الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جيش بلا أخلاق

غسان ابو نجم

2024 / 1 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


منذ بدأ الاحتلال الصهيوني الهجوم النازي ضد شعبنا حاشدا قواته لضرب المقاومة في غزة لم يكن الهدف محصورا في غزة فقط بل كان الهدف الاساسي ضرب المقاومة الفلسطينية في الضفة والقطاع واعادة احتلالها من جديد بعد قتل وابادة الجزء الاكبر من شعبنا ودفع البقية الباقية الى الهجرة القسرية والطوعية نحو بلدان المحيط وتحديدا مصر والاردن وبعد تحقيق هذه الهجرة يتم توسيع الاستيطان في شمال الضفة والاستيطان الكلي في قطاع غزة
ان هذا المخطط الذي اعلن عنه وزير الماليه الصهيوني سميتورتش الحليف القوي والرئيس لنتنياهو والذي دعا به الى تفريغ غزة من سكانها عبر الضغط العسكري اولا وتدمير مقاومته ثم اعادة احتلال القطاع ودفع اهالي غزة الى الهجرة نحو بلدان عربية واجنبية بالتنسيق معها لتقديم اغراءات لاهالي غزة المثقلون من الحرب والحصار وهذا بتقديري كان الهدف الاساسي الذي خاض الكيان الصهيوني الحرب لاجله لقد عمدت الصهيونية الدينية الفاشية منذ صعودها للسلطة الى تجيش المجتمع الصهيوني نحو تحقيق حلم اسرائيل الكبرى وليس عبر شعارات سياسية للاستهلاك بل عمدت الى احتلال مواقع قيادية وسيادية تسهل لها تطبيق رؤيتها السياسية ونسج تحالفات سياسية مع اليمين الصهيوني مثل الليكود الذي لا يختلف معها في الهدف ولكن بطريقة تحقيقه حيث استطاع هذا التحالف ان يدفع باتجاه تحقيق اهدافه السياسية عبر شن حملة عسكرية واسعة النطاق في كافة قرى ومدن ومخيمات الضفة الغربية من شمالها لجنوبها وقام باكبر واكثف حملة استيطان منذ نشاة الكيان الصهيوني وقام ويقوم بحملات قتل واعتقال المقاومين في نواحي الضفة واقتحام كافة المناطق حتى المتعارف عليها في اتفاقات العار الاسلويه انها خاضعة لسلطة دايتون التي يعترض اصلا على وجودها ويضيق الخناق عليها في كل المجالات حتى المالية رغم الخدمات الامنية التي تقدمها للاحتلال وتعدى ذلك الى قمع ومحاصرة الحركة الاسيرة وعزل قادتها وتقديم وجبات طعام فاسدة كما حدث في عوفر كل هذا يحدث بالتزامن مع ما تشنه قوات الحرب الصهيونية من حرب ابادة شعواء بربرية ضد شعبنا في غزة بهدف ضرب المقاومة وتهجير اهلها والتنسيق مع قوى ودوائر امبريالية عالمية على راسها امريكا وبريطانيا لتسهيل الهجرة الطوعية لاهالي غزة وتعين طوني بلير كمنسق لهذه الحملة المخطط الصهيوني اكبر من غزة
من هنا نلاحظ ان المخطط الصهيوني اكبر من ضرب غزة ونزع قدرات المقاومة وما عمليات التدمير الممنهج للمباني والتجمعات السكنية والمدارس والمستشفيات والتي يعلم الاحتلال انها لا تحتوي مقاومين الا دليل ساطع على عمق الهدف الصهيوني في تدمير البنية المجتمعية وقتل اكبر قدر من المدنين لدفعهم الى الهرب والهجرة من قطاع غزة وايصالهم الى قناعة بان المقاومة لن تفيدهم ولن تحميهم وان الحل الاسلم لبقائهم احياء هو ترك غزة والهجرة منها ليتخلصوا من حالة الجوع ىالقتل والحصار
ان هذا السيناريو الغير معلن للحرب والذي عمل على تنفيذه الجيش النازي الصهيوني اصطدم بحائط صد قوي وعنيد تمثل بالاركان النالية
اولا القدرات والامكانيات العالية التي امتلكتها المقاومة الفلسطينية والتي اذهلت قادة الكيان السياسيين والعسكرين والتي لم تقف عند حدود صد العدوان بل الحاق الهزيمة بالجيش الصهيوني واسقاط اهدافه المعلنة وغير المعلنة
