الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيكولوجية الحرب فى السودان من وراءها؟ ما هى أهدافها؟ و من المستفيد منها؟.

عبير سويكت

2024 / 1 / 22
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


عبير المجمر (سويكت).

ضغوطات الحرب و تحول المواقف اللاإرادي من الضغط على النواجذ على مطلب المدنية و التحول الديمقراطي لمطلب الأمن فقط.

مع غياب التدخل الدولي لوقف الحرب و إسكات صوت البندقية و تباطؤ المنظمات الانسانية يظهر خيار المنقذ الخبير الدولى " تقدم" و برنامج الأمر الواقع فى اديس ابابا.

يُقال ان خير الكلام ما قل و دل . و عليه ما لزم توضيحه بناءا على المتابعة و الرصد، و إعادة قراءة المشهد السوداني، مع الأخذ فى الاعتبار التطورات و التسلسل التاريخي للأحداث ما قبل و بعد ثورة ديسمبر السودانية، يبدو ان هذه الحرب فى السودان تحتاج لإعادة قراءة و التفكير حول اسئلة لابد منها مثل : من يقف وراء هذه الحرب حقيقة ؟ و من المستفيد من استمرارية هذه الحرب ؟ و ما هى الدوافع الحقيقة و أهداف هذه الحرب؟.
بدءًا منذ اندلاع هذه الحرب بدأ واضحا تغيير محورى فى مواقف شريحة سودانية كانت ما قبل الحرب تعض بالنواجذ على مطلب المدنية و التحول الديمقراطي و الان بعد ما ذاقته من مرارة الحرب من تشريد و تجويع و تعطيش و اغتصاب و حرمان و مرض و قصف مدفعى مستمر و احتلال منازل و سلب و نهب للممتلكات تحول موقف بعض السودانيين من المطالبة بدولة مدنية و تحول ديمقراطي لمطلب الأمن فقط، و هذا تحول فى المواقف و تنازل عن المطالب تحت ضغوطات الحرب النفسية، ثم مع استمرار الحرب و اشتدادها تم تضييق الخناق على الشريحة الشبابية الثورية بالاعتقالات و التخويف و الترويع و التشريد و العزل المجتمعي، حتى تقتل فيها روح الثورة و تفقد الأمل و تكسر شوكتها.
و عليه من يقف وراء هذه الحرب هى جهات متعددة و شركاء فى الداخل و الخارج مستفيدين من تاثير الحرب السلبي على النفسية السودانية، تعمدوا إدخال السودانيين فى تجربة صعبة يذقون فيها شتى أنواع العذاب من نزوح قسرى و لجوء و تشرد و تجويع و تعطيش و اغتصاب و قتل حتى تضعف حالتهم النفسية و الجسدية و يتم إقناعهم بأن ما يحتاجونه حقًا هو الأمن و ليس المدنية و لا الديمقراطية. و للاسف حتى على الصعيد الدولي هناك من هم على قناعة تامة ان دول العالم الثالث يكفيها قبضة امنية مع توفير بعض أوليات المعيشة، و ان هذه الدول غير مؤهلة لتشكيل انظمة ديمقراطية و مدنية. و لكن نسى البعض و تناسى ان لكل بلد خاصيته و ميزته و الحكم بطريقة التعميم يقود الى خطا فى التحليل و التشخيص، يبدو ان البعض اخطأ فى قرأت السودان و المشهد السوداني، و نشأت السودان و تاريخه، و صولاته و جولاته الثورية، فكما عاش السودان فى ظل الانظمة الاستبدادية تمكن من ان يخوض ممارسة مدنية ديمقراطية. كما يمتاز السودان بثقافة مدنية و وعى سياسي و مدنى، ولديه منظمومة مجتمع مدنى متماسكة و احزاب مختلفة و متنوعة، و مدارس سياسية، كل له ادبياته و آلياته و وسائله النضالية و تجربته، السودان لديه الثقافة النقابية التى كانت و ما زالت لها اثر و تاثير فى الحركة الجماهيرية. كما ان السودان له تاريخ ثورى و نضالى يتذكره دومًا و يحرك مشاعره، و يحكيه لأجياله، تلك الصولات و الجولات و ثورات جماهيرية انقلابات و ديمقراطيات و تاريخ حافل بالكفاح تعكسه صفحات التاريخ السوداني و لحن و اغانى خالدة راسخة فى الوجدان السوداني بمثابة إرث للأجيال المتتالية . إذن ليس من السهل السيطرة على الإرادة السودانية و تحويلها من مطلب مدنى ديمقراطي لمطلب أمنى و تقزيمها بتأثير ضغوطات آلية الحرب، لا. فسرعان ما يفيق المارد بداخلهم.

يبدو كذلك من خلال قراءة المشهد السوداني ان من يقفون خلف الحرب وضعوا خيارات عدة لا تختصر فقط من تحويل مطلب الشعب من مطلب ثورى مدنى ديمقراطي و تقزيمه فى مطلب أمني تحت وطأة الحرب و ضغوطاتها ، و لكن هناك خيار أخر إذا لم ينجح الأول يكون الخيار الثانى متمثل فى "المنقذ الخبير الدولي" و إعلان "تقدم" بأديس ابابا لفرض حكومة أمر واقع جاهزة مفصلة و مخيطة مع برنامج محضر مسبقا دون إجماع وطنى سوداني و هكذا يوضع السودانيين أمام الأمر الواقع.
و السؤال الأهم الذي يطرحه السودانيين: لماذا يتفرج العالم الدولي على أزمة السودان و حربه الطاحنة و الوضع الانساني الحرج و لا يتحرك؟ لماذا؟هل تحركه مشروط او مربوط بشئ ما؟هل حسم الحرب يكون تكتيكيا مرتبطاً بفرض حل سياسي متمثل فى اشخاص و برنامج معين؟.

نواصل للحديث بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس


.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب




.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا


.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في




.. الشرطة تمنع متظاهرين من الوصول إلى تقسيم في تركيا.. ما القصة