الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نتنياهو حماس / حماس نتنياهو

اسماعيل شاكر الرفاعي

2024 / 1 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


تنياهو حماس
او حماس نتنياهو

لا جديد في موقف نتنياهو وهو يرفض حل الدولتين . اذ ان كل تاريخه السياسي هو تاريخ : محاربة كل محاولات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين ، وآخرها اتفاقية اوسلو . فلماذا يتفاجأ السياسيون والإعلاميون العرب من موقفه الاخير الذي صرح فيه بأنه : " لا يسمح بقيام دولة فلسطينية " وهو في هذا القول يرد على الرئيس الأمريكي : وليس على حماس او منظمة التحرير الفلسطينية أو الاردن أو حزب الله او على السعودية أو على : هذه الميليشيا أو تلك وما أكثرها .: فهؤلاء جميعاً يراهم نتنياهو غير مؤهلين للحوار ، ويستحقون الضرب بالقنابل والرصاص ، واستطاع بهذه الاستراتيجية : أن يقنع الرأي العام الاسرائيلي ، وان يكرر فوزه في الانتخابات : وان بخوض حرباً تلو أخرى مع حماس وحزب الله ...

لا يختلف الاعلاميون والمحللون السياسيون الذين شاركوا بالتعليق على موقف نتنياهو ، عن موقف سابقيهم من قيادات المرحلة السابقة الممتدة منذ عام ١٩٤٨ الى اليوم ، وهي مرحلة موشومة بالهزائم وألانكسارات ...

كان شعار المرحلة السابقة الذي رفعه التيار ( القومي ) العربي : عنصرياً ، فاشستياً : يلح على تحرير كل فلسطين ، والقاء جميع سكانها ( ٧ ملايين ) في البحر ، أو دفنهم في رمال الصحارى وهم أحياء . ان الرأي العربي : الرسمي والشعبي متطابق تماماً على ضرورة ذبح السبعة ملايين يهودي واستعادة كامل التراب الفلسطيني منهم . وكانت مذابح الأنظمة العربية لمعارضاتها : ومذابح الأنظمة العربية لمنظمة التحرير الفلسطينية في أيلول الأسود ١٩٧١ ، وفي ما تلاها من مذابح في مخيمات لبنان وسوريا والأردن : أقنع الرأي العام الاسرائيلي بصحة الاستراتيجية النتنياهوية ( وانا هنا استخدمها كرمز ) في التعامل مع العرب والفلسطينيين عن طريق العنف والعنف وحده ، لقد كانت الانقلابات العسكرية التي تدور بياناتها الأولى حول تطهير فلسطين من ( دنس ) اليهود : يرفع من نسبة الرأي العام الاسرائيلي الرافض للحوار مع العرب ، والمؤيد لحل المشاكل العالقة عن طريق الحرب ...

يمثل نتنياهو الذي يتربع على عرش السياسة الاسرائيلية منذ منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة : خلاصة العنف الاسرائيلي ضد العرب : لكن الذي صنعه العرب بانفسهم ، عبر خطابهم الدموي العنيف الموجه للاسرائيليين في الحقبة السابقة الممتدة من سنة ١٩٤٨ الى عملية : طوفان الاقصى ، في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ ) . لم يستطع العرب أن يخرجوا من النص الفقهي الموروث الداعي الى الحرب والحرب وحدها طريقاً إلى حل مشاكل المسلمين مع الخارج . والى حل مشكلة الاستعمار الاستيطاني في فلسطين ، وبهذا لم تدع لغة الفقه الاسلامية العنيفة : طريقاً لاي حل سلمي ، فكانت لغة الفقه التخوينية جاهزة ، ومعها جاهزة رصاصات قتل : كل مَن يسعى إلى إيجاد منفذ للخروج من عنق زجاجة المسألة الفلسطينية المترسبة عن حقبة الاستعمار الاوربي ، واندفاع الأنظمة الرأسمالية إلى الخارج : فتم قتل انور السادات من قبل اليمين العربي الإسلامي ، وقتل اريل شارون من قبل اليمين الاسرائيلي الصهيوني ...

لقد حولت السياسة العربية الرسمية بالتحالف والتضامن الشديد مع الرأي الشعبي العربي العام : حولت نتنياهو إلى رمز للعنف المطلق والأسلوب الحربي المطلق في حل جميع المشاكل العالقة مع العرب والفلسطينيين ، وقد ساعد الفلسطينيون أنفسهم على انتشار هذا الرأي وتجذيره كرمز سياسي في عمق اللاوعي الجمعي الاسرائيلي ، بعد انقلاب حماس عام ٢٠٠٧ على السلطة الفلسطينية التي كانت تمثل وترمز إلى الخط الجديد السلمي الذي منحته اتفاقية اوسلو طابعاً رسمياً ...

وقد ارتفعت نسبة انتشار استراتيجية رفض الحوار مع الفلسطينيين مع بداية تشكل جبهة : المقاومة التي تمكنت من الانتشار عربياً في رفض الحوار مع اسرائيل ومقاومة وجودها عسكريا حتى : تحرير فلسطين ، كل فلسطين وإجلاء سكانها...

هما معاً ، نتنياهو : رمز العنف السياسي ورفض الحوار مع الفلسطينيين ، والمقاومة الاسلامية الفلسطينية ( حماس ) رمز العنف العربي الإسلامي الرافعة لشعار تحرير كامل التراب الفلسطيني ورفض الحوار مع اسرائيل ، إسقطا بوعي كامل ( وربما بتعاون كامل ) اتفاقية السلام في اوسلو ، وكل نشاطهما السياسي المشترك مكرس - على مدى عقدين من الزمان - لتشويه هذه الاتفاقية والتآمر عليها ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تتطور أعين العناكب؟ | المستقبل الآن


.. تحدي الثقة بين محمود ماهر وجلال عمارة ?? | Trust Me




.. اليوم العالمي لحرية الصحافة: الصحافيون في غزة على خط النار


.. التقرير السنوي لحرية الصحافة: منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريق




.. بانتظار رد حماس.. تصريحات إسرائيلية عن الهدنة في غزة