الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عزيز: طريق العزة للحرية

بهاء الدين الصالحي

2024 / 1 / 20
الادب والفن


عزيز ذلك العنوان الذي عنونت به رواية عزيز للكاتب الاريتري هاشم محمود ولكن هنا ما هي الدلالة ذلك العنوان وما هي وضعيه تلك الرواية في تاريخ الادب الاريتري ، ولكننا هنا بصدد كتابه تاريخ لأريتريا حيث تتوحد الشخصية مع الحدث مع القضية والرواية ببساطه شديده تاريخ مثقف اريتري عانى من التميز في وقت الاختلاف السياسي ما بعد التحرر الوطني وقد نجح الكاتب في خلق حاله من التشويق خاصه وانه قد بدا الرواية بسجن عزيز ثم يلي ذلك تبيان اسباب ذلك السجن وانواع السجون التي وجدت في اريتريا وقتذاك وكذلك نمط التعامل هناك وكذلك طرح فكره الفساد الاجتماعي التي تسود ما بعد الثور ونحن هنا بصدد ازمه الوعي لدى الامم خاصه ما بعد التحرر حيث يسعى فصيل معين للاستئثار بمسار ومقدرات الحياه الوطنية خاصه وان نسبه الفاسدون والمتسلقون تحوز على نسبه كبيره من مقدرات الحياه الاجتماعية هنا تصبح المسالة ذات خصوصيه شديده خاصه في ذلك المكان من العالم المسمى القرن الافريقي واريتريا ذات صاحبه الاعراق المتعددة هنا فكره المجتمع وفكره الحوار وفكره الحرية ما بعد الثورات وفكره ظلم الحكام والرغبة في السلطة التي تقتل كل شيء متعلق بفكره الحرية والاخر ولكن كيف طرح المؤلف هذا هنا ؟ المكان الرئيسي هو السجن حيث يعرض الكاتب الفئات والطبقات الإجتماعية التي سجنت معه من هنا تصبح السجون في العالم الثالث مكون طبقي او شريحه معبره اكثر ما يكون عن طبيعة ذلك الشعب وان كان الكاتب قد استأثر بالمكون الاسلامي بحكم انتماء عزيز الى ابيه ذلك المكون العربي الاسلامي ومازقه في افريقيا وكأن الكاتب يعيد الينا من جديد طرح قدره افريقيا على المواءمة ما بين العنصر العربي والعنصر الافريقي من خلال فكره المجتمع القابل للتعددية والتعايش فيما بينهما.
ولعله الافتتاحية ابرز دليل على ذلك حيث يقول فيها ايها السجان ان بذره لن تختفي ضع كثيرا من التراب فوق راسي واغمرني بالظلام سأنبت في الزنزانة واقتلعك واثمر نورا يحرق كل فلأسفه القضبان، هنا نعتبر الرواية رواية سياسيه بامتياز وانسانيه بشكل اكثر امتيازا لأنها شكلت نوعا من انواع الوعي حيث الازمه التي تصهر العلاقة التي يفترض انها متناقضة لتاتي الازمه لتصبح العلاقة اشد ائتلافا خاصه مع خاصه مع تعامل البطل مع فئات اجتماعيه مخالفه معه في الدين ولكنه مارس معهم سلوكا انسانيا ليثبت ان المحاولة للتغييب عن الواقع لن تثمر لان المثقف الحقيقي قد نجح في غرس بذور حقيقيه من خلال مجموع الافكار التي بثها خلالهم وعاده ما يكون المعلم ذي الخلفية الفكرية والهدف الانساني المحدد في مجتمع امن هو الشخص الذي يمثل المثقف العضوي القادر على الوصول بالمجتمع الى مصاف اعلى من الإنسانية ولعل ذلك الذكاء الذي ساقه المؤلف من خلال اختياره لشخصيه عزيز وابيه ذلك الشيخ الذي تعلم في السعودية ثم انشا مؤسسه تعليميه نجحت في غرس درجه من درجات الوعي ذلك الامر تأتى من خلال مساحه رد الفعل وعدد الزوار الذين زاروا عزيز عندما نقل الى سجن عدي خلا وان كان قد استعار بعض الالفاظ الدالة او الالفاظ الحاكمة عندما وصف سجنه القديم وذلك السجان المسمى محمود وقائده السجان المسمى عثمان بسجن ابو غريب اريتريا هنا كنوع من الذكاء في مخاطبه الواقع العربي هنا تجربه ابو غريب يستدعيها المتلقي تلقائيا عندما يستمع ذلك التعبير ابو غريب اريتريا ومع ذلك ومع ذلك القهر الذي مارسه ويمارسه السجان دوما فان الوعي الشعبي يبقى كارها للسجان ولعله ذكاء الكاتب في صياغه مشهد جنازه عثمان ذلك الذي نجح في اجتناء ثروه ولكن ذلك الشعب وتلك المدينة كرن رفضوا المسير في جنازته، هنا يرصد الكاتب نمط من انماط المقاومة من خلال الوعي فمن يمتلك وعيه قادر في النهاية على مقاومه الطغاة حيث يأتي نموذج عزيز ونموذج عبد الرحيم الاول قاوم بحكم امتلاكه الوعي وانتمائه الى نمط ثقافي معين والثاني ينتمي الى فكره الخوف وفكره القهر والتوحد مع القاهر ولكن قاهره خائن لأنه متخلف في الاصل ولا يرى سوي ذاته ، ولايمتلك مشروعا هنا التركيبة الإجتماعية للسلطة في مرحله ما بعد الثورات وهنا لا تستطيع ان تفرق ما بين السياسي والاجتماعي لان السياسي في النهاية اجتماعي في البداية حيث تثور المجتمعات من اجل الحرية وعندما يتحقق الاستقلال الوطني تثور مساله السلطة اذا ان فكره السلطة ضد فكره الحرية هذا ما يريد قوله ذلك المؤلف الجميل مؤلف عزيز، حتى وان امتلك موقفا متطرفا لصالح مشروعه الخاص وانتمائه الفكري ولكنه في النهاية يمارس رايا مشروعا خاصه انه يدافع عن حريته الا ان السجن قد خلق لديه رايا اخر حيث خلق فكره المجتمع وذلك من خلال ايراد فصلا كاملا وهو الفصل 33 حيث يعبر عن مناضل من مناضلي ابناء الكوناما وقد اورد ذلك الفصل بحكم رغبته في ايراد الفكرة الرئيسية بان السلطة قد اكتسحت كل الحياه الإجتماعية وكل الطبقات الاخرى المخالفة لها ولعل ذلك وارد من انحياز المؤلف بطبيعة الحال الى جبهه التحرير اريتريا وموقفه الرافض للجبهة الشعبية
لتحرير اريتريا التي جرفت السلطة وجرفت الحياه الإجتماعية لصالحها ولعل ذلك الفصل المتعلق بأحد ابناء الكوناما الذي انتمي الى الجبهة الشعبية لتحرير اريتريا ثم بعد تحرير الارض تم تسريحه.
ولعل ذكاء الكاتب في ايراده نمطا للحياة الإجتماعية المتكاملة الخاصة بعزيز حيث يقطع الفصول ما بين مشاهد السجن ومشاهد الحياه الخاصة ليوري لنا ثقل عزيز كبطل اجتماعي وثقل عزيز كمبدع وثقل عزيز كممثل للشباب الارتري في مؤتمر في تنزانيا ولم يسرد الكاتب ما هو هذا المؤتمر وما هي ابعاده وماذا كان سيناقش ، ولعل تلك جزء من حرفيه الكاتب حيث اراد ان يقول لنا بالحيثية الإجتماعية لعزيز بطل تلك الرواية.
يسرد لنا الكاتب انماط من هؤلاء الذين تسلقوا سلم السلطة ليخلقوا ما يسمى بالعازل ما بين الدول ما بين السلطة والشعب وان كانوا ليمارسون ذلك الدور فيما بينهم ايضا حيث يسرد الكاتب تأكل طبقات السلطة والصراع الداخلي بينهم.
ولكننا هل نعتبر الرواية رواية تسجيليه ترصد مرحله تاريخيه معينه ولكن صيغت في قالب روائي مميز؟
ما يؤكد على هذا الطرح على انها رواية تسجيليه وجود السارد المباشر وهو عزيز حيث يكون البطل هو الواقع ولكن من اي وجهه نظر يكون ذلك الطرح هنا يكون الامر متعلق بالغرض الروائي الذي ابدع من اجله المبدع ذلك العمل ، وهي الرواية هنا يدرك القارئ ان العمل الروائي هو الاخلد لأنه اكثر تركيزا على البعد الانساني ولكنه اكثر حيادا والاقرب الى مراحل عمريه محدده هي الهدف المراد ايصال الرسالة اليه وتلك المرحلة التي تبحث عن حريتها وتقدس تلك الحرية حيث يكون الغرض الرئيسي تكوين صوره ذهنيه محدده عند الشباب الارتري وخلق صوره ذهنيه محدده لدى المتلقي العادي لخلق نمط من انماط المجتمع الاريتري القادر على المقاومة والقادر علي طرح التصور للمستقبل الخاص بذلك البلد.
ولعل الكلمة المفتاح عبر تلك الرواية التي تؤكد على الغرض المعرفي الرئيسي كيف تصنع السجون من واقع عشق السلطة والتأكيد على ان المجتمع قادر على افراز مكوناته الرئيسية وقدر على التعايش والنهوض والخروج الى الامام. والدليل الابرز على ذلك نجاح مجتمع السجن بقدره عزيز على المقاومة برفضه على التوقيع على الاعترافات الوهمية وكذلك تاكل طبقه السلطة المكونة من محمود وعثمان وغيرهم.
والروعة التي قدمها الكاتب في ست صفحات ليسال سؤالا رئيسيا عمن صنع فكره السجون. هنا تكون العقدة الرئيسية الحرية ، ونمط البطل هنا هو البطل الجمعي كبعد مهم وضروري في مرحله الادب التأسيسي.
وذلك تاسيسا على ان قواعد العمل الادبي الكلاسيكية تأتي ثابته في كل الاعمال ولكن الفارق هنا في المحتوى الموضوعي للعمل الروائي وكذلك فكره الخلود وكذلك فكره المحتوى الايديولوجي والدافع الاخلاقي والمنطقي للمبدع نفسه ويحضرنا هنا قول لرجاء جارودي ان العمل الادبي يجيب على عده أسئلة تجول في عقل المبدع والمبدع نفسه يعاني من ازمه الدور في المجتمع حيث يسعى كله فرد بغض النظر عن ثقافته وتعليمه وقدرته على التأثير فى من حوله.
ونحن هنا بصدد جيل تأسيسي يؤسس لمرحله ما بعد التحرر وهي مسؤوليه ملقاه على عاتق ذلك الجيل الذي عانى مرحله التحرر وعاني مرحله ما بعد التحرر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا