الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل لحياتنا قيمة عند الرجل الأبيض؟

عبدالله محمد ابو شحاتة

2024 / 1 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


هل جميع الحيوات متساوية أم بعضها أكثر مساوات من الأخرى؟ هل يسير المنطق الغربي على نهج العدالة ام على طريق مزحة أوريل الكأيبة ؟
عند معالجة مسألة كهذه دعنى ننظر في التاريخ ولا نكتفي بالاشارة إلى الابادة المستمرة في غزة. فالحكم دائم على التاريخ أسهل من الحكم على الحاضر.
لننتقل لبعض عقود للوراء. لنتحدث عن ماي لاي. فإذا كنت تستغرب اليوم ما يحدث من تساهل غربي مع الدماء التي تراق في غزة. فدعني أخبرك عن أحد اسوء مذابح حرب فايتنام.

بدأت حرب فايتنام في الأول من نوفمبر عام ١٩٥٥ حينما قررت الولايات المتحدة دعم حكومة فايتنام الجنوبية الموالية للغرب ضد فايتنام الشمالية والجبهة الوطنية لتحرير فايتنام.
وفي خضم الحرب وتحديداً في صباح يوم ١٦ مارس عام ١٩٦٨ وبعد خسائر كبيرة تكبدتها القوات الامريكية بفعل عمليات عسكرية للجهة الشعبية لتحرير فايتنام. قامت مجموعة من المشاة الامريكيين بقيادة الملازم ويليام كالي بدون أوامر مسبقة ولسبب غير مفهوم باقتحام قرية ماي لاي وتجميع جميع سكانها وغالبيتهم من النساء والأطفال. ثم قاموا بإحراق منازلهم قبل أن يبدأوا عملية قتل جماعي عشوائية راح ضحيتها معظم سكان القرية تقريبا. حيث بلغ عدد الضحايا حوالي ٥٠٠ شخص.
ولم تُكتشف المذبحة إلا بعد حدوثها بأكثر من عام. حينما قام الجندي رينولد ريدنهاور بمراسلة عدة صحف وشخصيات عامة واخبرهم عنها. ولتقوم بعد ذلك مجلة لايف الأمريكية بنشر صور من المذبحة كانت قد سُربت لها في وقت سابق.
أثرت تلك المذبحة العبثية التي لم يكن لها أي هدف سوى السادية والاستمتاع بالقتل على الرأي العام المناهض للحرب. وتمت محاكمة الملازم ويليام كالي أمام محكمة امريكية بتهمة ارتكابة لمذبحة ماي لاي وتهم أخرى عديدة قام بها اثناء خدمته في فايتنام كالتعذيب والاعتداء الجنسي وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
قد تظن الان عزيزي القارئ أن الأمور سارت في طريقها الصحيح وأن المجرم قد نال جزائه ؟ ولكن لا تتسرع
لقد نال السفاح ويليام كالي عفوا رئاسيا من الرئيس نيكسون في اليوم التالي بعد النطق بالحكم مباشرة. وأكمل حياته بشكل طبيعي دون أن يقضي يوما واحد في السجن. فمن قتلهم واغتصبهم لم يكونوا في نظر الامريكيين بيضاً بما يكفي لكي تكون لحياتهم ثمن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله