الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيلم - شمس المستقبل - يؤرخ مرحلة من نضال الحزب الشيوعي الأيطالي

علي المسعود
(Ali Al- Masoud)

2024 / 1 / 20
الادب والفن


فيلم " شمس المستقبل " يؤرخ مرحلة من نضال الحزب الشيوعي الأيطالي

Il Sol dell Avve nire
علي المسعود

"شمس المستقبل" هي أغنية مميزة في تاريخ الموسيقى الإيطالية كتبها المغني وكاتب الأغاني الشهير "لوسيو دالا" وتمثل ترنيمة حقيقية للأمل في المستقبل . ولدت هذه الأغنية في سياق فترة السبعينيات من القرن الماضي، فترة تاريخية تميزت بتحولات اجتماعية وثقافية عميقة. تمكنت القوة التعبيرية لموسيقاه وكلماته من غزو قلوب أجيال عديدة من الإيطاليين لتصبح رمزا لعصر من الهياج الثقافي الكبير والإنسانية التي تبحث عن آفاق جديدة. تركز الأغنية بشكل كبير على الصراع الطبقي والشيوعية واعتمدها الكاتب وصانع الأفلام الإيطالي المخضرم "ناني موريتي " عنوانا لفيلمه . في "شمس المستقبل"، يلعب موريتي مرة أخرى نسخة منه - لعب شخصية تسمى جيوفاني، - مخرج سينمائي مسن في إيطاليا المعاصرة يحاول صنع فيلم جديد ويفشل في كل منعطف من قبل ممول غير جدير بالثقة (ماثيو ألماريك) وزوجة غير سعيدة كانت زوجته باولا (مارغريتا باي) معه في كل خطوة على الطريق، حيث أنتجت أفلامه فقط، وقد امتدت شراكتهما المهنية والرومانسية على مدى 40 عاماً . إخراج ناني موريتي (الذي شارك في كتابة السيناريو مع فرانشيسكا مارسيانو وفيديريكا بونتريمولي وفاليا سانتيلا)
هذا الفيلم (فيلم داخل الفيلم) ، يبدأ كل شيء مع المخرج جيوفاني (الذي يلعبه ناني موريتي) على وشك البدء في تصوير فيلمه الجديد ، يريد المخرج أن يروي قصة انتفاضة بودابست ضد الديكتاتورية الستالينية . في " شمس المستقبل "، يلعب موريتي، الذي غالبا ما يمثل في أفلامه، دور المخرج الأيطالي الذي يصور قطعة تاريخية تدور أحداثها في روما في عام 1956 عام الثورة المجرية عندما تمرد الملايين من المواطنين على الهيمنة السوفيتية ، أبطاله أثنان من رفاق في الحزب الشيوعي الأيطالي ، وكذالك توثيق ردود الافعال الحزب حين هاجمت الدبابات السوفيتية بوحشية الانتفاضة في بودابست وكانت صدمة لأعضاء الحزب ، وكيف أصابت المثقفين الإيطاليين خيبة أمل من الأيديولوجية الشيوعية . وفي نفس الوقت الترحيب بوصول فرقة سيرك بودافاري المجرية إلى العاصمة الإيطالية تعبيرأ عن تضامن الحزب مع الأنتفاضة المجرية . الغزو السوفيتي للمجر ولد انشقاقا في الحزب الشيوعي الإيطالي ، يريد البعض الطلاق من التبعية السوفياتية، والبعض الآخر يخاف من إرث ستالين للتعبير عن انتقاداتهم . يسخر ناني موريتي من مراوغات وفوضوية جيوفاني ومطالبه المحبطة و حول " شمس المستقبل " إلى كوميديا هائلة. لكن قوة موريتي تكمن في عرضه الدقيق لشكل من أشكال الحنين إلى الماضي ، حنين الزوجين جيوفاني وزوجته (مارغريتا باي) اللذان انفصلا بعد 40 عاما، وحنين الى زمن السينما الجميل . "ناني موريتي " يسرد قصة بطريقة جميلة ، على شكل ذكريات نحلم بها . بتعبير أدق ، إنه حنين المخرج الذي يرى عالمه ينزلق بعيدا عنه. يفقد جيوفاني طقوسه مع ابنته وزوجته. الابنة التي ترتبط بعلاقة مع السفير البولندي في روما والذي يكبرها في السن كثيرأ ، والزوجة المنتجته لأفلامه منذ فترة طويلة ، ولأول مرة تنتج فيلما لشخص آخر وتريد الانفصال منه بعد أن كشفت مراجعتها لطبيب نفسي بسببه .
يبدأ "شمس المستقبل" بكتابة شعار للحزب الشيوعي على جدار أحد الجسور وينتهي بلوحة كاملة لأيديولوجيته أو ألأمل في المستقبل . تدور أحداث الفيلم في روما، وفي فترة مابين الخمسينيات والسبعينيات، وفي أجواء الواقع السياسي هناك آنذاك، حيث ينتمي بطل الفيلم والذي يعمل مخرجاً سينمائيّاً متشدّداً إلى الحزب الشيوعي الإيطالي، الذي كان يُعدّ حتى نهايات الثمانينيات أكبر حزبٍ شيوعي أوروبي، مكّنته حنكة زعامته التاريخية المتمثّلة بالراحل أنريكو بيرلنغوبر في تحقيق استقلالية كبيرة وهامّة عن الاتحاد السوفيتي وعن الحزب الشيوعي السوفيتي المُقاد بيدٍ حديديّة من قبل ليونيد بريحبنيف. يبدأ الفيلم كما ينتهي، بإشارة واضحة ، وتذكير باسلوب المخرج الايطالي " فدريكو فليني" وتحديداً فيلمه “ثمانية ونصف” وعوالم السيرك فيه، والكرنفالية والرقص الجماعي، ويستمد موريتي من الفيلم ذاته موضوعه، مخرج سينمائي يعاني من صعوبة إتمام تصوير فيلمه، لأسباب تختلف من سياق فيلم لآخر، لكن همّ موريتي هنا هو إتمام صناعة فيلم فيه من التاريخ ويؤرخ مواقف الحزب الشيوعي الايطالي ، وفي نفس الوقت ، نقد الى المخرجين الشباب وسينما اليوم ، وهذا يمر في مشهدين من الفيلم، الأول حين يوقف موريتي أحد المخرجين الشباب خلال تصوير مشهد عنف ( إعدام ميداني بالمسدس) قائلاًك " إن هذا العنف ليس ترفيه بل تدمير" . ويوقف الممثل في مشهد كان الممثل على وشك إطلاق النار على شخصية أخرى ، مما يجعل الحجة حول كيف أن الأطفال هذه الأيام لا يفهمون العنف ولكن يقلدونه وهذه مسألة في غاية الخطورة . والمشهد الثاني حين يضطر لحضور اجتماع مع مكتب “نتفلكس” في روما، بعدما رفضه حازماً التعامل مع المنصة التي تحدد من حريته وإبداعه في العمل ويتفاخروا أمامه و بين جملة وأخرى يكررون بأنهم يصلون إلى ١٩٠ بلدا .

يريد جيوفاني إعادة كتابة التاريخ بطريقة ما، وخلق رواية تشبه الخيال لأحداث مماثلة وقعت خلال ذلك الوقت. يدرك محرر صحيفة الحزب الشيوعي إنيو (سيلفيو أورلاندو)، مشاعر مماثلة لجيوفاني، لأنه أيضا يواجه نوبة وجودية مع نفسه ومعتقداته. تتناقض مشاعر جيوفاني مع مشاعر الشخصيات التي يكتبها لصورته وسيرته الذاتية. يعتقد موريتي أن التشابك بين جيوفاني وإنيو سيمهد الطريق لتطور حكايته وطرح مواضيع مثمرة في أحدث أعماله . ولكن يحدث العكس؛ كلما حاول خلق التعاطف والحساسيات العاطفية الواقعية، قل تركيز المشاهد في الفيلم . الطريقة الوحيدة التي يعبر بها جيوفاني (وبمعنى متساو، موريتي) عن مشاعره تجاه السينما هي من خلال انتقاد الجيل الأصغر من المبدعين، سواء كان ينظر إليه في المعارك مع منتجيه أو الكوارث ضد كتاب السيناريو .
