الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شِعْرٌ على سَطْحِ الْبُحَيْرَةْ

إياد غسان المغوش

2024 / 1 / 19
الادب والفن


وأقُولُ أُحِبُّكِ، فَأصيرُ مَوْجًا
إيقَاعًا يَقودُ النَّبْضَ إلى النَّبْضِ
يَدَيْنِ تُشْعِلُ نَارًا عَلى قِمَّةٍ عَالِيَةْ
هَلْ أُكَذِّبُ الْقَلْبَ، لا
هَلْ أَنْفِي حُبَّكِ، لا
قَدْ فَضَحَني صَدَايَ، والدُّخَانُ
والدَّلِيلُ

فَتَحْتُ شَرَايِينِي وسَألْتُ نَفْسِي:
كَيْفَ أَخْرُجُ مِنْ الْحُبِّ ولَيْسَ
إلى الْخُرُوجِ
طَرِيقٌ أوْ سَبِيلُ؟

قَلْبُكُ سِجْنٌ
عَيْنَاكِ دُخانٌ
يَدَاكِ سَلاسِلْ
وحِينَ تَلْجَئِينَ إلى ذِراعَيَّ
تَطْلُبينَ مِنِّي الطَّاعَةَ كَإلَهَةٍ
بِعَيْنٍ وَاحِدَةْ
هَلْ أحْشِرُ الْألَمَ وَراءَ حُمْرَةِ الْغُروبِ؟ لا
هَلْ أسْكُبُ الْيَأْسَ في الْكَأَسِ؟ لا
اِفْهَمِي إنْ كَانَ الْحُبُّ رِحْلَةً
فَأنْتِ الرِّحْلَةُ. أنْتِ الْغِناءُ
وأنْتِ الْهَدِيلُ

كُلُّ النِّسَاءِ أنْتِ
وكُلُّ الْيَاسَمِينِ أَنْتِ
كُنْتِ عَلى بُعْدِ وَرْدَةٍ وخُطْوَةْ
وكَانَ الْوَقْتُ بَيْنَنا عَاطِفِيًّا
فَمَا الْوَرْدُ يا حَبِيبَتِي، ومَا الْحُقولُ؟

أسْألُكِ عَنِ الْحُبِّ حِينَ تَكونِينَ
حَبِيبَتِي. وعَنِّي حِينَ أكُونُ لَهِيبَكْ.
أنَا الآنَ رَجْعُ الْحَنِينِ إلَيْكِ، مَضَيْتُ
فَاخْتَارَنِي اللَّيْلُ بِبَلاغَةِ النُّجُومْ:
لا تَكَسِرْ قَمَرًا مُسْتَعِدًا لِلْوَزْنِ
والْقَافِيَةْ

أسْألُكِ عَنِّي وعَنْكِ، عَنِ الْفَرَاغِ الْحُرِّ
حَوْلي وَحَوْلَكْ. عَنْ نَهَارٍ بِرائِحَةِ الصّنَوْبَرِ
والزَّعْتَرِ الْبَرِّيْ. عَنْ سُكّانِ اللَّيْلِ
والْفَصَاحَةِ وعَنْ مَنْفَايَ الْأخِيرْ:
هَلْ هُوَ خُطَايَ نَحْوَكِ، أمْ هُوَ الْجَسَدُ
الْجَمِيلُ؟

وكَأيِّ مُدْمِنٍ عَلى الْجَمَالِ والْعُيونِ
الْعَسَلِيَّةْ: كُلَّمَا رَكَضَتِ الْغُيُومُ كَالسِّنِينِ
الْهَارِبَةْ، أرَاكِ تَقُودِينَ الْوَرْدَ كَقَافِلَةٍ
شِعْرِيَّةٍ:
وَرْدَةٌ لِي ... وَرْدَةٌ لَكِ
ووَرْدٌ لِلْقَادِمِينَ إلى الرَّبِيعْ

كُلُّ شَيْءٍ كَانَ وَاضِحًا كَجَبَلِ قَاسِيُونَ: شَبَهٌ بَيْنَكِ وبَيْنَ السَّمَاءْ، ألطَّرِيقُ الصَّخْرِيُّ إلى الْبَيْدَرْ،
يَأْسٌ وحَرَسْ، شُرْفَةٌ عَلَى حُدُودِ اللهِ والْخَطِيئَةْ ، وَشْمٌ فَوْضَوِيٌ عَلَى الضِّفَةِ الْأخْرَى لِلْحُلُمِ،
وشَامَةٌ عَلَى خَدِّكِ الْأيْسَرْ.
يا قَلْبُ وأنْتَ أُولى ضَحايَاكَ:
حَمَلْتُكَ بِقُوَّةِ الْعاطِفَةِ مَعَ كُلِّ غُبَارِ
النِّسَاءِ وكَيْدِهِنَّ، فَهَلْ يَحْمِلُنِي الْآنَ صَوْتِي؟
أنَا الآنَ بِلا خُصوصِيَّةٍ تُحَاصِرُ
كُثْرَتِي فِي أنَاكِ، ومِثْلِي أنْتِ الْآنَ
ضَيْفَةٌ عَلى الصَّدَى. هُنَا والْآنَ يَصِيرُ
الْكَلامُ مَوْجًا صَامِتًا أوْ صَاخِبًا.
كُلُّ مَوْجَةٍ خَارِطَةٌ لِلْآتِي ومَا مَضَى
ولِلْعَابِرينَ أنْ يُصّدِّقُوا أوْ يُكَذِّبُوا
أنَّا كُنَّا نُدَرِّبُ الْقَلْبَ عَلَى الْحُزْنْ. وهَا أنا
أمُوتُ بَيْنَ الْكَلِمَاتِ لا جُثَّةٌ
لا سُؤالٌ لا جَنَازَةْ، فِي يَدِي مِدْيَتِي
والْجُرْحُ غَائِرٌ،
لَكِنَّهُ الشِّعْرُ لا هُوَ قَاتِلٌ
ولا قَتِيلُ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الممثل والمخرج الأمريكي كيفن كوستنر يعرض فيلمه -الأفق: ملحمة


.. مخرجا فيلم -رفعت عينى للسما- المشارك في -كان- يكشفان كواليس




.. كلمة أخيرة - الزمالك كان في زنقة وربنا سترها مع جوميز.. النا


.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ




.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين