الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفيتو الاميركي حاضر لمنع انفاذ قرار محكمة العدل الدولية

محمد زهدي شاهين

2024 / 1 / 22
حقوق الانسان


تعتبر الدعوى القضائية الاستعجالية التي رفعتها جنوب إفريقيا الى محكمة العدل الدولية في لاهاي ضد الاحتلال الاسرائيلي انتصارا سياسيا كبيرا، فهذه هي المرة الأولى منذ عام ١٩٤٨م يمثل الاحتلال كمدعى عليه أمام هذه المحكمة الدولية، وهو يقف اليوم كمتهم ليحاكم على جريمة الإبادة الجماعية التي يمارسها لغاية هذه اللحظة بشكل ممنهج في قطاع غزة، هذا عدا عن الحرب الشعواء التي يمارسها في الضفة الغربية، اسرائيل افلتت من العقاب طوال هذه السنوات على الرغم من تعدد جرائمها التي ارتكبت بحق ابناء الشعب الفلسطيني. اليوم خسرت اسرائيل في محكمة الرأي العام واصبح يشار إليها بالبنان بأنها دولة فصل عنصري تمارس ارهاب الدولة على شعب اعزل.
أما فيما يتعلق بالدعوى القضائية المرفوعة فقد اشاد الكثير من السياسيين وخبراء القانون الدولي بالملف القانوني القوي الذي قدمته جنوب إفريقيا لمحكمة العدل الدولية، التي تتهم فيه الاحتلال الاسرائيلي بارتكابه جرائم إبادة جماعية وممنهجة في قطاع غزة، ومن الوارد جدا بأن تربح جنوب إفريقيا القضية المرفوعة بإدانة المدعى عليه، فهل ستمتثل دولة الاحتلال من تلقاء نفسها لحكم المحكمة أم أنها تعتبر نفسها فوق القانون والنظام العالمي كما اعتادت، نحن نجد هنا بأن نتنياهو قد استبق الاحداث و صرح بأنه لن توقفه محكمة لاهاي المنافقة على حد زعمه أو أي جهة اخرى عن تحقيق اهدافه.
من الناحية القانونية تعتبر أحكام محكمة العدل الدّولية مُلزمة للأطراف، ولكنها لا تملك سلطة تنفيذ القرارات، وفي حال لم يلتزم الطرف المدعى عليه تلقائيا يتوجب عند ذلك التوجه إلى مجلس الأمن الدّولي بوصفه جهاز إنفاذ قرارات الأمم المتحدة؛ لإصدار قرار بتنفيذ الحكم الصادر بعد اخضاع هذا القرار للتصويت وفق النظام المتبع في هذه المنظمة الدولية، ما يعني احتمال نقضه عن طريق حق النقض الفيتو، فهل ستستخدم احدى الدول دائمة العضوية حق النقض الفيتو لمنع انفاذ هذا القرار؛ كي لا يتم فرض عقوبات على اسرائيل، ونحن نقصد هنا الولايات المتحدة الأمريكية، أم انها ستقف وتحترم الحكم الصادر، وتعمل على انفاذه؟ علما بأن هذه الحالة مستبعدة تماما لكون الولايات المتحدة الأمريكية ترعى وتحمي المصالح الاسرائيلية، وهي من تدير الصراع ولا تعمل على انهائه. ولكن ربما ستمتنع الولايات المتحدة عن استخدام حق النقض الفيتو من باب معاقبة اسرائيل جراء تمرد حكومتها الحالية على السياسة الامريكية، التي صرح اكثر من مسؤول امريكي بأن بايدن فقد ثقته بنتنياهو وبحكومة اليمين المتطرف، وهنا بالذات ستتضح النوايا الحقيقية للولايات المتحدة.
تحت كل الظروف فإن المجتمع الدولي سيكون أمام امتحان صعب في إثبات جديته من عدميته في صدقية ادعائه بحماية حقوق الإنسان، وفي حال صدر حكم المحكمة بالإدانة فإن هذا الأمر سيحيي الآمال من جديد في جدوى المنظومة القانونية والقضائية الدولية.
إن المنظومة الدولية اليوم اصبحت تحت المجهر الأممي لشعوب الأرض، والولايات المتحدة الأمريكية اصبح ينظر إليها بأنها شريكة ومتواطئة مع اسرائيل فيما يجري ، فهي متورطة مع إسرائيل في كل جرائمها، وتقوم بتقديم مختلف انواع الدعم لها، المالي والسياسي والاستخباري والعسكري الذي ما يزال يقدم على وجه السرعة دون الرجوع للكونغرس، من اجل مراجعة صفقات بيع الأسلحة لإسرائيل بحجة حالة الطوارئ والالتزام الامريكي بالمحافظة على أمن إسرائيل، وفي مقابل ذلك فهي تمنع الدول الأخرى من تقديم أي مساعدة فعلية للشعب الفلسطيني، وهذا ما صرحت به منذ السابع من تشرين أول بلسان التهديد والوعيد بأنها سترد على أي دولة تحاول التدخل في الصراع ضد إسرائيل، وهي كما تقدم أنفا كانت وما زالت شريان حياة لإسرائيل ولاستمرارية هجمتها المسعورة. والمتتبع للأحداث يجد بأن سلوك ونهج الولايات المتحدة مطابق تماما لكل تصريحات المسؤولين الأميركيين في مقدمتهم الرئيس بايدن ووزير خارجيته الذي شارك في احدى اجتماعات مجلس الحرب الاسرائيلي "الكابينت".
في حال صدر قرار محكمة العدل الدولية بالإدانة فهذا يعزز من موقف التوجه إليها من اجل رفع وتقديم دعوى قضائية من قبل أي بلد حر يمتلك إرادته السياسية ضد الولايات المتحدة الأمريكية، فهناك الكثير من الدلائل والقرائن والبراهين التي تثبت ادانتها وهي حاضرة في مشهد الأحداث وبقوة، فلولا الولايات المتحدة لما كان لهذا العدوان الغاشم بأن يستمر لغاية هذه اللحظة ضد ابناء شعبنا الفلسطيني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة تنهي أو تعلق التحقيقات بشأن ضلوع موظفي -الأونر


.. أخبار الصباح | حماس تتسلم الرد الإسرائيلي بشأن صفقة الأسرى..




.. ما آخر المواقف الإسرائيلية بشأن صفقة تبادل الأسرى؟


.. لغياب الأدلة.. الأمم المتحدة تغلق قضايا ضد موظفي أونروا




.. اعتقال حاخامات وناشطين في احتجاجات على حدود غزة