الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرس الثوري متعب. ولكنه يرد بقوة -في المكان والزمان الذي يراه مناسبا-!

عصام شكري

2024 / 1 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


في تصريح رسمي اعتبرت الجمهورية الإسلامية الإيرانية على لسان وزارة خارجيتها انها تعتبر ضرباتها الصاروخية في العراق وسوريا "حقا مشروعا" في الدفاع عن أمنها. وقال المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني إن إيران "لن تتردد في استخدام حقها المشروع للتعامل الرادع مع مصادر تهديد الأمن القومي والدفاع عن أمن مواطنيها"، مؤكدا أنها "تمكنت في عملية دقيقة وموجهة وبقدراتها الاستخبارية العالية، من تحديد مقرات المجرمين واستهدافها بأسلحة دقيقة للغاية" في إطار "العقاب العادل... ضد المعتدين على أمن البلاد".

ان هذه التصريحات العنترية تدل بلا شك لا على الخوار الذي وصلت له جمهورية "تحرير فلسطين من النهر للبحر" في قمة الاعتداءات الاسرائيلية على غزة وتفضيلهم الجبان بقصف مناطق يسيطرون أصلا عليها بدلا من قصف إسرائيل و"العدو الصهيوني" والاستكبار العالمي والشيطان الأكبر او كما يحب الرفاق تسميتهم ب "الامبريالية".

ان اختيار مدينة أربيل او الحسكة وهي مناطق بعيدة عن الصراع الدموي الحالي و لا تاثير او ربط بالأحداث الارهابية الأخيرة في كرمان هي اختيارات دعائية هدفها حفظ ماء الوجه جراء الهزائم التي تلحق بالجمهورية الإسلامية وميليشياتها الطائفية ليس فقط داخل ايران حيث ينتفض جماهير ايران وأحرارها ضد حكم حفنة من القتلة، بل في عموم الشرق الأوسط. ان وضع ايران اليوم في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين واليمن وكل مكان اصبح محل كراهية وسخرية .

لقد سقط جراء قصف (ويالسخرية الاسم: الحرس الثوري) مدنيين في مدينة أربيل والحسكة لا علاقة لهم مطلقا بالعدوان الاسرائيلي على غزة او الضفة ولا بتنظيمات داعش (المعروف بانه تم احتضانها من قبل الجمهورية الإسلامية لتطلقها كالكلاب المسعورة كلما جرت اعتراضات ضدها في دول المنطقة). ان لهذا الرد المتعب علاقة بحفظ ماء الوجه الذي تعفر موخرا اثر موجة من الاغتيالات لقادة حرسها الثوري في قلب عواصم الشرق الأوسط المهمة بغداد ودمشق وبيروت وشكل لها انهيارا سياسيا وأمنيا واستخباريا مدويا.

ولو كان الحرس الثوري يمتلك ولو نقطة من معلومات استخبارية حول منفذي هجوم كرمان ألم يكن الأجدى جلبهم او اختطافهم او حتى قتلهم بكواتم الصوت (والقتل بالكواتم او القناصة هي خصيصة الميليشيات الايرانية التي تغتال الصحفيين والمعارضين والاحرار في العراق ولبنان على مدى العشرين سنة الماضية) واظهار صورهم في الإعلام بدلا من هذا القصف الاعمى الجبان؟

الجمهورية الإسلامية الإيرانية عليها لكي تكون مخلصة لمبادي أمامها وملاليها مغتصبي الطفلات وقاتلي النساء في ايران في تحرير القدس والجليل وحيفا ويافا بل و غزة ايضا (لم لا؟) وان ترمي ولو (شحاطة عتيقة) على إسرائيل او الأساطيل الأمريكية المبحرة في مياه المتوسط او البحر الأحمر او انزال جيش قدسها في الجنوب اللبناني لمؤازرة قوات الرضوان الخائرة بدلا إطلاق الصواريخ "البالستية" على مدن آمنة بعيدة لا دور ولا مكانة ولا نفوذ سياسي لها وتقتل أبرياء من اجل اعادة ماء وجهها الذي فقدته باكثر الأشكال خزيا بعد "طوفان مجاري حماس".

ليس للجمهورية الإسلامية مكان لا في العراق ولا سوريا ولا لبنان ولا فلسطين ولا اي بقعة اخرى في المنطقة. هذه الجمهورية مكروهة لبربريتها وهي تضحي بحياة وامان وطمأنينة الملايين لتثبت نفوذها ومصالحها وتصبح لاعبا اقليميا يحصل على سهمه من "الشيطان الأكبر والاصغر ".
وفي الوقت الذي تهب فيه جماهير ايران الباسلة للثورة على الباسدران والباسيج والجيش وقوى جمهورية المشانق والإعدامات هذه وتحرر ايران من رعب هذه القوى، فان جماهير العراق ولبنان وسوريا وفلسطين الحرة والعلمانية والمتطلعة لحياة آمنة وكريمة تتحين الفرصة لكنس هذه الدولة وجيوش قدسها المزيفة وميليشياتها الارهابية من أراضيها بعد ان تنتهي الأزمة الكارثية في غزة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تأخذ استراحة بشكل صحيح؟ | صحتك بين يديك


.. صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة




.. أمام منزلها وداخل سيارتها.. مسلح يقتل بلوغر عراقية ويسرق هات


.. وقفة أمام جامعة لويولا بمدينة شيكاغو الأمريكية دعما لغزة ورف




.. طلاب جامعة تافتس في ولاية ماساتشوستس الأمريكية ينظمون مسيرة