الفيلم قطعة تاريخية عن تمرد الملايين من المواطنين على الهيمنة السوفيتية ومواقف الشيوعيين الإيطاليين في روما من أحداث عام 1956 في المجر عندما أجتاحت دبابات الاتحاد السوفيتي المجر - ويظهر العديد من الشباب في داخل الفيلم من بينهم بعض ممثليه، لا يفهمون التاريخ حقا ولا يعرفون حتى أنه كان هناك في يوم من الأيام حزب سياسي شيوعي إيطالي مؤثر وصل عدد أعضائه الى 2 مليون شيوعي . والقرار المشحون لاثنين من صحفيي صحيفة ليونيتا إما بالبقاء مخلصين لأسيادهم السوفييت أو الانفصال عنهم بسبب سحقهم القمعي للانتفاضة المجرية. والجدير بالذكر ، في يوم 24 أكتوبر 1956 الاتحاد السوفيتي بدأت المناورات العسكرية ل غزو المجر. وكانت بداية لخطوة حاسمة في تاريخ الشيوعية وكان لها أيضًا تداعيات في إيطاليا. وحصول الأنشقاق الذي حدث بين أعضاء الحزب الشيوعي الأيطالي بين معارض بشدة لديكتاتورية ستالين ، وبين حائر حول ما يجب عليه فعله. ذكر موريتي إن شخصية المخرج جيوفاني يؤمن إيمانا راسخا في ضرورة سرد قصة الحزب الشيوعي الإيطالي في ذلك الوقت وكيف أضاع فرصة الانفصال عن الاتحاد السوفيتي ، مضيفا: "لكن اليوم لا أحد يتذكر هذه الأحداث ، لقد تغير العالم وكذلك تغيرت طريقة صناعة الأفلام ". يتحدث موريتي عن اليسار بشكل عام، ولكن بشكل عام يبدو وكأنه يتحدث أيضا عن جميع التقدمين في العالم ومواقفهم أزاء الاحداث. ربما في مرحلة ما يمكن أن يكونوا أفضل ما هم عليه الأن ، ربما فشلوا ولكنهم يدركون على خطأ من أخطائهم وكل معركة خسروها في حربهم ، والأهم من ذلك، لازالوا على قيد الحياة . الشخصيات الشيوعية الإيطالية ممزقة ، وتشعر أنها لا تستطيع دعم تصرفات رفاقها السوفييت ، وبالتالي تقرر أنها تمارس شيوعيتها الخاصة من خلال اتخاذ موقف مع ضيوفها المجريين. تتحول الأيديولوجيات أيضا بسرعة. لقد ولت الأيام التي كان فيها الحزب الشيوعي مليونان عضو منذ فترة طويلة، حيث كان يعتقد عضو من طاقم جيوفاني أن "الشيوعي" بأنهم رجال قادمين من الاتحاد السوفيتي ولا يؤمن بان هناك ايطالي يعتنق الفكر الشيوعي . كما أن الأيام التي كان فيها أبرز صانعي الأفلام في العالم شيوعيين قد ولت منذ فترة طويلة (على الرغم من أنه لم يكن منتمي الى الحزب الشيوعي الإيطالي، إلا أن المخرج الأيطالي " ناني موريتي" شارك بنشاط في المجموعات اليسارية غير البرلمانية خلال شبابه) .
ومع ذلك، فإن بعض المشاهد الأكثر سحرا في الفيلم تسمح للماضي والحاضر بالنزف معا ويتم من خلالها مناقشة الكثيرمن القضايا الكبري ومن بينها انهيار الاتحاد السوفياتي وبالتالي الحزب الشيوعي الايطالي وتشتت اكثر من مليوني ايطالي بنتمون لهذا الحزب . وكذالك الكوميديا من خلال السخرية ويتعرض ايضا لحال السينما وظروفها من خلال حكاية مخرج كوميدي ايطالي يساري هو انعكاس لحالة المخرج نفسه ناني موريتي . ربما يكون المشهد الأكثر فظاعة حين يقطع جيوفاني تصوير المشهد الأخير في مشروع زوجته الآخر . وصف موريتي البالغ من العمر 69 عاما، "شمس المستقبل" بأنه "عمل من أعمال الحب والثقة في الجمهور السينمائي المحتمل"، مشيرا إلى أنه "على الرغم من الأزمة، فإن سحر مشاهدة فيلم في دور العرض الأيطالية لا يزال سليما". وكادت مقامرته تؤتي ثمارها بسحب الجمهور الى السينما . وهي رسالة حب متعددة الطبقات إلى صناعة الأفلام في عصر منصات البث. قصة عن "نهاية كل شيء"، كما يقول أحد المنتجين بشكل محبط ، هذا فيلم من مخرج مخضرم سئم وتعب من السينما الحديثة والابتذال الرأسمالي الذي يحيط بها . جيوفاني هو فنان مصمم على التمسك بنموذج للسينما والحياة والسياسة التي تتبع مبادئه الفنية والأخلاقية. وفي الوقت نفسه، فإن زوجة جيوفاني وشريكه الإبداعي باولا مرهقة بسبب عناده وعدم رغبته في الاستماع إليها؛ يقول إنه بحاجة إليها، لكنها ترد على أنها في الواقع مفيدة له فقط وتقف خلف ظهره، تزور طبيباً نفسيا وتضع خططا لتركه، ولكن حتى عندما تفعل ذلك، فهي ودودة ومفيدة بشكل غير عادي لجيوفاني في عمله .
