الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراع الثيران من گلكامش الى كرمان

احمد علي قاسم

2024 / 1 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


مسيرات امريكا و صواريخ ايرانية

" هو الذي راى كل شيء فغني بذكره يا بلادي ، وهو الذي خبر جميع الاشياء و افاد من عبرها"

في ملحمة گلكامش ثمة اشارة غريبة ربما لم يلحظها الكثير ، مفادها عن سردية لحقيقة شاهقة تبدو انها تمثل حتمية تاريخية على كون ان ارض بلاد الرافدين هي الموطن الاول لصراع الثيران ، فلا اسبانيا و لا البرتغال و لا جنوب فرنسا هي مواطن صراع الثيران ، بل ان صراع كَلكَامش وإنكيدو اللذين قاتلا الثور السماوي و الذي جاء لينتقم للالهة عشتار بتدمير الأرض وقتل الناس ، هي اول لعبة صراع مع الثيران او بين الثيران ، فبعد ساعات مضنية من المصارعة بين كَلكَامش وانكيدو مع الثور استطاعوا تقول الملحمة انه في النهاية قتل الثور السماوي بعدما دفعوا السيف عميقًا في رقبتهِ، و هكذا بدات حكاية صراع الثيران في وادي الرافدين و استمرت ليومنا هذا بكل رشاقة و لياقة .

الا ان صراع الثيران في زمننا هذا لا يوجد فيه گلكامش النبيل و لا انكيدو المارد القادم من اعماق البراري و السهوب ، بل فيه ثيران مستوردة و مجوقلة جميعهم اتفقوا على نطح العراقيين كلما ارادو ان يبرهنوا عن جدارة قرونهم و قوة نطحاتهم .

الامريكي ، التركي و الايراني بعضهم ينطح بعض بالعراقيين و كل ناطح لديه باقة من التهم الموجهة و الجاهزة و الغريب في الامر ان لكل ثور ناطح جماعة عراقية تهلل فرحاً و تطرب لما تحدث قرون هذه الثيران المقدسة و المبجلة من اثر في دماء العراقيين و تزهق ارواحهم .

العراقي المنطوح الذي مات بقرن مسيرة امريكية او صاروخ بالستي ايراني او قصف تركي ، لا يعترف بفقه الصراع في حلبة اسمها العراق ، و كل حجج و اعذار الثيران الناطحة تتكسر امام حقيقةً الاسئلة الشاهقة …

الثور الامريكي يقصف بكل وقاحة و يستبيح دماء شباب الحشد الشعبي و حاكم اوروك ( بغداد) هو من دون لائحة الترخيص لهذا النطح المشرعن قانونيًا باتفاقية الاطر الاستراتيجية سيئة الصيت ، اما التركي الهجين الهوية فانه ينطح بكل يسر و يمد قرنيه في عنق العراق و لذا يغفو حكام بغداد على أمل ان القرن لن يذبح الرقبة ، بينما الايراني صاحب القرون المقدسة فكل نطحة منه علينا ان نهلل بعدها بالصلاة على محمد وال محمد تكريمًا لما تقدمه من دماء قرابين النصر على الموساد الاسرائيلي الذي يجوب شوارع اربيل كلما كانت طهران بحاجة الى ارسال رسائل لا تقبل التشفير عن كون ثيرانها ذات بائس و قوة اقليمية و قرونها طويلة وقاسية .

الامريكي يقصف
التركي يقصف
الايراني يقصف
والمقصوف هو العراقي فقط بعيدًا عن كل التبريرات السياسية و الاعذار الولائية.

شكرا حكومة الاطار لانكم حافظتهم على الملكية التاريخية في لعبة مصارعة الثيران و اثبتم انها ولدت عراقية و ستبقى كذلك طالما انكم تحكمون بغداد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قيادي بحماس: لن نقبل بهدنة لا تحقق هذا المطلب


.. انتهاء جولة المفاوضات في القاهرة السبت من دون تقدم




.. مظاهرة في جامعة تورنتو الكندية تطالب بوقف حرب غزة ودعما للطل


.. فيضانات مدمرة اجتاحت جنوبي البرازيل وخلفت عشرات القتلى




.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف