الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 29 ـ

آرام كربيت

2024 / 1 / 21
الادب والفن


الرجل والمرأة في يومنا هذا
لم يعد الرجل أو المرأة يلتزمان بأي معايير أو قواعد كما كان سابقًا. إنهما تائهان، يبحث كل واحد عن نفسه في الآخر.
وهذا الأخر مجرد محطة، لم يعد مضمونه مهمًا. إنه قطع تبديل.
لا أعرف ماذا أسميه، ضياع، بحث عن الذات الضائعة، حالة شغف، مغامرة، مرض، عشق للعشق، جنون، البحث عن الحرية في المفتقد، البحث عن الذات، حالة هروب، جوع أو عطش؟
نلاحظ أن العشق المغلف بالجنس تجاوز المرء بأشواط.
لم يعد الإنسان المعاصر، ما بعد النت، مقتنعًا بنفسه ويعمل من أجل نفسه وأنما من أجل إرضاء الآخر. إنه يبحث عن نفسه في الآخر.
يشعر المرء أنهما، أي، المرأة أو الرجل يشعران بعدم الامتلاء، بالفراغ القاتل في داخل الذات.
ولهذا يضع كل واحد منهما تحت أبطه عدد كبير من العشاق أو الحظايا، وكل واحد لديه احتياط كامل متكامل من أجل التبديل أثناء الاستراحة.
إنهما يخافان من وحش الفراغ والحرمان.

الدولة دون اقتصاد وطني ليست دولة
من أجل تعويم الاقتصاد وفصله عن الدولة وإضعاف أدائها حول الامر إلى مجرد ضرائب. تم ويتم استنزاف الدولة عبر تجريدها من أهم ميزة لديها وهو الاقتصاد الذي يجب أن يكون ركنا اساسيا من اركان الدولة.
إن اللعب على ثوابت الدولة سيمزقها من الداخل على المدى الطويل وستنفجر، وسيؤدي إلى الفاشية.
بالتأكيد في المرحلة الأمبريالية، أي قبل مئة وخمسين سنة تم خلخلة الدولة، ويجري دفعها إلى الضياع كل يوم بقوة القوى القائمة التي لا يهمها أشيء سوى المال الحف ومراكمة الثروات.
كنّا نتواقع أن نصل إلى الدولة الكونية، لكن الواقع يشير أننا نسير على غير هدى مثل خيول غوغول، الذهاب إلى لا اتجاه ولا هدف.

كسينجر
لم نسمع أي شيء عن حياة كسينجر النفسية؟
ما هي العقد والأمراض النفسية التي استوطنته وسيطرت عليه؟
ما هي الرضات التي تعرض لها في طفولته أو أثناء حضانته أو في حضن أمه، حتى يحمل كل هذا الحقد الدفين على كل ما هو جميل في هذه الحياة.
الا يحتاج هذا السادي المريض النرجسي، الغارق في عبودية ذاته وذات أسياده، أن يعالج في مصح أو في مأخور ما، لكان خفف علينا في حياته الكثير من جرائمه وأمراضه.
لماذا لدى السلطة القوية عبر التاريخ هذا الكم الهائل من المرضى، الساديين المازوخيين، الذين لديهم شغف هائل في أكل قلوب الأطفال والنساء؟
بالمناسبة، هذا الديوث كسينجر، كان من أكبر من المعجبين بديوث الشام حافظ الأسد، لإنهما على مقاس أخلاقي وسادي ومازوخي واحد.
جاء مهزومًا مكسورًا من همجية هتلر ومعه بريجنسكي، لكنهما تحولا إلى كائنين قذرين اسوأ من إتيلا وجنكيزخان.
المظلوميات التاريخية لا تنتج إلا عاهات قميئة، في داخلها رغبة في فناء الإنسان والحياة.

