الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكَانُ الإيفوَاري بنُكهَة مَغربية

ادريس الواغيش

2024 / 1 / 22
الادب والفن


بقلم: إدريس الواغيش

أصبحت الديبلوماسية المُستديرة سائدة هذه الأيام في إفريقيا، تعلو ولا شيء يعلى عليها. سواء زارُونا في بلدنا المغرب أو زرناهم في بلدانهم بإفريقيا، تبقى الهَوية المغربية بنُكهتها الإفريقية ثابتة، دائما نفس الانطباعات ونفس الإحساس والشعور. هكذا، ومن دون سابق إشعار أو مقدمات، وبشكل لم يكن منتظرا، أصبح غلاء ثمن الغازوال منسيًّا، والارتفاع الصاروخي لأثمنة الخُضر والفواكه في الأسواق، ومآسي النظام الأساسي الذي عطل مدارسنا المغربية، وأغلق أبوابها بشكل كليّ أو جزئيّ في خبر كان. أطاح الكان الإفريقي بكل شيء، وأخذ المشهد الكرويّ مكانه إلى حين مُرور العاصفة، وهكذا أصبح بقدرة قادر، ثمن "مطيشة اللي تشوف فيها وجهك" بأقل من خمسة دراهم. يا لغَرابة كرة القدم وسحر عُيونها، حتى ملف قضية إسكوبار الصحراء ومن معه من شخصيات مغربية مهمة، تنتمي إلى عالم السياسة والمال والأعمال، وقد كان إلى عهد قريب من أكثر ملفات العدالة سُخونة وتداولا بين الناس، وأسال الكثير من المداد لم يجفّ بعدُ، وتم الترويج له إعلاميا باستسهال، كاد بدوره هو الآخر يختفي، أو يؤجّل ولو إلى حين.
أصبح المؤثرون الاجتماعيون المغاربة في مدينة سان- بيدرو(san- pédro) الإيفوارية، وحدهم هم من يخلق الحدث هناك، ينقلون لنا أجمل التفاصيل وأدقها، رغم تواجد جيش من الصحافيين والإعلاميين الصحافيين الحاضرين هناك على حساب جيوب المواطنين، ويقولون أن العدد قد يتجاوز ال(140).
المؤثرون وحدهم يؤثثون شاشات هواتفنا بجمالية الصور والفيديوهات، وأشكال الحضور في الشوارع وجلسات المقاهي، ويوصلون لنا الأخبار، وإن كنت لا أعرف الكثيرين منهم، بعضهم أشاهده لأول مرة.
لم نر هناك جمعيات مدنية مغربية في ساحل العاج أو من يمثلها من الرؤساء الذين يأخذون الدعم المباشر من خزينة الدولة والغير مباشر من أكثر من جهة، ويفلقون رؤوسنا في كل مناسبة هنا بالمغرب، ولا هيئات اجتماعية أخرى، ولكن رأينا في المقابل مبادرات فردية، تمثلت في شباب مغربي من الإناث والذكور، يتحركون بكل حيوية، ويزرعون الحبّ والصّدق وسحر المغرب في كل مكان: شوارع وأزقة، أحياء فقيرة وأخرى راقية وأسواق شعبية. يرقصون الشعب الإيفواري على أنغام الشعبي المغربي مع نظرائهم في الكوت ديفوار.
يتواصلون مع النساء والأطفال بتلقائية في كل مكان، يقتنون غسالات ملابس أوتوماتيكية للنساء الفقيرات، بشكل يدعو للفخر والاعتزاز بالانتماء، والبعض منهم اقتنى بقرة من سوق للمواشي، ثم وزعوها على دار للأيتام في بادرة فريدة من نوعها، وآخرون يحلقون رؤوس الأطفال الفقراء في الأسواق والحارات الشعبية، ويوزّعون قمصان المغرب برايته الموشّحة بالنّجمة الخماسية الخضراء ولونها الأحمر، وحضور الزليج المغربي بما يحمله من رمزية تاريخية. والأجمل من ذلك، هو امتداد خريطة المغرب فيها، وهي مكتملة تجوب المدرجات في الملعب أو على شاشات الواقع والافتراضي مزهوّة بالصحراء المغربية.
أكثر من ذلك، شاب مغربي يصنع حدثا استثنائيا، جابت صوره قنوات تلفزيونية عبر أرجاء العالم، تمثلت في شابات من الكوت دإيفوار يلبسن القفطان المغربي، ويتوجهن به مجتمعات في كوكب حماسي إلى الملعب من أجل تشجيع المنتخب المغربي، وأعتقد جازما أنه لم تسبق دعاية مماثلة مل التي شاهدناها للقفطان المغربي على بساطتها. شاهدنا كذلك رجال أعمال مغاربة ناجحون، ونساء أعمال مغربيات ناجحات في التجارة وإدارة أعمال في الكوت ديفوار، يقومون مجتمعين بمبادرات إنسانية رائعة، تصب كلها في إعطاء صورة مشرفة للرجل المغربي والمرأة المغربية، وللشعب المغربي في صورة مصغرة، مماثلة لما حدث في مونديال قطر.
والأكيد من دون شك، هو أن المغاربة والمغربيات، هم ملح هذه الدورة بدون منازع، ينشطون جماهير الشعب الإيفواري في المدرجات وخارجها، يدخلون الأسواق والمولات ويشاكونهم الصلوات المساجد، ويبسطون أجنحة الفرح في كل مكان يمرون منه. أصبح المغاربة جزءا من المجتمع الإيفواري على قلتهم، الإحصائيات الرسمية تقول إن المغاربة لا يتجوزون في مجملهم الخمسة آلاف هناك، ولكن الفاعلية تكمن أحيانا في الفاعلية، وليس في العدد. في أقل من أسبوع، أصبح المغاربة حديث السوشل ميديا، وفيديوهاتهم تجوب وسائل الإعلام العالمية. أما وقد ربح المغاربة قلوب الإيفواريين، نرجو أن يكتمل مشهد الفرح برفع كأس الكان إن شاء الله تعالى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح