الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التجربة الصومالية !!

حسن مدبولى

2024 / 1 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


ترأّس الرفيق محمد سياد برى المجلس العسكري الذي جاء إلى السلطة فى الصومال عن طريق انقلاب عسكرى عام 1969م، واعتمد فى حكمه على تطبيق الفلسفة الاشتراكية إلتزاما بالخط السياسى للجهة الخارجية التى ساندته ودعمت وصوله للسلطة،فاستنسخ التجربة الصينية في القطاع الزراعي والبِنى التحتية، وقام بتأميم جميع المصارف والمصانع الأجنبية التي كانت تعمل في البلاد آن ذاك،
كما اعتمد طريقة جديدة لكتابة اللغة الصومالية باستخدام الأحرف اللاتينية بدلا من العربية إبعادا للصومال عن هويته وإنتمائه العربى الإسلامى ،،،
ورغم إدعاءه التقدمية والعلمانية اعتمد نظام سياد برى على النفوذ العشائرى والقبلى فى حكم البلاد معتمدا فى ذلك على بعض الأقليات العرقية ذات التطلعات الإنتهازية ، كما استخدم التناقضات والكراهية الشعبية لتلك الأقليات كإسلوب لتأجيج الصراعات الداخلية لنشر التفرقة وسهولة السيطرة ،،،
في يوليو 1977، قاد الرئيس الصومالى حربا كبرى فى منطقة أوجادين، لضم ذلك الإقليم الذى كانت تسيطر عليه أثيوبيا، سعيا منه لإعادة تكوين الصومال الكبرى،
حيث قام الجيش الوطني الصومالي بغزو أراضى الإقليم واستولى على معظمها ،
لكن الاتحاد السوفييتي الداعم الرئيسى لنظام سياد برى قرر إيقاف دعمه لنظام الجنرال، وتحول إلى دعم النظام الإثيوبى أنذاك ، كما انحازت دول المنظومة الإشتراكية لجانب إثيوبيا، و أرسلت كوبا حوالى خمسة عشر ألفا من الجنود لدعم أثيوبيا فى مواجهة النظام الصومالى !
وبحلول عام 1978، كانت القوات الصومالية قد خسرت جميع المناطق التى إحتلتها ،،
ونتيجة لخسارة الحرب وبعد مواقف المنظومة الاشتراكية المناوئة للصومال، حدثت تحولات دراماتيكية على طبيعة نظام الحكم هناك ، إذ قرر سياد برى التحول من النظام الشيوعى
( أو الإشتراكى) التابع والخاضع للإتحاد السوفيتى، إلى نظام جديد يخضع تماما للولايات المتحدة وأوروبا وينتهج الرأسمالية طريقا للحكم !!
كما شن نظام بري حملة واسعة للقبض على بعض أعضاء الحكومة والمسؤولين العسكريين للاشتباه في مشاركتهم بإنقلاب فاشل عام 1978، حيث واجه معظم المشاركين فى الانقلاب عقوبة الإعدام دون محاكمة، و مع ذلك تمكن العديدون من الفرار إلى الخارج، وتشكيل أول المجموعات المنشقة بهدف إنهاء نظام بري بالقوة.
وبحلول منتصف عقد 1980، انتشرت حركات المقاومة المسلحة التي تدعمها أثيوبيا والإتحاد السوفيتى بكافة أنحاء البلاد. ورد بري باتخاذ تدابير عقابية ضد من كان يدعم تلك الحركات محليا، وخاصة ضد الحركة الوطنية الصومالية (SNM) في المناطق الشمالية، وشملت الحملة العقابية قصف المركز الإداري للمنطقة الشمالية الغربية هرجيسا معقل الحركة الوطنية الصومالية عام 1988. وقاد القصف الجنرال محمد سعيد حرسي مورجان صهر الرئيس سياد بري، والذي لقب بعد ذلك بـ (جزار هرجيسا)، وأسفر القصف عن مقتل حوالى خمسين ألف شخص.
وقد أدت كل تلك الممارسات فى نهاية المطاف إلى الإطاحة بنظام سياد برى عام 1990 بهدف التخلص من الديكتاتورية والإستبداد والتبعية للغرب ،
لكن التدخلات والصراعات الخارجية أدت إلى اندلاع حرب أهلية عام 1991 نتج عنها تفكيك الجيش الصومالي، وإنتشارعدم الإستقرار فى البلاد، الأمر الذى أدى إلى تقسيم الصومال وشرذمته وقيام مايسمى بجمهورية أرض الصومال ( الإنفصالية) التى باعت حق استغلال ميناء بربرة الإستراتيجى على البحر الأحمر لدولة الإمارات، والتى قامت بدورها بإهدائه لأثيوبيا العدو التاريخى لجمهورية الصومال ،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في لندن تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة


.. كاميرا سكاي نيوز عربية تكشف حجم الدمار في بلدة كفرشوبا جنوب




.. نتنياهو أمام قرار مصيري.. اجتياح رفح أو التطبيع مع السعودية


.. الحوثيون يهددون أميركا: أصبحنا قوة إقليمية!! | #التاسعة




.. روسيا تستشرس وزيلينسكي يستغيث.. الباتريوت مفقودة في واشنطن!!