الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصيدة من الماضي للمستقبل :

عزيز الخزرجي

2024 / 1 / 21
الادب والفن


قصيدة من الماضي للمستقبل:
كتبتها حين تيقّنت أنّ قضيّتي مع قصّة حُبي لا نتيجة و لا طائل منها في بلد آلنّفاق و العهر ..
فحاولت تركه .. لكنه لم يتركني .. أو أنساه فلم ينساني .. لأنه قدري و منشأ حُبيّ و موطن أجدادي و رفاق دربي الأحبة الذين قتلهم الحاقدون على الحُب و الحياة و ما زالوا يفعلون بلا رحمة لأنهم لا يؤمنون بآلغيب بل بآلنقد!
لكنني كتبتها رغم آلألم و الجوى .. قصيدة كونيّة رائعة لم تكتمل فصولها .. بعد ما بكيتُ لساعاتٍ رقّت الملائكة لأنيني حتى أخذ الدّوار رأسي .. محتضناً كل أقداري و كأنّي مشدوهٌ في عالم الغيب ..
ثمّ قلت بلا مقدمات :

ألحُبّ ليس رواية شرقيةً
بختامها يتزوج الأبطالُ...
لكنه الإبحارُ دون سفينةٍ
و شعورنا أنّ الوصالَ محال
هو أن تظلَّ على الأصابع رعشةٌ
و على الشفاه المُطبقاتِ سؤالُ
هو جدولُ الأحزان في أعماقنا
هو قسمة المغلوب في بلد الفجور
تنمو كرومٌ حوله, وغلالُ ...
هو هذه الأزماتُ تسحقنا معاً
فنموت نحنُ ... وتزهر الآمالُ
هو أن نثور لأيّ شيء تافه
هو يأسنا... هو شكّنا القتّالُ
هو هذه الكفّ التي تغتالُنا
و نقبّلُ الكفَّ التي تغتالُ ...

ثمّ غادرت العراق في صباح بلا دليل و قلب .. و يمّمت وجهي بأرض الله الواسعة .. حتى عبرتُ البلاد و القارات أبحث في وجوه الغرباء عنها .. و بقيتُ وحيداً .. حزيناً
و ما زلت غريب أجول و أصول البلاد ..
و لا أدري أين سترسو سفينة العمر!؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و بقيت .. أجوب الفيافي و أسأل .. لكن بلا جواب :
و مَ،ن يقدر ألإجابة على أسئلة القدر و القضاء!؟

و أتيتُ أسـأل شيخـيَّ مُستفتـياً ..
ما حكم من سرق الفـؤاد و هاجـرا ؟❤️
قد كان يعلم أني أهوى قربه ..
ما كـان حبـيّ ذاك هـشاً عابــراً !
أَ يَحـِلّ أن يسـرق فـؤاد خليله ..
مُتناسياً ترك الهوى و مغـادراً ؟
فأجـابه الشيـخ الوقور ببسمةٍ وعيـناه ..
تـذرف دمعهـا عبر الخـدود تناثـراً
إن القلوب إذا تنافر ودّها ..
مثل الزجاجة كسرها لا يُجبر ..
و إذا هـوت وتـآلفـت ..
طارت من آلأفراح كوناً آخرا
و أطـال في العمر مداه و أكثرا ..
لكن قلبـي لا يزال مُتعبٌ و مهاجرٌ لا شاطئ يرسو ولا أرض تطأ ..
فبقيت أرنو للسماء .. للطيور ..
و بكيت على سرب القطا اذ مررّن بي ..
فقُلتُ و مثلي بالبُكاء جَديرُ ..
أَ سِرْبَ القَطا هَل من مُعيرٍ جَناحَهُ
لعلّي إلى من قَد هَوِيتُ أطيرُ
و أي قطاة لم تعرني جناحها
فعاشَتْ بضَيرٍ والجَناحُ كَسِيرُ
و إلاّ فَمَنْ هذا يُؤدِّي تَحِيّةً
فأشكره إنّ المحب شكور ..

وأتـيتُ أسأل شيخـيّ مستفتيـاً ..
ما حُكم من سرق الفـؤاد وهاجـرا ؟!
فأجـابه الشيخ الوقـور بفـطـنـة ..
كل القلـوب من الهـوى تتفطرا
ما جئـت تسـأل يا فتى إلا الـذي ..
كتـم الهـوى في قلبـه فتشطـرا
فاصبـر لعـلّ الله يحـدث أمـره ..
وتكـون عند الله شيـخـا صـابـرا ..

وأتيتُ أسأل شيخيَّ مستفتيـاً .. ما حـُكم من سرق الفـؤاد وهاجـرا ؟!
فأجـابه الشيـخ الفـقيـه بحكمـة ..
من بعد أن فحـص الأمـور وفكـرا :
عن كل يـوم في التنائـي قـبلـة
تهـوي على خد الـذي قد غـادرا ..

وأتيت أسـأل شيخـيّ مستفتيـاً .. ما حكم من سرق الفـؤاد وهاجـرا ؟!
فأجـابه الشيـخ الوقـور بفطنـة ..
هو حـده أن يستـتـاب فـإذ يكـن
فهـذاك سقـم لا الحبيـب بمـا أرى !

وأتيت أسـأل شيخـيَّ مستفتيـا .. ما حكم من سرق الفـؤاد وهاجـرا ؟!
الذي سـرق الفـؤاد فحـده ..
سجـن بقـلبـك والجـروح قصـاص ..

وأتيت أسـأل شيخـيَّ مستفتيـاً .. ما حكم من سرق الفـؤاد وهاجـرا ؟!
فأجـابه لا قـطع فيـه لأنـه ..
دون النصـاب وما لـه حـرز يـرى
أخـرجتـه من حـرزه في حـبـه ..
وطفقـت تشـكو بعد ذلك ما جـرى ..

و أتيت أسـأل شيخيَّ مستفتيـاً .. ما حدّ من سرق الفـؤاد و هاجـرا ؟!
الشيخ أعيـاه السـؤال و لم يجـب .. مستسلماً
تـرك المنصـة و استـدار و غـادرا 💔








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إغماء بنت ونيس فى عزاء والدتها.. الفنانة ريم أحمد تسقط


.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش




.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان


.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي




.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح