الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسرحية - زهور في الصحراء -

رياض ممدوح جمال

2024 / 1 / 20
الادب والفن


تأليف: د.م. بوكاس لارسون
ترجمة: رياض ممدوح جمال

الشخصيات:
جيمي: خطيب الفتاة شيلي
شيلي: الخطيبة
جايمي: صديقة شيلي في المعسكر الطلابي الصيفي (الكشافة)
سيرج: عريف في الجيش سابقا، والآن مدرب في المعسكر

(ترتفع الإنارة على واجهة بيت قـديم داخل مزرعة، والوقـت فجراً والقمر كامل، والمشهد مضاء بشكل جيد. يدخل جيمي وهو سكران يتعثر فيقبض على محجّل الدرج ويصعد)

جيمي: أين كتكوتي الحلوة الصغيرة؟ لقد اختفت وبقيت أنا وحيداً. والآن جئت من أجلك يا حبيبتي فأنا لدي قلب طفل رضيع. (ينقر على النافذة) شيلي، أذا لم تخرجي فسأحطم النافذة.
جايمي: (تظهر عند الباب أسفل الدرج. مستغربة ويغالبها النعاس) ماذا تريد؟
جيمي: هل يمكن لشيلي أن تخرج؟ (ينزل أسفل الدرج).
جايمي: إنها نائمة كما كنت أنا نائمة قبل أن تطرق الشباك.
جيمي: (يشد على ثوب نوم جايمي) ألا يمكنك أن توقظيها؟
جايمي: كلا! (تصفعه)
جيمي: أوه!
شيلي: (تغالب النوم عند الباب) من في الخارج، يا جايمي؟
جايمي: غواص مريض. (تدخل إلى الداخل).
شيلي: (تخرج) جيمي؟
جيمي: أوه، مرحباً، يا شيلي.
شيلي: ما الذي أتى بك، وفي مثل هذا الوقت؟ انك لا تأتي أليّ ألا في المشاكل.
جيمي: أحتاج أليك، يا شيلي. أنا أحس بالوحدة.
شيلي: أنك قد شربت كثيراً. تعرف أني لا أحبك حين تشرب.
جيمي: أوه، تعالي، يا شيلي. تعرفين أني بحاجة أليك.
شيلي: وكذلك أنا، ولكن الآن أريد أن أنام، عليك أن تذهب.
جيمي: لن أذهب.
شيلي: لكني لن آتي.
جيمي: أحس أن قلبي ينكسر (يصرخ كالمريض) أوه.
شيلي: (تغطي فمه بكفها) توقف، ستوقظ سيرج.
جيمي: (يسحبها أليه) وأخيراً حصلت عليك.
شيلي: (تدفعه) لا تعبث معي أرجوك.
جيمي: (يوشك أن يسقط) احذري السقوط (شيلي تمسكه) كوني حذرة (يلف ذراعيه حولها).
شيلي: (تدفعه) توقف. قلت لك لا تعبث معي.
جيمي: لماذا تكونين طفلة؟
شيلي: أنا؟
جيمي: أريد أن أمرح معك قليلاً.
شيلي: إن ما تحتاجه هو دش ماء بارد وقليل من القهوة.
جيمي: إن ما أريده هو أنت، يا شيلي. ألا تحتاجين أليّ؟
شيلي: إن ما أحتاجه الآن هو النوم.
جيمي: لكني أتألم من الداخل يا شيلي. ألا تهتمي؟
شيلي: لن أهتم بك عندما تكون في حالة سكر.
جيمي: (بغضب) ممتاز. سأذهب. أعطيني حلقة الخطوبة أذن.
شيلي: ماذا قلت؟
جيمي: قلت أعطيني حلقة الخطوبة.
شيلي: أكيد أنت لا تعني ما تقول.
جيمي: أن كنت لا تريديني كما أنا الآن، فأنا لا أريدك. أعطيني الحلقة (شيلي تخلع الحلقة بحزن).
شيلي: (تنظر أليه بألم) عمل صبياني (ترمي الحلقة عليه).
جيمي: أوه، أنا رجل (يذهب مسرعاً).
جايمي: (تخرج رأسها من الباب) هل ذهب؟
شيلي: (بحزن) نعم.
جايمي: هل أنت على ما يرام؟
شيلي: (جالسة وتفرك أصبعها مكان حلقة الخطوبة) كلا (تمد يدها) لقد أعدت أليه حلقته.
جايمي: هل فعلت ذلك؟ (تزحف خارجاً).
شيلي: ربما كان يجب أن أذهب معه.
جايمي: لكنه كان سكران جدا. ورائحته كانت كريهة جداً.
شيلي: أوه، رائحته هي دائما هكذا. (تضحكان قليلاً). أنا أحبه حقاً، يا جايمي، لكنه في بعض الأحيان يبدو لي أنه مثل الأعشاب الزاحفة.
جايمي: هناك شباب كثيرون أفضل منه في العالم. حالما ستخرجين من هنا سترين الكثير منهم.
شيلي: ليس جيمي فقط، وإنما كل الرجال الذين قابلتهم هم أعشاب زاحفة. أنا أراهم كالذباب على السماد.
جايمي: لا تقولي ذلك. أنت أفضل من السماد بكثير.
شيلي: أنا أشكرك، شكراً.
جايمي: عفواً لم أقصد، وكلامي لم يكن دقيقاً. (صوت شخص ما) ما هذا؟
شيلي: أدخلي بسرعة (تختفيان حالما يظهر سيرجي).
سيرجي: من يوجد في الخارج؟ (يرى الفتاتين) ماذا تفعلان أيتها الفتاتان؟ (شيلي تلتفت مبتسمة لمواجهة سيرجي).
شيلي: نهضنا مبكراً لرؤية غروب الشمس.
جايمي: شروق الشمس.
شيلي: نعم، شروق الشمس. أني أتحدث إلى جايمي عن الشروق كثيراً. فأرادت فقط أن تراه.
سيرجي: وكيف عرفت بأن الشروق جميل، وأنت لم تستيقظي مبكراً أبداً؟ ماذا أرى؟ هل أرى سلما هناك؟ وما الذي جاء به إلى هنا؟
شيلي: سلم! يا ألهي! لا أعرف. هل تعرفين يا جايمي لماذا هذا السلم هو هنا؟
جايمي: تعالي، يا شيلي. أنا متعبة لنذهب للنوم.
سيرجي: هذه الأصوات تجلب لي أفكاراً جيدة. (جايمي تذهب إلى الداخل، لكن شيلي لا تتزحزح).
سيرجي: شيلي؟
شيلي: ماذا؟ هل هو معسكر أم سجن؟ ألا يمكن لفتاة أن تتفرغ بضع دقائق لنفسها؟
سيرجي: الآن... إلى الداخل، هيا.
شيلي: لكن يا سيرج...
سيرجي: قلت عودي إلى الداخل الآن، أو أني سأكتشف السبب الحقيقي لاستيقاظك مبكراً. (تبدو شيلي في حالة قلق، وتذهب إلى الداخل فوراً).
جيمي: (يدخل جيمي واضعاً غطاءاً على رأسه) والآن، يا شيلي. قلت انك لا تريدين رؤية وجهي بعد الآن. فبوضعي هذا الغطاء على وجهي لن تري وجهي. أليس هذا ما تريدينه؟ (يندفع ويعانق سيرجي) تعالي، يا حبيبتي. يمكنك أن تغفري لي، أليس كذلك؟ هل زاد وزنك أم ماذا؟ (يتحسس أسلحة سيرجي) هل لديك مهمة عمل في الخارج أيضاً؟ (سيرجي يرفع الغطاء عن رأس جيمي) أوه، كلا.
سيرجي: (يشير إلى السقيفة والسلم) أجلس. (يجلس جيمي، و سيرجي يحدق فيه لفترة).
جيمي: هل ستقتلني، يا سيرجي؟
سيرجي: أني أفكر في الموضوع. (فترة صمت، وجيمي قلق) ماذا كنت تفعل في الأعلى؟ ولا تحاول أن تكذب علي. فأنا نفسي كنت كذاب من الدرجة الأولى، وأنا أعرف الشخص من نظرة واحدة.
جيمي: أعتقد أني شربت أكثر من اللازم.
سيرجي: ألا تخشى من والديك؟
جيمي: أنا رجل.
سيرجي: كلا. أنت طفل.
جيمي: أنا تقريباً في الثامنة عشرة.
سيرجي: ربما لن تبلغ الثامنة عشرة، أن بقيت هكذا. (جيمي يهدأ قليلاً) ماذا كنت تفعل هنا؟
جيمي: كنت أبحث عن شيلي.
سيرجي: عرفت ذلك.
جيمي: فلماذا تسأل أذن؟
سيرجي: أحفظ لسانك.
جيمي: آسف، إن الخمرة هي التي تتكلم.
سيرجي: حسناً، فمن الأفضل أن تتوقف عن الكلام، أو أغسل رأسك بالماء.
جيمي: نحن لم نفعل شيئاً، يا سيرجي. فأن شيلي لا تريدني.
سيرجي: لا تريدك؟
جيمي: انها لا تريد المشاكل من الرجال، وتعنيني أنا بهذا الكلام.
سيرجي: هي قالت ذلك؟
جيمي: (بجنون) لقد تخاصمنا. وتسببت في إرجاع حلقتي.
سيرجي: حلقة الخطوبة؟
جيمي: نعم. ورمتها في مكان ما هنا. ولم أستطع إيجادها.
سيرجي: (يسير خطوات ويجد الحلقة) صحيح أنها هنا (يعطيها لجيمي).
جيمي: ربما هذه علامة. ربما أنا وشيلي نختلق المشاكل.
سيرجي: ربما كذلك، وربما لا (فترة صمت) لست متأكداً، وأنا أنصحك أن تتمسك بشيلي أكثر.
جيمي: أوه.
سيرجي: لكنها تحبك حقاً، وأن أرادت أن تبقى معك فهي ستجد طريقة ما. (يخطو بضع خطوات) وبالإضافة إلى ذلك أنا سأتحدث إليها في الأمر، فهي لا تستطيع رؤيتك، ومع ذلك فهي ستحتاج بعض الوقت لتعود أليك. (يتفحص جيمي) وكذلك لربما يمكننا أن نتصرف بطريقة أخرى.
جيمي: (بانزعاج) أوه، مثل ماذا؟
سيرجي: النضوج والبلوغ. أنا قمت بالكثير من الأعمال الغبية. توفيت والدتي وأنا في بداية شبابي، وأبي لم يكن يريد الاعتناء بي. لذلك أرسلتني عائلتي إلى هنا، لعل شخصاً ما سيوجهني، لكن وضعي ساء كثيراً. وإحدى أعمالي الغبية كانت في حظيرة. حيث قمت بإحراق موضع الحظيرة بالكامل. وبعد مدة عرفت حقيقة واحدة. ولأول مرة. وهي أن هناك أحداً ما لم أكن أعرفه، يحبني بالرغم من كل أعمالي السيئة، والتي لم تتبدل على مر الأيام، فذلك الحب بقي ملازماً لي بقية حياتي. وكلما كبرت، كبر ذلك الحب وأصبح جزءاً مني، إلى أن ذهب كل الحقد من داخلي.
جيمي: وما علاقة ذلك بموضوعنا نحن؟
سيرجي: ان العلاقة، يا جيمي، هي أنك بحاجة للحب، نوع معين من الحب، الذي يتضمن الحنان، وليس شيئاً آخر.
جيمي: لا تضع كل اللوم علي أنا وحدي، يا سيرجي.
سيرجي: أنا أريد أن أساعدك، يا جيمي. أريد أن أساعدك لتكون شخصاً أفضل.
جيمي: أنا أيضاً أريد أن أكون إنساناً جيداً. ودائماً كنت أريد ذلك، لكنه أمر صعب. وهل كان الأمر صعباً عليك أنت أيضاً؟
سيرجي: لقد أستغرق ذلك لأكثر من ثلاثين عاماً لأكون شخصاً جيداً.
جيمي: ثلاثون عاماً؟
سيرجي: وربما أكثر من ذلك. لقد توقفت عن حساب السنين. (يعود لذاكرته) كانت عندي عادات سيئة. الشرب، التدخين، القمار. والقمار كان هو الأسوأ. تخليت عنها جميعا، وبسهولة، لكن القمار... فأنا مازلت لا أستطيع حتى النظر إلى طاولة القمار.
جيمي: وكيف تخلصت منها أخيراً؟
سيرجي: في المرة الأخيرة، وكان ذلك قبل عدة سنوات، وأنا لم أكن أعلم، في حينها، إني مازلت أميل إلى لعب القمار. إن أحد أصدقائي القدماء دعاني للعب القمار، فأعتقد أصدقائي أني قد عدت للعب، بسبب حبي للقمار، كما كنت في السابق. وهذا ما قالوه لي أثناء اللعب. ويا لها من ليلة فضيعة كانت بالنسبة لي.
جيمي: هل خسرت كثيراً؟
سيرجي: كلا. لقد ربحت كثيراً.
جيمي: وكم ربحت؟
سيرجي: عدة مئات من الدولارات.
جيمي: وكنت سعيداً. أليس كذلك؟
سيرجي: كلا. لم أكن سعيداً. في الحال شعرت، أن رغباتي السيئة القديمة، قد عادت لي ثانية. فتسللت خلسة من الكازينو. ولم أتصرف بالمبلغ، لأني لم أستطع أبداً.
جيمي: وهل لازلت محتفظا به إلى الآن؟
سيرجي: كلا. فقد أحسست بذنب كبير. لأني قد عدت لأكثر عاداتي سوءاً.
جيمي: ماذا فعلت بالمبلغ أذن؟
سيرجي: أعطيته إلى الكنيسة جميعه.
جيمي: جميعه؟
سيرجي: نعم. جميعه.
جيمي: أعتقد أن المهم هو انك تخلصت من عادة سيئة.
سيرجي: والآن. هل أنت راغب في تسليم شيء إلى شيلي؟
جيمي: مثل ماذا؟
سيرجي: المشروب، مثلاً.
جيمي: لكن أصدقائي جميعاً يشربون.
سيرجي: ربما أنت تحتاج إلى أصدقاء مختلفين.
جيمي: الجميع سيعتقدون أني الخاسر الأكبر.
سيرجي: شيلي سوف لن تعتقد ذلك.
جيمي: أعتقد أنه يجب علي أن أجرب.
سيرجي: كلا. المسألة هي أنك تريد أم لا. ولا مجال للوسط.
جيمي: (يفكر) حسناً سأفعل لأجل شيلي.
سيرجي: أذهب الآن، وأفق من المشروب. ولنا حديث أخر.
جيمي: حسناً، يا سيرجي. وشكراً لك.
سيرجي: على ماذا تشكرني؟
جيمي: على عدم قتلك لي. (يخرج جيمي، وسيرجي يضحك ضحكاً خافتاً).

ستار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1


.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا




.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية


.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال




.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي