الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزمن

أحمد عبداللهي

2024 / 1 / 18
الادب والفن


لا أخفي عليك بأنني حاولت أكثر من مرة على أن أجد عنواناً مناسباً لذاك الزمن الذي شدني أليك وربطني معك ، الزمن الذي مَرْ عليّ كومضة البرق ، بصراحة عجزت ، على الرغم من أصراري وعنادي، لكني حاولت وحاولت ، علّني أمسك ولو حرفاً واحداً يقودني لبقية العنوان، للأسف يأست، وكل المحاولات أنتهت بالفشل ....
أحياناً أتابع تعليقات الآخرين وآرائهم ، أقرأ بهدوء أنطباعاتهم وشعورهم بأزمنتهم وتجاربهم التي عاشوها مع أقرانهم ، أجد من يقول عنه الزمن ( الجميل ) لماذا جميل ، لا أدري ، وذاك يطلق عليه الزمن ( التعيس ) ، لسبب هو وحده يدرك ذلك ويحس فيه ، وتلك تسميه بزمن ( الأنذال )، حتماً لشدة وجعها وخيبتها ، وآخر يسحب حسرة حارقة من صدره، يسميه بزمن ( الهزائم ) ، لعله لم يكن على قدر التحدي والله أعلم .. أتفهم حجم الحلاوة والمرارة التي تجرعها هؤلاء المساكين حين حان موعد النهاية للحكاية ..
قرأت في أحدى الصفحات الفيسبوكية، لإمرأة في العقد الثاني من عمرها هي الأخرى فشلت في تجربتها مع شاب عراقي ألتقته صدفةً في مدخل الجامعة في بداية الفصل الدراسي، أنبهرت بجماله وأناقته وسماره العربي الجذاب وظنت فيه أنه القمة التي حلمت كثيراً في الوصول أليها منذ بلوغها سن الأحلام الوردية، وبالتالي أحبته حباً خيالياً ألى درجة أنها كانت تلبس شيئاً من ملابسه حين تذهب الى الجامعة أو عندما تكون بمكان بعيد عنه ، هي أيضاً كان لها عنوان لزمنها ، كتبت عنه زمن ( الخيانة )، مسكينة لم تحسب أي حساب لغدر الزمان وصعقاته الموجعة ، لم تعرف أن بعد الوصول الى القمة تبدأ مرحلة الهبوط ...!
العنوان أعجبني شيئاً ما، شعرت أنه لامس أحساسي بقوة ، جعلني أسترجع الذكريات ولحظات الشك التي كانت تدق لي جرس الأنذار بين حين وحين ولم أنتبه ، في كل دقة كنت أكذب نفسي وأستغبيها ، ليس لأنني غبية ، بالعكس ، بل لفرط ثقتي المطلقة فيك، وطهارة صدقي معك .. كان يقيني بك بأنك بالفعل فارس الأحلام الذي تتمناه كل نساء الأرض وترضى به بديلاً عن الماء والهواء وكنوز الدنيا والأهل والعشيرة ، كنت لا أصدق نفسي وأقول أيعقل أنا وحدي صاحبة الحظ تمكنت من خطفك من عيونهن وأحضانهن ...!
كنت أتباهى بك حتى أمام نفسي ، حينذاك كنت أشعر بأنني في جنة مثلى ، أفضل بكثير حتى من جنات عدن ألتي تضرب الأمثال بنعيمها وأحوال ساكنيها...
لم أرى ذلك العنوان مناسباً لي بالقدر الكافي ، ولن يمشي مع حالتي طويلاً، ولم يلبي طلبي كما أريده ... حالتي مختلفة تماماً عن باقي الحالات التي ذكرتها، وأن تشابهت في بعض التفاصيل ، إلا أن زمني نادر، ولن يتكرر، ولن أتمناه أبداً لأي إمرأة أخرى ان تتورط فيه .
أحياناً أحاول أقناع نفسي أو أخادعها بعنوان قد يكون هو الأقرب لحالتي فأقول وأعلّله بأنني صادفتك في الزمن ( الخطأ )، لأنصفك من جهة ومن جهة آخرى لأواسي به جروحي وأوجاعي ، مع أني مازلت أؤمن بأنك ذاك الرجل الصح وكازانوفا الأزمنة على الأطلاق ، ولكن ..... هذا هو قدري ونصيبي من الزمن وعليّ أن أرضى به ، أو أنتظر حدوث المعجزة ، فالزمن عندي لم ينتهي بعد.... ترى هل تعود بنا عقارب الساعة إلى الوراء .....!؟ مَن يدري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي