الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق وهواية تشكيل اللجان التحقيقية !

محمد حمد

2024 / 1 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


يعتبر العراق في رأيي المتواضع من أكثر دول العالم التي تلجأ إلى تشكيل اللجان التحقيقية التي لا طائل من وراءها ولا تخرج، أن خرجت فعلا، بنتائج ملموسة ومقنعة. وسرعان ما تضاف إلى طابور اللجان التي تشكلت سابقا. واليوم، بعد ان قامت ايران، الجارة المفضلة لدى حكام العراق، بقصف محافظة اربيل في الشمال بالصواريخ والمسيرات. سارعت حكومة بغداد الى تشكيل لجتة تحقيق. وهرع مستشار الأمن القومي الاتحادي قاسم الاعرجي الى اربيل للاطلاع عن كثب، كما يقول الاعلام الرسمي. على الاضرار التي خلفها العدوان الايراني. وتعالت اصوات التنديد والشجب والادانة. والاغرب من كل هذا الصراخ والعويل على "سيادة العراق" المنتهكة من قبل اكثر من طرف. هو ان حكام الاقليم يهدّدون باللجوء الى "المجتمع الدولي" الذي يعني بنظرهم امريكا وليس غيرها، خصوصا عندما تقوم إيران بقصف محافظة اربيل. ويغضّون النظر ويندّدون بصوت خافت جدا عندما تقوم تركيا بقصف جميع محافظات الاقليم، وبشكل يومي تقريبا. ويطالبون الحكومة العراقية بموقف صار دفاعا عن "سيادة العراق" المنتهكة من قبل إيران. ويتجاهلون ان سيادة اي بلد لا تقبل التجزئة، ولا يمكن الدفاع عنها في مكان واهمالها في مكان آخر. لكون المعتدي على هذه السيادة هو من "الحبايب"ولا احد يملك الشجاعة ليقول له "على عينك حاجب" خوفا من وقف الدعم المالي والعسكري والسياسي الذي جعل البعض يحكم ويتسلّط على هذه البقعة الجغرافية منذ عشرات السنين. والحر تكفيه الإشارة !
أن انتهاك سيادة العراق ليس حصرا على طرف دون آخر. وتتناوب ثلاث دول، امريكا وتركيا وايران، على خرق وانتهاك أراضي وسيادة العراق في وضح النهار. وتكون ردود افعال ساسة العراق من الشمال إلى الجنوب مختلفة ومتناقضة. واحيانا لا تزيد عن "المزايدات" السياسية وعرض العضلات اللغوية إذا جاز التعبير. والتنديد الفارغ بفعل كذا وكذا من الأمور.
وبما أنني من أنصار نظرية المؤامرة واراها في كل مكان، فلا استبعد أن حكام إقليم كردستان العراق، من أجل البقاء في السلطة لأطول فترة ممكنة، يتآمرون على بعضهم البعض ومع دول الجوار. وقد لا املك دليلا أو برهانا قاطعا، ولكن زياراتهم المتكررة إلى جارة السوء إيران والتصريحات المتبادلة حول تقوية العلاقات بين الإقليم وجمهورية آيات الله "العظمى" تثير فيّ الكثير من الشكوك. ومن حقنا أن نسأل: ماذا يفعل حكام وساسة الإقليم في زياراتهم المتكررة إلى ايران؟
قد يتصور البعض من خائبي الظن و"البطرانين" منا أن جلّ تلك الزيارات تصبّ في مصلحة الشعب الكردي في الشمال.
يا للسذاجة !
عندما قامت امريكا قبل أسابيع بقصف مقرات أمنية تابعة للدولة في بغداد لم نسمع ما نسمعه اليوم من قبل "الأخوة الأعداء" في شمال العراق. وإذا كانت ردود الأفعال، فيما يخص سيادة العراق، تصدر وفق مبدأ "الكيل بمكيالين" فمن الأفضل للجميع التزام الصمت ونسيان أن للعراق سيادة يتم انتهاكها وخرقها من قبل دول صديقة وشقيقة وحليفة...الخ.
ومن مهازل القدر أن الجامعة العربية، جامعة شعيط ومعيط والسيد احمد ابو الغيط، أصدرت قرارا (شديد اللهجة!) كالعادة، تدين القصف الإيراني على الأراضي العراقية. ويا ترى منى كان للجامعة العربية قيمة او اهمية على الصعيدين الإقليمي والدولي؟ وكل ما يصدر عنها، في اي موضوع أو قضية، هو عبارة عن إرضاء او تطييب خاطر لمن وقعت على رأسه مصيبة كبرى !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سودانيون يقتاتون أوراق الشجر في ظل انتشار الجوع وتفشي الملار


.. شمال إسرائيل.. منطقة خالية من سكانها • فرانس 24 / FRANCE 24




.. جامعة أمريكية ستراجع علاقاتها مع شركات مرتبطة بإسرائيل بعد ا


.. تهديد بعدم السماح برفع العلم التونسي خلال الألعاب الأولمبية




.. استمرار جهود التوصل لاتفاق للهدنة في غزة وسط أجواء إيجابية|