المجتمع المحافظ
المجتعمات المحافظة أو ذات الصبغة التقليدية، ذات المعطى التاريخي الشديد التمركز حول الذات، ذاته، ودون أعلان حرب، يسحق الاستقلال الذاتي لأي مكون آخر مختلف يريد أن يبقى ضمنهم.
ويعلن هذا المجتمع التقليدي عن ذلك في صورة اندماج أو تضامن فوقي، يقرره بناء فوقي، سلطة معنوية أو مادية بشكل قسري لتعزيز أو فرز اصطفافات على مقاسها.
وعمل هذا المجتمع المحافظ على غرس قيمه عبر ضغوط قاهرة وملزمة للجميع الخضوع له بقوة السلطة أن يبقوا ضمن التيار العام.

بلادنا
خلال ستون سنة الماضية لم يكن للإنسان في بلادنا أي موقع أو كلمة سواء بشكل فردي أو جماعي.
كل شيء تمحور حول السلطة وقيمها التي عملت جاهدة على كسر أي تشكيل سياسي لقوى سياسية او تكتل سياسي أو تكتل اجتماعي له تمثيل سياسي أو اجتماعي.
ولم تترك أي هامش ولو كان صغيرًا ليدخل النور من خلاله على البقع المضيئة الآخرى للحياة.
فهذه السلطة الرعاعية لها كتابها، مثقفيها، ناسها وجمهورها الذي شكلته على مقاسها السلطوي.
جمهور رعاع، هامشيون، مرتزقة، انتهازيون. باختصار، حاولت تفكيك أي تماسك اجتماعي لا يكون تحت إشرافها.
موضوعيًا في هذه الأيام، لا يوجد حسب اعتقادي أن هناك أي شيء يمكن أن يخسره المرء في بلدنا بعد أن حولته هذه السلطة إلى مجرد حشرة نافقة.
والمعذرة من ذكر هذه الكلمة الأخيرة لأنني استخدمتها في السياق السياسي.

الجريمة منشأها السلطة
لا توجد جريمة منظمة عبر التاريخ البشري بمعزل عن السلطة كقوة مسيطرة على المجتمع تمتلك العنف المجرد، وتمارسه على الشرائح العاجزة.
ففي التقييم، بين الشرطي والمجرم، أنهما بنية، أرى أن الأول هو السبب الحقيقي لسقوط الثاني، ودفعه للاغتراب والتشيؤ والتغييب.
لا يمكن للمرء أن يذهب إلى الجريمة لولا الشروط السياسية الاجتماعية المهيئة التي تدفعه إلى الخطأ.
الجريمة كامنة في السلطة، بيضة مركونة تحتها، تفرخ الجريمة والاضطهاد والقهر والقمر المنظم، وتنشره ليصيب الجميع دون استثناء.

المرأة ليست فتنة
اتهموا المرأة بالفنتة والخداع والكيد، عزلوها عن المجتمع، ودمروا كيانها بناءها النفسي كإنسان، وأم وأخت وزوجة.
واصبغوا على أنفسهم صفات ليست منهم، كالبراءة والصدق والطيبة.
نسي الرجال أنهم أصل فتنة المرأة، والسبب الأكبر في إغراءها، ودفعها نحو الخطأ.
ولنتذكر أن هذه الحضارة صنعها الرجال، ومن أهم صفاتها الحرب والقتل والاستغلال والكذب.

الوعي شقاء
الوعي هو المدخل الأول للتدجين والخضوع، وعي الإنسان لنفسه بالقدر الذي ينفعه يضره.
الوعي شقاء يمنحنا المعرفة والانفصال عن الذات، ويدفعنا إلى الغربة،

هناك ظاهرة خطيرة تحدث في أيامنا هي كراهية الغرب عمومًا.
هل نكره الغرب حقيقة، أي غرب: السياسي، الدولة، المجتمع، الفرد العادي؟
المشكلة أن المفاهيم تميل إلى التعميم فيضيع الحابل بالنابل.
البعض القادم إلى الغرب كلاجئ تراه مملوءًا بالحقد والكراهية على هذا الغرب، فيذهب بحقده إلى كراهية الإنسان العادي، ربما يكون لعب كرة قدم أو مدرسًا، أو قسيسًا أو عاملًا، وربما يكون نصيرًا للقضايا الإنسانية والعربية والإسلامية، فيتم ذبحه دون خجل أو عيب أو حرا أو شفقة، يقتل لدم بارد وبضمير مرتاح.
الدوافع العاطفية القائمة على الحقد والانتقام والكراهية للناس العاديين جريمة بكل المقاييس، على سبيل المثال تم قتل سويديين قبل اشهر في بلجيكا ذهبا لمشاهدة مباراة هنا، قتلا لأن أحد العراقيين حرق القرآن.
في هذه الحالة تتحول قضيتك السياسية إلى قضية جنائية بشعة، وسيتم إدانتك كإنسان، سيتم تجريدك من كونك إنسان طبيعي إلى كائن لا اعتبار لك ولا صفة، صفتك الوحيدة، أنت مجرم
ستصبح بشعًا محتقرًا، مكروهًا من أغلب الناس، لهذا عليك أن تفكر بمصير أبناء جلدتك، سمعتك وسمعتهم، ستتحول إلى محرقة وتأخذ معك الناس من دينك أو قوميتك، ومن وطنك الأصلي بجريرة سلوكك المشين.
دع العقلاء من أبناء وطنك يعمل بالعقل لمحاججة القضايا السياسية بالعقل السياسي السياسي المجرد.

في الجيش
في الجيش، في فترة دورة الأغرار تم فرزي إلى إدارة الأشغال العسكرية في دمشق بالقرب من إدارة الجمارك.
كنت في الثانية والعشرين من عمري، وكنت أعمل في شركة الرصافة قبل الخدمة الإجبارية.
كنّا بحدود خمسة وأربعين فنيًا من سوريا كلها.
كان الطعام كثيرًا، لدى كل واحد عشر أطباق من البيض، والكثير الكثير من الفواكه، والغذاء كان وافرًا، وبالرغم من هذا كان هناك سرقة من القائمين على الخدمة، هذا كان منتصف العام 1981.
كنّا من جميع المحافظات في سوريا، ومهجعنا كان من البلور القابع على الجبل في منطقة أو ضاحية صحنايا التابعة لريف دمشق.
وكان هناك بلوكوزات، نصف حفرة داخل الجبل، يضع الجندي فيها سريره وعدة الحرب، البارودة والخوذة والثياب والبوط، وفيه مصباح كهربائي.
تعارفنا، نحن الشباب الصغار على بعضنا بسرعة، وكنّا نسهر ونضحك ونلعب كرة القدم أو الورق أو نتنزه بين الأشجار وأحيانًا كنا ننتظر القطار الخشبي القديم، اعتقد أن قدمه يعود إلى الحرب العالمية الأولى، يأتي قادمًا من الأردن ويتجه نحو محطة الحجاز في دمشق، يسير بدخانه وصفيره وركابه وبطء سرعته.
وكان هناك قسم اجنود يذهب إلى مدينة دمشق يبقى هناك ليلة كاملة وفي الصباح يأتي إلى الثكنة.
قال لي زملائي مرات كثيرة:
ـ تعال معنا إلى الشام يا آرام، لماذا تبقى وحدك في المهجع أو مع البعض من الزملاء؟
ـ ليس لدي أهل في دمشق، ولا أحب أن اتطفل على أي إنسان.
المهم، قلت سأجرب اليوم الذهاب مع سيارة المبيت، مثلي مثل زملائي إلى مدينة دمشق.
ركبنا السيارة العسكرية الزيل، روسية الصنع وسرنا على بركة الله، عند الحاجز طلبوا من العساكر ورقة الخروج من الثكنة، ورقة أذن، وكل واحد ليس لديه أذن ينزل.
كنت أول النازلين، ضربوني وحلقوا شعري مع الذين مثلي. قلت في نفسي:
ـ الحظ السيء لا يخطئ، أول مرة أنزل مبيت، وتعرضت للضرب والإهانة، طبعًا الإهانة جزء من سياسة الوطن.
والحظ قانون علمني، هو الصدفة، بمعنى أن صاحب هذه الصدفة دائما يقع في المجال السلبي لوجوده على هذه الأرض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف


.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس




.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في


.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب




.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_