الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محمد بن فارس وضاحي بن وليد.. من روّاد فن الصوت في الدول الخليجية

محمد علي حسين - البحرين

2024 / 1 / 17
الادب والفن


الفنان محمد بن فارس.. سيّد غناء الصوت في الخليج

الأربعاء 17 يناير 2024

د. عبد الرحمن بوحجي

هناك فنون تمثّل جزءًا من موروث التراث الشعبي الخليجي العريق، والتي تعكس بدورها التنوع الثقافي والاجتماعي للفرد والجماعة، فتلك الفنون مرتبطة بعادات وتقاليد وقيم دولنا، كما أنها مرتبطة باختلاف المناسبات والعادات الاجتماعية، واختلاف نوع الأعمال والمهن المرتبطة بها، فهي لم تأتِ من فراغ، بل من خلال تفاعل بين أفراد المجتمع وأعمالهم كنوع من التخفيف عن كاهل العاملين في المهن والحرف وما ينتج عنها من أعباء ومشقّة وتعب جراءها.

حديثنا اليوم في «صنع في الخليج» عن فنٍ أصيل قليل ممن يعرفونه كونه اشتهر في دولنا الخليجية دون سواه «فن الصوت»، والذي اشتهر على وجه الخصوص في البحرين والكويت، وذلك لظروف السفر والتجارة، وعندما نتحدّث عن فن الصوت لابد لنا أن نستذكر المغفور له -بإذن الله- الفنان البحريني محمد بن فارس.

هو محمد بن فارس بن محمد بن خليفة بن سلمان آل خليفة، رائد الطرب الشعبي في البحرين والذي عرف بسيد غناء الصوت في الخليج، ولد بطلنا في عام 1895، في مدينة المحرق العريقة، وتعلّم العزف على العود والغناء من أخيه الأكبر -رحمه الله- عبداللطيف بن فارس، الذي جمع له النصوص الغنائية المتوافرة آنذاك، والتي سجّل بعضها في أسطواناته.

اشتهر محمد بن فارس بفنّه، وحسن صوته وبراعة أدائه، وحسن اختياره للنصوص الفنية، بدء مشواره الفني عام 1913 عندما التقى بالفنان عبدالرحيم عسيري أو عبدالرحيم اليماني في البحرين، وأخذ منه مجموعة من النصوص الغنائية من قصائد الشعر الحميني، فوضع لها الألحان التي ميزتها بفن الصوت.

انفرد فنانا العظيم في أسلوب أدائي مميز، لم يستمده من غيره، ولم يكن معروفًا عند من سبقه من المطربين الشعبيين في دول الخليج، حيث ظهرت تسجيلاته الأولى في الأسواق عام 1933، فذاعت شهرته وصار اسمه على كل لسان، وأقبل الناس على الاستماع لتلك الأسطوانات في المقاهي الشعبية، وفي الدور والبيوت.

شهرته فاقت بلدان الخليج بأكملها من خلال نصوصه الغنائية والشعرية وقصائده الفصحى والعامية ليحلق في عالم الفن من خلال تقديم غناء الصوت في ألحان مبتكرة جديدة وأخرى مطورة من الموروث القديم، كما استطاع تفعيل ساحة الغناء في البحرين والخليج تفعيلاً قويًا ما زال صداه يتردد بعد مرور حوالي 70 عامًا على تسجيله بعض الألحان في أسطوانات، ليتتلمذ على يديه عددٌ كبير من المطربين الخليجين.

رحل عنّا «بن فارس» في 23 نوفمبر من عام 1947، ودفن في مقبرة المحرق، بعد مسيرة فنية طويلة، وفي نهاية المطاف لا يسعنا أن نقول سوى...

«دمعي جرى بالخدود.. والجفن عاف الرقاد».

المصدر صحيفة الايام البحرينية
https://www.alayam.com/Article/courts-article/421778/Article.html

فيديو.. الفنان محمد بن فارس – اغنية دمعي جرى
https://www.youtube.com/watch?v=Jsn04A1D6rU


عشقت الاغاني الشعبية منذ نعومة اظافري في بداية الخمسينات، وخصوصاً حينما كنت اشاهد والدي الذي كان يستطرب ويرقص مع الاغاني الشعبية التي كانت تذاع من "اذاعة البحرين الشعبية" في الاربعينات والخمسينات. وخصوصاً اغاني الفنان البحريني "محمد زويّد" والرقصات الشعبية.

وفي فترة الشيخوخة استمتع من سماع الاغاني الشعبية التي تذاع من "اذاعة البحرين الشعبية" كل مساء بعد الانتهاء من توزيع الايميلات الى الاهل والاصدقاء بعد الساعة التاسعة مساءً. وفي بداية الستينات كنت اذهب مع صديقي الى منطقة الحورة في العاصمة المنامة لمشاهدة الطرب والرقصات الشعبية.

محمد علي حسين

فيديو.. الفنان محمد زويد في موال جسد ناحل وقلب جريح ثم صوت لمع البرق اليماني من شعر بلبل الغرام الحاجري
https://www.youtube.com/watch?v=Mu390apj9N4


مؤسّسا موسيقى "الصوت" البحرينية: محمّد بن فارس وضاحي بن وليد

31 اكتوبر 2017

بقلم رولف كيليوس

أخصائي في موسيقى الشعوب واستشاري متاحف ومُنتِج إعلامي

يعتبر محمد بن فارس وضاحي بن وليد مؤسسي فنّ "الصوت"، وهو نوع موسيقي خليجي تقليدي حضري لا يزال يؤدّى في منطقة الخليج حتى يومنا هذا.

رغم أن موسيقى "الصوت" تتشابه كثيرًا في مختلف الدول الخليجية، فقد نشأ قالب خاص ضمن هذا النوع الذي ظهر في وقت مبكر في المناطق الحضرية ، في مملكة البحرين. وينوّه عالم الموسيقى أحمد حشلف في الملاحظات التي كتبها عام 1994 حول ألبوم: "مختارات من الموسيقى العربية: موسيقى البحرين"، بأساتذة أو معلّمي الموسيقى البحرينية الثلاثة الذين لا ينافسهم أحد، وهم محمّد بن فارس (1895-1947 أو 1948)، وضاحي بن وليد (1896 أو 1898-1941) وتلميذ محمّد بن فارس، وهو محمّد زويّد (1900-1982). ويعتبر الأخصائي في علم موسيقى الشعوب بول روفسينغ أولسن أنّ المغنيين وعازفي العود محمّد بن فارس وضاحي بن وليد، مؤسسا الأسلوب البحريني في فنّ "الصوت".

وترتبط حقيقة أن فن "الصوت" ظهر في البحرين (وقبل ذلك في الكويت) على الأرجح بحقيقة أن الموقع الجغرافي للبحرين جعلها عرضة لتأثيرات ثقافية مختلفة آتية من عدّة دول في منطقة الخليج وبقربها مثل الكويت وقطر، وبلاد فارس، وجنوب العراق (وخاصة البصرة)، والمملكة العربية السعودية، وسلطنة عمان، وكذلك لبلدان تقع في مناطق أبعد من ذلك، مثل اليمن والهند.

وتجدر الإشارة إلى التعاون الذي قام بين الفنانين البحرينيين والكويتيين في مجال موسيقى "الصوت" والأغاني المرتبطة بها منذ بدايات هذا الفنّ في الربع الأول من القرن العشرين. ومع ذلك، يمكن عزو أصل الأبيات الشعرية التي استوحيت منها ألحان أغاني فنّ "الصوت" إلى اليمن ومنطقة الحجاز غرب المملكة العربية السعودية. ورغم أنّ معظم المصادر تتّفق على أن الشاعر والملحن والمغني وعازف العود عبد الله الفرج (1836-1901 أو 1903) هو الذي أسّس فنّ "الصوت" بشكله الحاليّ، يعتبر ضاحي بن وليد ومحمّد بن فارس مساهمين أساسيين في بناء هذا النوع الموسيقي. فقد عملا بالحقيقة على تطوير هذا الفنّ ودفعه قدمًا إلى الأمام.

فيديو.. ضاحي بن وليد .. الحنجرة الذهبية - أ. مبارك العماري – جمعية تاريخ وآثار البحرين
https://www.youtube.com/watch?v=a23EjtPYpHs

أسياد فنّ "الصوت" وموسيقاهم

تتألف موسيقى "الصوت" في الأساس من عنصرين موسيقيين متشابكين، وهما السلم الموسيقي وطريقة العزف على العود، اللذان يعود أصلهما إلى الموسيقى العربية الكلاسيكية، بينما نشأت الهياكل متعددة الإيقاعات وكلمات الأغاني عن التقاليد الموسيقية للمجتمعات الحضرية والبدوية ومجتمعات الصيد. تأثر محمد بن فارس وضاحي بن وليد بشدة بالأنواع الموسيقية السائدة في عصرهما، لكنهما أوجدا أسلوبًا خاصًا بهما يستند بوضوح إلى النماذج الموسيقية التقليدية في منطقة الخليج.

التأثيرات الشخصية والموسيقية

تأثّر محمد بن فارس بأنواع موسيقية منشأها خارج منطقة الخليج. إذ سافر إلى الهند في عشرينيات القرن الماضي حيث تعلم أصول الموسيقى الهندية، كما أقام في العراق وسوريا حيث تعلم العزف على آلة العود. وفي ثلاثينيات القرن الماضي، أمضى فترات طويلة في بومباي، حيث تتلمذ على يد أستاذه عبد الرحيم العسيري، الذي كان إمّا يمنيًّا أو سعوديًا. وبعد فترات طويلة من السفر والترحال، أقام محمد بن فارس واستقرّ في البحرين، حيث علّم ودرّب الكثير من الفنّانين، بمن فيهم ضاحي بن وليد ومحمّد زويّد اللذان يعدّان من أنجح وأشهر طلابه. وفي البحرين، قام محمد بن فارس بتطبيق المعرفة التي اكتسبها في الخارج على الأنواع الموسيقية التقليدية السائدة في عصره.

أمّا ضاحي بن وليد، الذي ولد في مدينة المحرّق في البحرين لأب سعودي من أصول شرق أفريقية، فقد خضع لتأثيرات مختلفة تمامًا على المستوى الموسيقي والشخصي. إّذ أنّ هذه العوامل تركت على الأرجح أثرها على موهبته الموسيقية في سنّ مبكّرة. وقبل بدئه بالعزف على العود، رافق ضاحي بن وليد محمد بن فارس بالعزف على آلة المرواس. وعمل أيضًا لفترة من الزمن كنهّام، وهو المغنّي المحترف الذي يغنّي المواويل الشجيّة على متن قوارب صيد اللؤلؤ. وبفضل موهبته وقدرته المتميّزة على حفظ كلمات الأغاني وألحانها، ومهاراته الخارقة في الأداء، تمكّن ضاحي بن وليد، في نهاية المطاف، من أن يصبح فنّانًا شهيرًا في منطقة الخليج.

وللأسف فإنّ شعبية ضاحي بن وليد المتزايدة وموهبته الموسيقية أدخلتاه في منافسة شرسة مع معلمه السابق محمّد بن فارس. فَوفقًا للحكايات الشعبية المتداولة، حدثت قطيعة بينهما لبضع سنوات، ولم يتصالحا إلا على هامش جلسات التسجيل التي عقدتها شركة جراموفون البريطانية لأسطوانات هيز ماستر فويس (His Master s Voice) في بدايات ثلاثينيات القرن الماضي في العاصمة العراقية بغداد.

ولاحقًا أصبحت موسيقى "الصوت" البحرينية التي أنشأها هذان المبتكران، بمساهمة من محمد زويّد، شعبيّة ومنتشرة في جميع أنحاء منطقة الخليج.

التسجيلات الموسيقية

ورغم أنّ الأسطوانات الأولى في منطقة الخليج تم تسجيلها في البحرين بعد الحرب العالمية الثانية، وفقًا للملاحظات التي دوّنها أحمد حشلف حول أحد الألبومات، فقد تمّ تسجيل أسطوانات ضاحي بن وليد ومحمّد بن فارس التي نوّهنا بها في هذه المقالة، بين عامي 1931 و 1932 على الأرجح في استوديوهات "هيز ماستر فويس" في بغداد. وبصرف النظر عن العدد القليل من الأسطوانات الكويتية التي تمّ تسجيلها سابقًا، تشكّل هذه الأسطوانات التسجيلات التجارية الأقدم عهدًا في منطقة الخليج.

ورغم اتصال وتأثّر محمّد بن فارس بثقافات موسيقية أخرى، وتحديدًا الثقافة الموسيقية الهندية، فقد لعب هذان الفنانان دورًا محوريًا في إنشاء نوع موسيقي فريد من نوعه يناسب منطقة الخليج تحديدًا، كما تحوّلا إلى مصدر إلهام للعديد من الفنّانين؛ (ف) إذ لا يزال الفنّانون إلى اليوم يغنّون لهما ويطلقان عليهما لقب الأساتذة أو المعلّمين في فنّ الموسيقى.

المصدر موقع الموسيقى العربية
https://www.arabmusicmagazine.com/item/469-2020-10-13-14-06-07

فيديو.. الفنان ضاحي بن وليد – اغنية يا بروحي من الغيد هيفا
https://www.youtube.com/watch?v=GtTEAl_w6IU

فيديو.. تتكوّن فرقة محمد بن فارس من مطربين وموسيقيين ونخبة من فنّاني الفِرَق الشعبيّة المتميّزين، الذين يؤدّون ألوانًا مختلفة من الفنون والأغاني التراثيّة، من أهمّها فنّ الصوت الأصيل المرتبط بتراث صيد اللؤلؤ العريق للجزيرة، بالإضافة إلى استعراض تطوّر الأغنية البحرينيّة التي أصبحت متداولة لدى جميع الأجيال.
https://www.youtube.com/watch?v=U28-I6RKJI4








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص


.. صباح العربية | في مصر: إيرادات خيالية في السينما خلال يوم..




.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص


.. صباح العربية | في مصر: إيرادات خيالية في السينما خلال يوم..




.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة