الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل حان الوقت لوقفة جادة إزاء ممارسة الاغتيال السياسي ؟؟

سعد الطائي

2006 / 11 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


إن المراقب والمحلل لأوضاع الشارع السياسي للوطن العربي في زمننا المعاصر يخرج بانطباع واضح وهو شيوع البلطجة السياسية والمتمثلة بأبشع صورها الاغتيال السياسي .
اكتب هذا ونحن نشيع جثمان الشهيد النائب بيير الجميل أخر من طالته يد الجريمة المنظمة على الساحة اللبنانية وما نشهده من اغتيالات للعديد من الشخصيات السياسية العراقية .
إن المواطن العربي الذي يرزح تحت الواقع السياسي المزري للأنظمة المتخلفة والضغوط الحياتية والنفسية بات مقتنعا بحكامه السياسيين وظواهر الفساد وغياب الحرية وانتهاك الحقوق وأحكام الطوارئ والاعتقالات التعسفية وتوريث السلطة والجاه ...والعديد من قائمة الماسي .......كل هذا الكم من الظلم يقابلها المواطن العربي "أو الأصح المستوطن العربي" المسلوب الإرادة بجمل توارثها عن الآباء و الأجداد "حسبي الله ونعم الوكيل " و "إنا لله وإنا إليه راجعون "و "لا حول ولا قوة إلا بالله"وهو حال من لا حول له ولا قوة .
إن جريمة تصفية الخصوم السياسيين بالاغتيال قد شاعت على الساحتين اللبنانية والعراقية مؤخرا والتي تمارس من قبل من مكنته السلطة والجاه لإسكات أصوات المعارضين والخصوم وبدون أيه رادع أخلاقي أو قانوني أو إنساني وبذلك ينحدرون إلى الدرك الأسفل من الإجرام حتى أضحى الناشط السياسي محكوم بالموت أجلا أو عاجلا .
إن هذا المنحى الخطير الذي بدا يزداد سوءا في الوقت الذي تتعالى الأصوات المطالبة بنشر الحرية وإقرار الحقوق ,بات يتطلب موقف حازم اتجاه القتلة وكل من يقف خلفهم ويدعمهم .
إن حياة الإنسان قيمة عليا مكرمة ومصانة .. حيث لا يمكن أن تمرر هذه الجرائم بدون حساب أو عقاب ,إن الشعوب التي ترى نخبها السياسية والفكرية والإعلامية تتعرض للقتل والإرهاب تدرك اليوم بشكل كبير ضرورة اتخاذ موقف حاسم لوقف هذه الممارسات الإجرامية.
إن الملفت للنظر هو تقييد جميع ملفات الاغتيال السياسي ضد مجهول في الوقت الذي يعرف الجميع من هي الجهة التي تقف خلف هذه الجرائم و وصل صلف القتلة إلى إطلاق التهديد العلني بالقتل وبدون أي رادع أو وجل قبل الشروع بجرائمهم , حتى بات الاغتيال يشكل غصة في الحلق ومرارة في الفم يصعب تحملها.
لقد استبشر الكثير من أحرار العرب والعالم خيرا بقرار مجلس الأمن بتشكيل المحكمة الدولية الخاصة بالنظر في قضية اغتيال الشهيد الرئيس سعد الحريري لكشف حقيقة الجناة وتسليمهم للعدالة للقصاص بعيدا عن عجز المؤسسات العربية القضائية في الوصول للحقيقة في ظل الضغوط الإرهابية الإقليمية والمحلية والفساد وشراء الذمم.
إن الموامرات المستميتة لتعطيل قرار مجلس الأمن بخصوص المحكمة الدولية والتي كانت جريمة اغتيال الشهيد بيير الجميل أخر فصولها تعكس شراسة القتلة واستخفافهم بكل القيم ومعايير التعامل الدولي .إن الرد على هذه الموامرات يأتي بالإصرار على إكمال مشوار تشكيل المحكمة الدولية للهدف الذي أقرت بشأنه.
إن اقتراح مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة لتشكيل منظمة دولية مستقلة تلاحق عمليات الاغتيال السياسي باعتبارها جريمة ضد الإنسانية بات مطلب حيوي للاقتصاص من القتلة من المسؤولين الحكوميين والمؤسسات الأمنية للأنظمة الدكتاتورية وبات المدخل الأساسي لتحرير العقول والرائ المناهض للاستبداد والقمع .
والسلام عليكم. الدكتور سعد الطائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل


.. الحركة الطلابية في الجامعات : هل توجد أطراف توظف الاحتجاجات




.. جنود ماكرون أو طائرات ال F16 .. من يصل أولاً إلى أوكرانيا؟؟


.. القناة 12الإسرائيلية: إسرائيل استخدمت قطر لتعمّق الانقسام ال




.. التنين الصيني يفرد جناحيه بوجه أميركا.. وأوروبا تائهة! | #ال