الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فكرة النقابة الجديدة لشغيلة التعليم بالمغرب: الدعوات الصادقة لا بد أن تتحد

سالم بلال

2024 / 1 / 22
الحركة العمالية والنقابية


أبان بروز حراك التعليم، وامتداده ثلاثة أشهر، عدم اقتناع سواد شغيلة التعليم الأعظم بأداء النقابات القائمة. واقترن هذا بشعور عام بالحاجة إلى نقابة توحد الشغيلة التي انتظمت في تنسيقيات في منظمة واحدة تكون مغايرة للنقابات السائدة من ناحية الدفاع الفعلي عن مصلحة رجال التعليم ونسائه باستقلال عن الدولة، أي منظمة لا تكون ملحقة بالوزارة تساعدها في تمرير ما تشاء من إجراءات مضرة بالشغيلة و تلتزم معها الكتمان و السرية حول ما يجري حبكه.
هذه الحاجة الى نقابة جديدة ولدت عدة دعوات من مصادر مختلفة، بعضها أعلن هويته وبعض آخر يطل على الشغيلة في وسائل التواصل الاجتماعي بدون هوية.
وهذا التكرار في الدعوات غير مبرر، لأن وحدة الهدف، أي غاية الوفاء لمصلحة الشغيلة، تتطلب وحدة الدعوة الى النقابة الجديدة. فهل يعبر تعدد الدعوات عن تعدد غايات، وما تلك الغايات؟ إن وجود غايات أخرى غير مصلحة الشغيلة هو ما يمكن أن يبرر تكاثر الدعوات من أطراف مختلفة.
لقد سبق تأسيس العديد من النقابات، بعضها تطور وبعض آخر ظل قزميا، وحتى إسما بلا مسمى، ونوع آخر انقرض. وقد كانت بعض الحالات بإيعاز ودفع من قوى سياسية، غالبا ما تكون غايتها أن تمتلك ما يسمونها "ذراعا نقابيا"، اي أداة تكتسي صبغة نقابة لكن هدفها خلق قاعدة انتخابية، على غرار تأسيس منظمات شباب و أخرى للنساء. وهذا النوع من النقابات يتم التحكم فيه من قبل الحزب لأغراضه الخاصة ما يجعله غير وفي لمصلحة الشغيلة. كما شهدت التجربة التاريخية تأسيس نقابات من قبل أفراد لهم تطلعات شخصية بمقدمتها الترقي الاجتماعي بجعل النقابة وسيلة للتكسب و الحصول على الامتيازات، وحتى المتاجرة بالنضالات.
ليست كل الدعوات لها نفس الغاية. لهذا وجب للدعوات التي تبتغي فعلا مصلحة الشغيلة أن تتحد في دعوة واحدة.
روح المسؤولية الواجبة تقتضي توحيد المبادرة، و العمل على تأسيسها، أي وضع أسس فكرية وبرنامجية لها. وهذه الأسس لن تسقط من السماء بل ستكون ثمرة نقاش واسع في صفوف الشغيلة المعنية. نقاش يقوم على تقييم أداء النقابات السائدة، وتفسير أسباب وصولها الى ما هي فيه من تورط مع الدولة، اي انقلابها من أدوات أُسِّسَت لمقاومة الاستغلال والقهر وانتزاع مكاسب تحسن الاوضاع، إلى أداة بيد الدولة تستعملها لإنزال خططها المضرة بالشغيلة على أعصدة متعددة.
ولهذا تظل الدعوة إلى تأسيس نقابة جدية مشروعة، تستمد كامل مشروعيتها من كون نقابة "الشراكة الاجتماعية" غير صالحة للشغيلة.
إنما يجب صون فكرة النقابة الجيدة من كل تشويه ينال من مصداقيتها، واول تشويه هو تكاثر الدعوات، فليتحمل الجميع مسؤوليته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بأطباق المقلوبة .. طلاب هارفارد ينظمون وقفة احتجاجية من أجل


.. الفيلبين: الحر يغلق المدارس.. والسائقون يضربون احتجاجا على خ




.. البنك المركزي يعلن إجازة البنوك الأسبوع المقبل بمناسبة عيد ا


.. آلاف يتظاهرون في جورجيا احتجاجا على مشروع قانون -العملاء الأ




.. الجزائر.. معلمون يبدأون إضرابا احتجاجا على -مشروع قانون الأ