عندما يبدو أن كل شيء قد انهار ، دون أمل في الشفاء ، زوجته باولا مصممة على تركه. ابنته إيما تحب سفير بولندي في عمر والدها ، ولا يمكن الانتهاء من بدء الفيلم بسبب التبخر المفاجئ للتمويل وقد أعطى الممولون الجدد موافقتهم . بعد دعوته لتناول الغداء من قبل السفير البولندي الذي على وشك أن يصبح صهره ، يفاجئ جيوفاني عائلته وطاقمه ومنتجيه الكوريين الجنوبيين الجدد - انفتاحا على سينما "أخرى" ، لكنه قادر تماما على التوافق مع سينما أوروبا القديمة - بإخبارهم أنه يريد نهاية أخرى لفيلمه : لن يشنق البطل( إنيو نفسه) كما مكتوب في الرواية ، بعد انحداره وتدهور حالة والذي يعاني من موت قيمه ، يعمل المخرج جيوفاني على نجاته وسوف يعطي الحب فرصة أخرى ( يغير من نص الفيلم ) . هكذا يختتم الفيلم بقصة أخرى ، ليس فقط عكس المقدمات ، ولكن أيضا بعيدا عن الحقيقة التاريخية: الشيوعيون الإيطاليون ، بدلا من الانحياز إلى الشمولية السوفيتية ، يقفون إلى جانب ثورة المجريين الشباب ، وبالتالي يجنبون أنفسهم تجربة التمزق الداخلي والتشرذم .
فيلم ناني موريتي الجاد " شمس المستقبل " عودة الى قوالب وممارسات الأفلام االخمسينات والسبعينيات والأيديولوجيات السياسية ، حقيقة أن بطل الرواية يلعبه ناني موريتي لا يترك مجالا للشك في أن المخرج البالغ من العمر 69 عاما أدخل العديد من عناصر السيرة الذاتية الخاصة به هنا. فيلم قديم الطراز يبحث في الفيلم عن معنى الحب وأيضا في السياسة، حيث يتغير العالم والصناعة بسرعة كبيرة . والفيلم أيضا رسالة حب إلى سينما الأمس. الرسالة واضحة وضوح الشمس: دعونا نأمل جميعا أن تأتي أيام أفضل ، يغرس ناني موريتي كل من فيلمه والفيلم داخل الفيلم بموسيقى مرحة . يشيد ناني موريتي بشكل متناقض إلى حد ما بسينما الأمس. من المفارقات أيضا، إن حب السينما هو بالضبط ما يفتقده هذا الفيلم حول أهمية السينما . يربط موريتي أهمية السينما كفن بعرضه المعتاد للمشاركة اليسارية.
يغازل موريتّي الشيوعية، واقفاً في وجه الستالينية، في نوع من جواب على سيطرة اليمين المتطرف في بلاده إيطاليا .في نهاية المطاف، حكاية الفيلم ، هي مذكرات وأيضا رسالة حب إلى سينما الأمس. الرسالة واضحة ، دعونا نأمل جميعا أن تأتي أيام أفضل . يحكي فيلم " شمس المستقبل " مشرق" قصة كيف سيحول مخرج عجوز يشعر بالمرارة فيلما متشائما للغاية في كل جانب إلى فيلم متفائل وهو حقا مضحك ومؤثر . يطرح الفيلم الكثير من الأسئلة ، ويستكشف الكثير من السبل ويؤدي إلى شيء وفير ، لأنه مهتم بالزوجين اللذين يرفرفان على جناح بطله ، كما هو الحال في الرسالة السياسية للفيلم الذي يصورونه ، بينما في نفس الوقت يسهب في الحديث عن ما يعنيه تصوير فيلم ، مع فواصل موسيقية سحرية للغاية , وفي الخلفية ، يثير الفيلم مسألة الولاء لحزب ما ، حتى لو كان يتعارض مع مثلنا العليا ، فهل يجب أن نستسلم أم يجب أن نجعل الأشياء تحدث؟ وتتغير الإجابة حسب مزاج المخرج.

ما هي نهاية فيلم شمس المستقبل؟

تختلف نهاية فيلم "شمس المستقبل " من إخراج جيوفاني ، اختلافا كبيرا عن النسخة الأصلية من الرواية. بينما في الكتاب يختار بطل الرواية الانتحار ، في الفيلم هناك تطور حين يقترح المخرج في مواصلة النضال من أجل الخلاص. تمثل هذه النهاية رغبة سينما ناني موريتي في الاستمرار في الوجود لمشاهديها. بهذه الطريقة ، يقدم المخرج رسالة أمل ويدعو الجمهور للقتال من أجل أحلامهم بدلا من التخلي عن صعوبات الحياة . والنهاية بأغنيات إيطالية مبهجة وسعيدة ورقصات واحتفالية جميلة. المسيرات الكرنفالية، حيث تسير أفيال السيرك بجوار ملصق تروتسكي الذي يستعرض تحته بالميرو توجلياتي ( زعيم شيوعي إيطالي قاوم فاشية موسوليني ثم هرب إلى موسكو، ثم عاد عام 1944. تخليدا لذكراه أطلق الإتحاد السوفييتي اسمه على مدينة حديثة لصناعة السيارات)! ، جنبًا إلى جنب مع بقية أبطال الفيلم، وانتباه ، ولافتة مكتوب عليها (وداعاً الأتحاد السوفيتي) ، مع العديد من الممثلين الذين لعبوا دور البطولة في أفلام موريتي السابقة. عرض مشحون بدافع انساني ، لكنه يفعل ذلك دون أن يطغى على الصوت، ودون أن يصبح متعاليًا ودون حنين مؤلم من أي نوع، والذي ينتهي به الأمر إلى تحويله إلى مصالحة مضيئة مع جمال الحاضر، (عندما نرقص كل شئ من حولنا يهتز، بينما الراقصات البلغاريات يرقصنً حافيات الاقدام فوق الجمر المشتعل)على أيقاع هذه الاغنية يكون ختام الفيلم ، وترتفع صورة تروتسكي في مسيرة واسعة.
في الختام : ، في سينما موريتي ، وفي هذا الفيلم بالتحديد يفكر المشاهد باستمرار بصوت عال . بالإضافة إلى الجوانب الأيديولوجية والسياسية ، يتعمق المخرج في مخاطر هائلة في الشخصية والعائلية ، ويترك قصته تنمو مع تأملات في مسيرة حياة الزوجين ، والتعايش ، وفقدان الأعصاب من قبل الزوجة " مارغريتا باي" تلك الممثلة العظيمة المنتظمة في أفلامه، تلعب هذا الدور بشكل خيالي، يجمع موريتي في نفس الوقت بين «اضطرابين» في شخصيته الفنية والأيدولوجية، مخرج مثله، وبالطبع هو نفسه: روحه التروتسكية، التحررية، التي ترفض المسار المقصود ل «التقدمي» وكذلك دوره كفرد وزوج وأب و «لاعب كرة». الرحلة التي يأخذها الفيلم مع شخصيته كمخرج ، رجل مرهق لديه أفكار واضحة جدا حول ماهية السينما (التلميحات والتوغلات والإشادة الصغيرة بالأفلام التقليدية) وما هو حال السينما اليوم. وتذكير في بلد يدعى إيطاليا كان فيه ما يقرب من مليوني شخص ينتمون إلى الحزب الشيوعي . أما اليوم، فقد نسيها الشباب ، يريد جيوفاني، المخرج الذي يصنع فيلمًا كل خمس سنوات في أن يقدم فيلمًا عن سنوات الشيوعية. في ذلك الوقت كانت إيطاليا مؤمنة وكانت أسيرة الأيديولوجيات. وكان بالميرو توجلياتي، سكرتير الحزب الشيوعي، غير قادر على إنتقاد السياسة الستالينية وظل مناضلوا الحزب الشيوعي الإيطالي صامتين. صمتهم كان يخفي إحباطا، لأن الأيديولوجيا كانت عقيدة، رغم أن الرغبة في الحرية والنضال الجماعي كانت في قلوب الناس. في سينما المخرج " ناني موريتي " الخاصة - بدلاً من النظر إلى الماضي الجميل لكنه يبحث عن شمس المستقبل، وهو ما يتجه نحو المدينة الفاضلة في خضم زمن الديستوبيا. فيلم عن شخص لا يريد أن يستسلم أو يندم . الفيلم يؤرخ مرحلة من تاريخ الحزب الشيوعي الأيطالي والمعضلة التي يواجهها الحزب الشيوعي الإيطالي ازاء الاستبداد الستاليني حين يستضيف الحزب سيركاً مجرياً في روما خلال انتفاضة المجر، وعليهما أخد موقف أخلاقي وسياسي سريع ممّا يحدث هناك. ومن حينها حاد الحزب عن ولائه للاتحاد السوفييتي ليكون مستقلاً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