ثانيا رغم حالة القتل والدمار الشامل الذي طال المدنيين وارتفاع حالات القتل الى ٢٥٠٠٠مدني والجرحى فاقوا ٧٥٠٠٠الفا وتسوية المباني والمجمعات السكنية بالارض وتدمير المستشفيات ومنع دخول الغذاء والدواء للقطاع ولا زال اهل غزة يهتفون باسم المقاومة ومتمسكون بارضهم وبيوتهم المهدمة ويعلنون باعلى صوت باننا هنا باقون
ثالثا وبسبب هذا الصمود الاسطوري للمقاومة والشعب وفشل قوات الاحتلال الصهيوني من تحقيق ادنى اهدافها بتحرير الاسرى واصرار المقاومة على شروطها بوقف العدوان والانسحاب من غزة قبل الحديث عن اي صفقة تبادل ورغم مرور اشهر ثلاث على العدوان لا تزال الكلمة الفصل للمقاومة القوية والموحدة مقابل كيان سياسي مفكك ومنقسم ويغيش حالة من الانهيار السياسي والهزيمة العسكرية دفعت بعض الدوائر الاستخباراتية العالمية والعربية الى اعادة تقيم لمدى قدرات هذا الجيش في حماية مصالحها مستقبلا والتشكيك في مدى الاعتماد عليه في حال اقدمت هذه الانظمة على التساوق مع خطة التهجير للشعب الفلسطيني منا دفعها للاستنجاد باليانكي الامريكي الذي حاول الضغط على القيادة السياسية الصهونية لانهاء اهداف الحرب المعلنة والتخلص من حلفاء نتنياهو من الصهونية الفاشية الدينية التي باتت تشكل رعبا للانظمة العربية الحليفة لامريكا وعامل ضغط عليها من قبل الجماهير الغاضبة ان هي تساوقت مع اهدافها خاصة في ظل فقدان الثقة بقدرات الجيش الصهيوني التي اسقطتها المقاومة الفلسطينية خاصة بعد الضربة الصاروخية في الدقائق الاولى للعام الجديد رابعا ان دخول المقاومة اللبنانيه على خط الاستنزاف الجزئي للحيش الصهيوني واعلان الحوثيين عن اغلاق الممرات المائية امام السفن المتجهة نحو الكيان حتى يرفع الحصار عن غزة اصاب الدوائر الامبريالية بحالة تخوف من تحقق وحدة الساحات ووحدة محور المقاومة وتوسع حالة الحرب لتصبح حربا اقليمية والتي يدفع نتنياهو بكل قوة لحدوثها لاطالة امد الحرب والهرب من المحاكمة والسجن الذي ينتظره من جهة وادخال امريكا في حرب اقليمية مع ايران لاطالة امد وجوده في السلطة والسعي لتحقيق حلم شركائه في التوسع من جهة اخرى وهذا ما ادركه محور المقاومة وفوت فرصة تحقيقه مما يضع نتنياهو امام خيارين اما الاستقالة او السجن اننا امام هجمة صهيونية فاشية وحرب ابادة وتهجير لشعبنا فاقت بهمجيتها وشراستها وعنصريتها الحرب البربرية والحرب النازية تهدف الى تدمير بنية شعب باكملة وانتزاعه من ارضه واحلال شذاذ الافاق بدل منه بالتنسيق مع دوائر الامبريالية العالمية المشاركة في اراقة الدم الفلسطيني وصمت وتواطؤ بعض الانظمة العربية التي ساهمت بصمتها وتواطؤها في شراسة وهمجيه هذا الاحتلال لا بل سعى جزء من هذه الانظمة الى تسهيل حركة نقل البضائع والاسلحة وقطع الغيار للاحتلال بعد اغلاق مضيق باب المندب امام الملاحة القادمة للكيان
ولكن ورغم عدم تكافئ الامكانيات بين جيش الاحتلال والمقاومة الفلسطينية الا ان قوة وصلابة المقاتل الفلسطيني وايمانه بعدالة قضيته واحتضان الشعب الفلسطيني للمقاومة افشلت كافة المخططات التي سعى اليها هذا الاحتلال الذي كشف عن انيابه وظهر امام العالم بصورته الحقيقية بانه جيش بلا اخلاق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح