الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسبينوزا الحَنين

علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)

2024 / 1 / 20
كتابات ساخرة


ما الّلسانُ إلّا راقصةٌ طَروبٌ لَعوب، في «حانة» فَمٍ مَلوثٍ بلعابٍ غيرِ مَرغوب، وتطهيرُهُ لن يأتيَ من تملُّقٍ بل من نبضِ قلبٍ بالخير خَضوب، فلئن تَطهَّرَ فذلكَ لسانٌ موهوبٌ أبيٌّ ومَهيوب، وإن تَعهَّرَ في حاناتِها وأُنْسِ الدَّروب فذاك لسانٌ مضروب، ومثقوبٌ باثنتينِ ومعيوبٌ؛ «يَدُّبُّ لما في الجُيوب ، يَهُّبُّ شطرَ بغاء طَروب». وما كانَ طهرُ اللسانِ إلّا في صِدقٍ فطريٍّ محبوب .

ولا شكَّ أني كاتبٌ محدثٌ نكرةُ وغيرُ مندوب، وفي فضاء الأدب ربما غيرُ مرغوب ولا مطلوب، ولا ريبَ أن جريدةَ «الزمان» هي للصحافةِ جبينٌ وما سواها إمّا مَرافقٌ أو كُعوب، هي صحيفةُ نراها تستقبلُ بترحيبٍ كلَّ ذي حرفٍ طيبٍ مَكتوب، ولو ترى (الكمالَ مصطفى) إذ يستقبل النصوص بجَمالٍ ومثالٍ من أسلوب.

أقولُ بعدما نفيتُ شكٍّ مَعصوبٍ ورَيبٍ مَصحوب؛ قدِ استهجنتُ ذاتَ يومٍ نشرَ مقالتي في صفحةِ كتاباتِ القراء تُسمى «أغلبية صامتة» وبوجهٍ غَضوب، رُغمَ أنّي في سوحِ الصَّحافةِ جهولٌ ومُحدثٌ وغيرُ مطلوب، بيدَ أني لمحتُ لمَّا تصفحتُ الموقعَ أن المقالةَ قد زارَها ستةَ الاف من شمالٍ وجنوب، فأيقنتُ آنئذٍ...

أنهُ لا حاجةَ للقارئ العربيِّ بقلمِ أديبٍ مُتنَظِّرِ و(مُتحضِّرِ) الأسلوب، نراهُ يُدَندِنُ بنصوصٍ ذي لفظٍ أعجميٍّ مجٍّ وفكرهُ فيهِ جاثمٌ سجين، ويُبيِّنُ لنا أنَّ الإبستمولوجيا تسبرُ سيكولوجيةِ الأنثروبولوجيا ان تَشَرَّب الهيموغلوبين بالأوكسجين وتَغرَّبَ عن النيتروجين. وتراهُ يُخَنخِنُ بان لسانَ الضاد عاجزٌ عن مجاراة أسلوبِ فكرهِ الفذِّ المتين، وأنَّ لسانَ قرآنِ رب العالمين، قد ولَّى مُدبراُ ولم يُعقِّب لمّا رأى حرفَهُ الحَصين وذرفهُ الرَّصين. وما حرفُهُ بحَصين ولا فكرُهُ برَصين ولا ذكرُهُ برزين، وإن هو إلا فكرٌ تعيسٌ وذِكرٍ بئيسٍ بحرفٍ أجوفٍ مسكين، وهو في رَنين وطنينِ الفرنجة حبيسٌ مَهين، ولا شفاءَ لذا كاتبٍ مسكينٍ إلا بتقميطٍ لأربعينَ يوماً بشَجرٍ من يَقطين، في أقاصي سَواحلِ نيوزلندا ولا حرَجَ من ساحلِ الأرجنتين، كي يشفى من رَمدِ شكسبيرَ وكمدِ نيتشهَ وأمدِ اسبينوزا وزبدِ فرويدَ اللعين، فيُغادرَ التنطُّعَ والتعبيرَ بحرفٍ غربيٍ غريب غير مكين، ثمَّ يبادرَنا حثيثاً بطرفٍ وذرفٍ وصرفٍ عربيٍّ راقٍ وأمين.

إنَّ ذاكَ الأديب (المفكر) لمسكين، ومثلهُ كمثل أنثى فرس نهر في حديقة حيوان برلين، تَتَشَمَّمُ بينَ الحشائش عن فحلٍ ملطَّخٍ بالطين، ليعرسَ عليها فتُرزقَ بصغارٍ وَسِخينَ حلوين، لا يشبهوا صغارَ العَربِ العفنين ، ولا أطفالَ غينيا بيساو ولا سيئولَ أو بكين.

لعلّي قد تجاوزتُ ههنا حدودَ أدبِ حِوارٍ غَربيٍّ (متحضر) رزين، ورُبَما طَفا وبانَ ما في صَدري من لؤمٍ همجيٍّ غاطسٍ تحت الوَتين، ومن سُرورٍ عاطسٍ بغُرورٍ صبيانيٍّ طامسٍ دفين، رُغم أني على رصيفِ الأدبِ لم أزل نكرةً مُحدَثةً بل لبونٌ هجين، غير أنّي لا أترنَّى لفحلِ فرسٍ مُزخرفٍ بالطين، بل أتهنَّى بعُيون المَها بين رصافةٍ وجسرِ على ضفاف الرافدين، وأتمنَّى رحلةً لدروبِ القيروانَ أو للشامِ لشمِّ عبق الياسمين، وأتبَنَّى ما همسَ به عنترةَ لعُبيلةَ من شجن دفين..

أَتاني طَيفُ عَبلَةَ في المَنامِ * فَقَبَّلَني ثَلاثاً في اللَثامِ

وَوَدَّعَني فَأَودَعَني لَهيباً * أُسَتِّرُهُ وَيَشعُلُ في عِظامي

أَيا اِبنَةَ مالِكٍ كَيفَ التَسَلّي * وَعَهدُ هَواكِ مِن عَهدِ الفِطامِ

وَكَيفَ أَرومُ مِنكِ القُربَ يَوماً * وَحَولَ خِباكِ آسادُ الأَجامِ

عَلَى (ابستمولوجيا)عُبَيلَةُ كُلَّ * يَومٍ سَلامٌ في سَلامٍ في سَلامِ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي


.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل




.. ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ


.. عدت سنة على رحيله.. -مصطفى درويش- الفنان ابن البلد الجدع




.. فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي