الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل الاحترام لرئيس وحكومة وشعب جنوب إفريقيا

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2024 / 1 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


قال رئيس جمهورية جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا يوم الجمعة 12/ 1/ 2024 أنه لم يشعر قط بالفخر الذي يشعر به اليوم وذلك تعليقا على رفع بلاده قضية إبادة جماعية ضد الكيان الصهيوني المحتل أمام محكمة العدل الدولية. وأوضح الرئيس خلال مشاركته في اجتماع حزب " المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم" أن هدف بلاده من رفع دعوى قضائية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية هو وقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وأضاف" بينما كان محامونا يدافعون عن قضيتنا (القضية الفلسطينية) في لاهاي لم أشعر قط بالفخر الذي أشعر به اليوم وأنا أرى (وزير العدل) المحامي رونالد لامولا ابن هذه الأرض يدافع عن قضيتنا في المحكمة."

هذا الموقف البطولي الإنساني الرائع الداعم للحق الفلسطيني والعدل الإنساني ليس غريبا على جمهورية جنوب أفريقيا بلد الثائر العملاق نيلسون مانديلا، أو على رؤسائها السابقين، ورئيسها الحالي سيريل رامافوزا، وشعبها الذين علموا العالم دروسا في الأخلاق الإنسانية، والمساواة بين الناس، والدفاع عن الحق، ومحاربة التفرقة العنصرية والظلم في أي بقعة من بقاع العالم.

علاقات الصداقة والتعاون السياسي والنضالي الفلسطينية الجنوب أفريقية تمتد لعقود طويلة؛ فمنذ أواخر الستينيات من القرن الماضي أقام حزب المؤتمر الوطني الإفريقي علاقات قوية مع منظمة التحرير الفلسطينية، وبحلول الثمانينيات تطورت هذه العلاقات إلى تحالف استراتيجي وعملياتي بين الطرفين المناضلين، كما كان نيلسون مانديلا من كبار مؤيدي الحق الفلسطيني، وكانت له علاقات وثيقة مع ياسر عرفات.

وبعد أول انتخابات غير عنصرية عام 1994 أقامت جنوب أفريقيا علاقات دبلوماسية مع دولة فلسطين في فبراير 1995، وفي أكتوبر 2015 استضاف حزب المؤتمر وفدا لحماس بقيادة خالد مشعل ووقع الجانبان على اتفاقية لدعم الفلسطينيين، وفي خطوة غير مسبوقة خفضت تمثيلها الدبلوماسي مع دولة الاحتلال من سفارة إلى مكتب اتصال عام 2019 ردا على اعتراف إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني أغلقت سفارة تل أبيب في العاصمة بريتوريا وعلقت علاقاتها الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني حتى يتم وقف لإطلاق النار في غزة، وتلتزم إسرائيل بالتفاوض لتحقيق تسوية عادلة وسلام مستدام.

وعلى الصعيد الشعبي خرج عشرات آلاف المواطنين في مظاهرات داعمة للفلسطينيين في كيب تاون وجوهانسبرغ وعدد من المدن الأخرى، ويعتزم 50 محاميا من جنوب أفريقيا مقاضاة الإدارة الأمريكية، والحكومة البريطانية على خلفية مشاركتهما بالجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية أمام محاكم مدنية بالتعاون مع محامين في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.

وللأسف لا بد من القول بأن موقف جمهورية جنوب إفريقيا النبيل الداعم للحق الفلسطيني لا يمكن مقارنته بالموقف الانهزامي المذل المشين للأنظمة العربية باستثناء النظام اليمني؛ فالدول العربية .. من طبع منها ومن ينتظر .. لم تحرك ساكنا ضد إسرائيل والجرائم البربرية المقززة التي ترتكبها ضد أهلنا في غزة والضفة الغربية، واكتفت بالتصريحات الفارغة المعروفة، وطوقت الشعوب ومنعتها من التعبير عن دعمها للفلسطينيين، ومنع بعضها المظاهرات وإظهار الرموز الفلسطينية كالعلم والكوفية، ولم يجرؤ حاكم عربي واحد على اتخاذ أي إجراء حقيقي ضد دولة الاحتلال، بل إن بعضهم يزودونها بالأغذية والنفط، ويتاجرون معها كالمعتاد وكأن شيئا لم يكن، وسخروا وسائل إعلامهم المنافقة المأجورة " للتطبيل والتزمير "، وإظهار التأييد الشعبي الكاذب لمواقفهم الداعمة لأهلنا في عزة!

ولهذا فإن الشعب الفلسطيني والشعوب العربية تحيي الرئيس سيريل رامافوزا وحكومة وشعب جنوب إفريقيا، وتعتز وتفتخر بهم، وبصداقتهم، ومواقفهم الشجاعة النبيلة المؤيدة للحق الفلسطيني؛ وإنها، أي الشعوب العربية تشعر بالخزي والعار من مواقف الحكام العرب الذين يستجدون " أسيادهم " في واشنطن ولندن وباريس للضغط على إسرائيل لوقف حربها البربرية على غزة، لكن " الأسياد " الذين لا تهمهم سوى مصالح بلادهم لا يهتمون " بأصدقائهم " الحكام العرب، وسيتخلون عنهم كما تخلوا عن غيرهم من العملاء عندما انتهى دورهم، وتطلبت مصالح بلادهم ذلك!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