الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


19 يناير, ذكرى المقابر الجماعية

كوسلا ابشن

2024 / 1 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


تعرض الأمازيغ لمذابح جماعية عديدة, إقترفها النظام الكولونيالي العروبي, كان أبشعها مذبحة الإبادة الجماعية لسنة 1958-1959, و لمجزرة 19 يناير 1984, اللتين كان مسرحهما أريف الشامخ بأبطاله الخالدين بذاكرة الشعب. مذبحة المقابر الجماعية ذكرى لا تمحى من الذاكرة الجماعية, تستذكر بشكل أو آخر في كل ربوع الوطن أريف.
يخلد الشعب في أريف اليوم, الذكرى الأربعين لمجزرة 19 يناير, مذبحة المقابر الجماعية, التي إرتكبها النظام الكولونيالي العروبي العنصري بدم بارد في حق المدنيين, مع عدم السماح لدخول الصحافة الدولية و منظمات حقوق الإنسان لأريف موطن المقهورين, لإصرار النظام على منع تسريب أخبار الآبادة الجماعية في حق الأمازيغ الى الخارج. كما رفض النظام الكولونيالي تسليم جثث الشهداء الى ذويهم لدفنهم حسب التقاليد و الأعراف المتعارف عليها بالمنطقة ( إخفاء أركان الجريمة). قمع الإنتفاضة الشعبية السلمية بأريف بالإنزال العسكري الكثيف و إطلاق النيران على المدنيين بطريقة عشوائية و بمشاركة الطائرات المروحية و المدرعات, كانت حصيلة المجزرة, إستشهاد المئات و جرح العشرات من مواطني أريف, كما تم إعتقال المئات, تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب الجسدي و النفسي, لينتهي بهم المطاف في غياهب السجون المخزن, محكومين بعشرات السنين. مذبحة الريف تعد حسب القانون الدولي جريمة ضد الإنسانية. رغم هول الآبادة التي أراد بها النظام الكولونيالي إخافة الآهالي و منعهم من المطالبة بحقوقهم الطبيعية, و أن سياسة الإستبداد الممنهج و سياسة التمييز العنصري في كل المجالات, لم تنجح في إركاع أريف, بل قد زاد النهج النازي العروبي من نمو الوعي الذاتي الأمازيغي, و من المطالبة بالحقوق الجماعية و الرفض أريفي للوجود المخزني ( أريف حنا ناسو و لمخزن يجمع راسو), و الإحتجاجات الجماهيرية و الإنتفاضات الشعبية لما بعد 19 يناير, و خاصة إنتفاضة 2016-2017 المجيدة, علامة عن عدم الإستسلام للنظام الكولونيالي و عدم الرضوخ لسياسة التمييز العنصري. فضائع المقابر الجماعية و سياسة التمييز العرقي لن تنسى, جراح أريف لم و لن يندمل إلا بالإستقلالية. أريف الوطن أكثر جغرافية تعرض للمجازر الدموية و تعرض للإنتهاكات الإقتصادية و الإجتماعية و السياسية و الثقافية و اللغوية.
إستنساخ تجربة "الإنصاف و المصالحة" الجنوب الإفريقي, في شكل مسرحي لتمويه الرأي الداخلي و خاصة المجتمع الدولي, و تلميع صورة النظام الكولونيالي بأكذوبة المصالحة و الإنصاف, قد أنتهت مسرحيتها بتوزيع بعض الأموال على بعض الأفراد, من دون جبر الضرر الجماعي خاصة في مورك الأمازيغي, و من دون إنصاف أريف الوطن, و محاكمة المسؤولين عن الآبادة الجماعية و عن إنتهاكات حقوق الإنسان بأريف, لقد إنتهت المسرحية على أنغام بدايتها.
19 يناير مستمر في الوعي الأمازيغي, و الإستفادة من تجربة فشل الإنتفاضة, ستقدم دروس لتحرك جماهيري في المستقبل, لتصحيح أسباب الفشل الذاتية و الموضوعية. المستقبل للتحرر و الحرية و الإستقلالية و الإحتلال محكوم عليه بالزوال.
المجد و الخلود لشهداء إنتفاضة يناير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال