الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رضوان أفندي قصيدة تصرخ باسم الكادحين

محمد نور الدين بن خديجة

2024 / 1 / 21
الادب والفن


ــــ رضوان أفندي قصيدة تصرخ باسم الكادحين ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ محمد نور الدين بن خديجة







... واحد من رواد القصيدة الزجلية المغربية الحديثة إلى جانب كل من الفقيد عبد الله الودان وأحمد لمسيح .. ولد سنة 1956 بالدار البيضاء المدينة العمالية الغول والتي انصهرت فيها كل قبائل المغرب و عجنت فيها كل مميزات الثقافة المغربية بمختلف مكوناتها الإثنية على أساس أرضية عيش مشترك الكدح والشقاء والاستغلال من جهة والثراء الفاحش والتسلط من جهة أخرى ... في هذا الفضاء المتناقض سيفتح عينيه على وسعهما ليلتقط صور المتناقضات الاجتماعية الصارخة .. وسيتفتح ذهنه بوسع حجم مأساوية مخلفات هذا التناقض بل ويعيش حدته مع انفجار هذا الحنق الشعبي وهو طفل في انتفاض 23 مارس 1965 ودموية هذا الانفجار ... أكيد هذا سيكون عاملا من عوامل بناء شخصية رضوان كزجال ومسرحي وسيؤسس لقناعاته واختياراته وانحيازه لطبقة الكادحين والمستضعفين الذين تطحنهم ماكينة الاستغلال الرأسمالي وتذروهم آلة الدولة الجهنمية خادمة التحالف الطبقي المسيطر إذا ما فكروا في الاحتجاج أو الانتفاض .
سيشتغل رضوان بمسرح الهواة أولا وسيساهم كممثل في فيلم ـــ ليام آليام لمحمد المعنوني ـــ غير أنه سيتألق كزجال خلال السبعينات من خلال مدرجات الجامعة إلى جانب عبد الله الودان وأحمد لمسيح ليشكلوا ظاهرة شعرية زجلية حديثة في وقت كانت النخبة المثقفة الحديثة تستهجن المقول الشعبي والزجل منه خصوصا ولا تعتبره أدبا يستحق الاهتمام ..رغم تجدره العميق في تربة الشعب المغربي انطلاقا من رباعيات عبد الرحمان المجذوب وشعر الملحون وغيره ... هذه النخب ليبيرالية كانت أو من النخب المحافظة كانت تنأى عن كل فن شعبي بل وتعتبره منحطا .. وإن تعاملت معه فمن منطلق تمييعه وحصره في اللهو أو ـــ القصارة ــ كما حدث مع العيطة في ارتباطها بالقياد المخزنيين .
قلنا أن هذا الجيل الحديث الذي فتح عينيه على حدة الصراع الطبقي بالمغرب سينحاز في صراعه فنيا وثقافيا إلى مفردات الشعب وفنونه وثقافته وسيعيد صياغتها لتصبح في صلب التحول الحداثي وكذلك لتصبح أداة مقاومة في يد هؤلاء الكادحين ... هذا ما سيدفع بأحمد لمسيح بأن يغير مساره من شاعر يكتب القصيدة العربية الحديثة إلى شاعر زجال يكتب بلغة الشعب .
قلنا بأن هذه المجموعة ستتألق من خلال الجامعة التي كانت قلعة لليسار المغربي والتي كانت المنفذ المهم للثقافة الحديثة واليسارية على الخصوص ومن خلالها برزت العديد من الأسماء المثقفة والفنية المثيرة للجدل . وقد كانت السمة التأسيسة والمبررة تاريخيا سمة الاحتجاج على الاوضاع السياسية بالبلاد وكذا الاجتماعية فطغت النبرة التحريضية ولكن دون إسفاف ولا أسقاط لفنية التجربة وتمايزها .فكانت أشعارهم تصل عبر الكاسيط وتتداول من يد ليد بل تعتبر تهمة تظاف لمحجوزات الشرطة أثناء اعتقالهم للمناضلين اليساريين .
أصدر رضوان أفنذي ديوان المعطي , ديوان : ــ كيد السكات ــ وأثارت تجربته فنانين موسيقيين فلحنوا بعضا من أشعاره كما هو الحال مع الفنان سعيد المغربي وفرقة حنظلة وفتاح النكادي ومجموعة النورس .
رضوان أفنذي سيطور تجربته فيما بعد لكن دون أن يتنكر لمنطلقاته المنحازة والملتزمة وستبقى أشعاره تنهل من الواقع الملموس بكل تناقضاته حيث سيلتقط صور الكدح والشقاء من خلال المشردين والمنبودين والمعطلين والخادمات ...كما سيعري الانتهازيين ومافيا الانتخابات وناهبي المال العام و...وغيرهم من الكائنات الطفيلية ,,, إن مانرصده في تجربة رضوان أنها تجربة زجلية حديثة التزمت بالمنحى الواقعي المحرض على استعمال العقل من أجل الفعل وليس الانفعال العاطفي المخدرللوعي . وهذه تجربة أصبحت ناذرة مع الجيل اللاحق ربما يمثلها حاليا الزجال المتألق بوجمعة الصنعاوي وعبد اللطيف البطل وعبد الرحمان سمتور ونور الدين بنخديجة ... وفي الاتجاه الآخر سيتألق الشاعر أحمد لمسيح مطورا تجربته استنادا لتطور التجربة االشعرية العربية الحديثة وترامي ضفافها من تجريد وسوريالية وغموض في الصور والاستعارت وسيمشي على منواله العديد من الزجاليين ..
... يبقى رضوان أفندي مدرسة زجلية حديثة متميزة في حد ذاتها .. تصوغ صورها واستعاراتها من الواقع المغربي المعاش غالبا بنفس حكائي ربما من تأثير تجربة العمل المسرحي وكأنه يقدم لك لقطة سينمائية أو مشهدا مسرحيا واقعيا دون مبالغة لغوية تضبب على المعنى وتغمضه صور قد تبدو مألوفة لكن رضوان يعيد تغريبها ليكتشف المتلقي المعنى الخفي بإرادة الاديولوجيا المزيفة لواقع الاستغلال حتى يتمكن من إعادة بناء الصورة بوعي وإعادة طرح السؤال عما يشاهده حوله من وقائع بوضوح ودون استلاب ووعي زائف بل بيقطة ونباهة وبناء حس طبقي يعيد اكتشاف ما كان يظنه أمرا طبيعيا وعاديا أو قدرا من عند الله إلى اعتباره واقعا من صنع الانسان وعليه بالتالي العمل على تفسيره عقلانيا بل وتغييره .
طبعا الشعر لايحدث ثورة في الشارع ولكنه يحدث ثورة في العقول والأفئدة بل إعادة تربية ذوق سليم وحس متيقظ تواق للجمال ضد القبح والتحرر ضدا على الاستعباد . وهنا تكون القصيدة تلامس وعي الناس العاديين وكذا النخبة .. لإنها تنطلق من الواقع وليس من المجرد ... الم يقل الشاعرالاسباني الكبير لوركا أن :ــ القصيدة كائن يمشي في الشارع ـــ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قصائد لرضوان افندي
محمد نور الدين بن خديجة ( 2024 / 1 / 21 - 17:49 )
https://www.youtube.com/watch?v=roQ67lnHvdA&t=102s



https://www.youtube.com/watch?v=wkTbf7lZ7Pk



https://www.youtube.com/watch?v=O_jAxd3bEAo


https://www.youtube.com/watch?v=roQ67lnHvdA&t=102s


2 - بين الحياة والموت
محمد نور الدين بن خديجة ( 2024 / 2 / 1 - 01:09 )

https://www.youtube.com/watch?v=pBvncH_bmDs

اخر الافلام

.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس