الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب على قطاع غزة ، ما أظهرته و أسمعته !

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2024 / 1 / 16
القضية الفلسطينية


لا نبالغ في القول أن الحرب الصهيونية الحالية على قطاع غزة ، هي مختلفة عما سبقها من حروب صهيونية على شعوب البلدان العربية ، في فلسطين و محيطها ، بما هي حرب بادرت إليها دائما دولة إسرائيل ضد شعوب تدافع عن نفسها ، تدافع عن و جودها من جهة ثانية ، حيث تراجعت أو تلاشت دولها لأسباب متعددة معروفة ، فلا ضرورة بحسب ظننا ، للتوقف عندها في هذا الفصل .و بالتالي يمكننا أن ننعت هذه الحرب بالمفصلية أيضا قصدا بأن ما بعدها لن يكون كما قبلها. لا سيما أن الدولة العربية ، أو بتعبير أدق شبه الدول العربية ، هي غائبة عن ميدان المواجهة الذي يشمل في مفهومنا كما ألمحنا أعلاه ، بلاد الشام ، بلاد ما بين النهرين و مصر ، و اليمن .
من البديهي أن موضوع غياب " الدولة العربية " ذو أهمية كبيرة ،و لكن ما يهمنا الآن هو الإجابة على سؤال عما كشفت لنا الحرب الدائرة على قطاع غزة ، أو عما استرجعت أمام الذاكرة مما كان يجب أن نعرفه و لا ننساه أو لا نتناساها . لا شك في أننا نلامس هنا إشكالا معقدا بل مستعصيا يتطلب تناوله تفاصيل كثيرة و أبحاثا ومتعمقة لا يتسع لها هذا المجال . فنكتفي على التوالي بالأجزاء العائمة من السؤال ، إذا جاز التعبير :
1 ـ ترحيل أو أو إبعاد الناس عن موطنهم بالقوة : تحسن الإشارة هنا إلى الحركة الصهيونية أنكرت مسؤوليتها عن تهجير الفلسطينيين في سنوات 1947 ـ 1948 ، إلى أن دحض مزاعمها مؤرخون إسرائيليون مثل إيلان بابيه ( كتابه التطير العرقي في فلسطين ) ، و كشفوا عن الوسائل و الأساليب التي اتبعت في تحقيق ذلك و تختصر بثلاثة : الإرهاب أي المجزرة ضد السكان العاديين العزل ، و القتل عمدا ، و اغتيال الناشطين سياسيا و عمليا ، بالإضافة تدمير المنازل حتى لا يعود إليها أصحابها ، و أتلاف الزرع و تسميم أبار المياه أو ردمها . اللافت للنطر أنه بالرغم من افتضاح أمر هذه الجرائم التي ارتكبت في الماضي ، تعاود الحركة الصهيونية في الراهن اقترافها ، بمساعدة و تغطية من الدول الغربية . فما يجري اليوم في قطاع غزة و الضفة الغربية هو تكرار لما جري بوسائل اشد فتكا و تدميرا ، أثناء النكبة سنة 1948 .
2 ـ نزع الصفة الإنسانية عن الفلسطينيين . لا يقتصر شحن ذهنية المستوطن الإسرائيلي الذي حل مكان النازح الفلسطيني ، على زرع كراهية هذا الأخير ، كونه أنسانا منحطا ذا إعاقة عقلية , خلقية ، ما يبرر أبعاده و الابتعاد عنه ، و أنما على تخيله أيضا بما هو كائن ضار يستحق الاستئصال . فلن يأت في الوقع وزير الحرب الإسرائيلي بجديد عندما نعت الفلسطينيين " بالحيوانات البشرية " و بالتالي لا حرج في أن يمنع عنهم الغذاء و الماء . تجد هذا الميل لتشبيه الفلسطينيين ، بالحشرات ، بالفئران و الجرذان في أدبيات الحركة الصهيونية على لسان روادها المؤسسين ، خاصة المتعاطفين منهم مع الحركة الفاشية الإيطالية و زعمها موسوليني,
3 ـ ليس من حاجة إلى التوقف عند مواقف الدول الأوروبية الرئيسية و الولايات المتحدة الأميركية فالرأي عندنا أنها صاحبة و راعية المشروع الصهيوني . و لكن الحرب على قطاع غزة ، كشفت كما نظن عن امتداد هذا المشروع إلى ابعد من فلسطين ، إلى بلدان الخليج حيث القواعد العسكرية الأميركية الواسعة ، علما أنه من الطبيعي أن نأخذ بالحسبان أن القاعدة العسكرية الأمريكية أينما كانت ، في بلدان شرق المتوسط و شبه جزيرة العرب و تركيا ، و القرن الإفريقي ، تكون متصلة منطقيا بدولة إسرائيل ، بناء على و حدة الوظيفة و وحدة الغاية . ينبني عليه أنه يجب مبدئيا ، قياس التحركات الأميركية و الأوروبية في هذه المناطق بمعيار هذا المعطى . فعلى سبيل المثال ، لا حصر نلاحظ انه توجد علاقات علنية أو سرية ، بين إسرائيل من جهة و الدول الخليجية من جهة ثانية ، و نعرف أن دولة الإمارات تملك نصف مرفأ حيفا في فلسطين إلى جانب أنها ممول رئيس لمشروع سد النهضة في اثيوبيا . و لا بد في هذا السياق من الإشارة للدور الفارق الذي اضطلعت به الدول الخليجية خلال " الربيع العربي " ، هذا بصرف النظر عن موقفنا من السلطات في البلاد التي استهدفها ، ومهما يكن فإننا نميل إلى القول أن نتائج هذا الربيع كانت في مجملها في صالح الولايات المتحدة الأميركية و إسرائيل .
نكتفي في هذا الفصل بهذا القدر ، و لكن ما تقدم ليس كل ما أظهرته ، الحرب على قطاع غزة ، و بالتالي فأن لهذا الفصل تتمة !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. كتيبات حول -التربية الجنسية- تثير موجة من الغضب • فرا


.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتفض اعتصام المؤيد




.. بصفقة مع حركة حماس أو بدونها.. نتنياهو مصمم على اجتياح رفح و


.. شاهد ما قاله رياض منصور عن -إخراج الفلسطينيين- من رفح والضفة




.. نتنياهو يؤكد أن عملية رفح ستتم -باتفاق أو بدونه-