الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفهوم الأمة العراقية عند حزب امارجي الليبرالي

أسيل العزاوي

2024 / 1 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


يتبنى حزب امارجي الليبرالي في منهجه السياسي رؤية جديدة مغايرة للسائد. ويرتكز على مبدأ الهوية العراقية فهي هوية أصيلة تنبع من وعي الذات العراقية بوجودها، أي هوية الأمة العراقية بوصفها هوية غير عابثة استمدت عمقها من تاريخ وادي الرافدين . فهي هوية عراقية شاملة لكل أطياف المجتمع العراقي. فمفهوم الأمة العراقية هو مفهوم مكاني يضم مجتمع متنوع يشترك في العيش في أرض واحدة ، يتأخذون من اسم الأرض رمزا لوجودهم وتمييزهم عن باقي الأقوام الأخرى التي تعيش في أماكن أخرى. وبهذا يكون مفهوم الأمة ليس تصور راديكاليا يؤسس لقومية متطرفة، بقدر ما يتجه المفهوم إلى تصحيح الالتباس القائم منذ خمسينيات القرن العشرين في إزالة المفاهيم المشوهة عن الهوية السياسية وغياب جوهر الهوية الوطنية في نظام السلطة . وصعود هويات سياسية طارئة وبديلة تتشكل وفقا لمرحلة السلطة الحاكمة المتنازعة على سدة الحكم تؤدي إلى احتراب طائفي وسياسي .
واستنادا لذلك ، تكون هوية الأمة العراقية هي هوية جامعة لطبيعة المجتمع المتنوع بتعدديته العرقية والقومية والدينية، وبهذا ينضوي مصطلح القومية تحت لواء الأمة ، أي بوصفه جزءً منها ، فالأمة العراقية لا تصادر الهويات الفرعية والقوميات المتنوعة ، وإنما جمعها ضمن إطار موحد وشامل هو الأمة العراقية ، ليشعر الفرد العراقي بانتمائه الحر والأصيل إلى أرضه وتاريخه وبلده العراق .
وانطلاقا من هذا التصور ، يؤسس حزب امارجي ارضيته الصلبة في المغايرة والاختلاف ، ويفكك الانسداد السياسي الذي وظفه الإسلام السياسي لصالحه في تدمير هوية الفرد العراقي وتمزيق انتمائه، واسقاطه في فخ الهويات الفرعية القائمة على التطرف المذهبي والديني. ولا يقتصر شعار ( الأمة العراقية)على التذكير التاريخي ، وإنما يرسم خارطة سياسية جديدة ، ورؤية تاريخية وطنية في استرداد حق المواطن العراقي عبرها ، فالعودة إلى الأصول يمثل المرتكز في تخلص من تطرف التيارات السياسية التي رافقت ظهور الدولة الحديثة بمسمياتها المختلفة الشيوعية والقومية والإسلام السياسي ، فهي مشاريع أيديلوجية ذات انتماء إقليمي، وأدى هذا الخلل الكبير في السلطة السياسية العراقية إلى فقدان الثقة بالهوية السياسية والهوية الوطنية بكونهما ضدان لا يجتمعان .
وتأسيسا لذلك ، لا يقوم حزب امارجي على الإقصاء ونبذ الأخر ؛ بل غايته الاحتواء السياسي عبر سردية تاريخية تتجه نحو براغماتية متوازنة، تتشكل على وفقها مرتكزاته الأخرى المتمثلة في الفكر الليبرالي عبر العدالة المحافظة، ومنهجه الاقتصادي عبر الرأسمالية الاجتماعية. فهوية حزب امارجي هوية ممتدة وواسعة تضم التاريخ والحداثة السياسية والرأسمالية المتوازنة في خلق مسارات عادلة تضمن الحقوق والحريات. بكون هوية امارجي هوية سياسية تاريخية ، أي هوية لا تحتمل الصراع والمراهنات على حساب المواطن العراقي ، فهي هوية متنوعة ومتحركة تتناغم مع مقتضيات الحداثة السياسية مركزيتها الأصالة الشاملة والتجدد الدائم مما يجعلها هوية لا تخضع لمزايدات غير قانونية وعنصرية وفتح جبهات لصراع إقليمي.
هي باختصار هوية محلية اثرية تهتم بالشأن العراقي السياسي قبل كل شيء، هوية قابلة للاندماج والتنوع مع كل الهويات الأخرى . فمن المعلوم كل أسباب التناحر السياسي في نظام الإسلام السياسي جوهره الهويات الفرعية المتناحرة، وساهم الصراع الطائفي في تمزيق العراق وكيانه ، عبر صعود الهويات الراكدة بوصفها كيانات متصارعة، أدت إلى تفتيت طبقات المجتمع ، وتم تهميش الإنسان العراقي ونفيه بهوية تؤدي إلى قتله واذلاله ، وأصبح الانتماء الوطني بمثابة صراع غير مفهوم يعاني منه الفرد العراقي ضمن نظام سياسي متصارع ، ونتج عن الالتباس هوياتي في تشكيل سردية جاهزة في العقل العراقي إن السلطة السياسية تعمل ضد وجوده وسرق ثرواته .
وبهذا يعمل حزب امارجي الليبرالي عبر شعار الأمة العراقية، في إعادة الثقة للمجتمع العراقي بأهمية وجوده واستحقاقه للحياة ، وتصحيح مسار العملية السياسية عبر وضع توازنات سياسية جديدة قائمة على الحقوق الفردية وصون حريته عبر توفير نظام سياسي يحاكي الأنظمة العالمية في صون كرامة الفرد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لا اتفاق بين زعماء دول الاتحاد الأوروبي على تقاسم المناصب ال


.. ما موقف الأحزاب الفرنسية ومقترحاتهم من الهجرة في حملاتهم الا




.. لتطبيع العلاقات.. اجتماع تركي سوري في قاعدة روسية| #الظهيرة


.. حارس بايدن الشخصي يتعرض للسرقة تحت تهديد السلاح




.. وول ستريت جورنال: لا وقت للعبث بينما يحرق حزب الله شمال إسرا