، ولا نعرف ماذا يخبئ لنا الصراع الجديد بعد سنوات ! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Ynewsarab19E


.. وسط توتر بين موسكو وواشنطن.. قوات روسية وأميركية في قاعدة وا




.. أنفاق الحوثي تتوسع .. وتهديدات الجماعة تصل إلى البحر المتوسط


.. نشرة إيجاز - جماعة أنصار الله تعلن بدء مرحلة رابعة من التصعي




.. وقفة طلابية بجامعة صفاقس في تونس تندد بجرائم الاحتلال على غز