الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-الكيانية العراقية-متى ستوجد وكيف؟/1

عبدالامير الركابي

2024 / 1 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


من البديهي اعتبار العنوان المعروض بصيغة السؤال اعلاه، من قبيل الخراقة المستفزة استنادا للمتعارف عليه، والمقر الراسخ من مفاهيم تخص الكيانات كما ظلت معتمده على مدى تاريخ الظاهرة المجتمعية، وتبلوراتها، وبالذات وحصرا، فيما يعرف بالعصر الحديث، مع الالة والنهضة الغربيه، وماقد تكرس خلالها من مفاهيم متعلقة بالدول والاوطان والامم، بما قد عد ارفع صورها وممكنات تجليها، وهو ماقد حسم الموقف كليا لصالح الكيانوية "الوطنيه / القومية"، ونموذجها، بصورة قاطعه، فالغى من الحساب او الاعتبار، اية احتمالية تخص الكيانيه وافتراض تعددها نوعا، ما يسقط من الاعتبار بصورة قاطعه، لدرجة الالغاء، اي بحث فيه، او حتى مجرد التفكير بمقاربته افتراضا.
ويقع ماذكر في باب القصورات التي واكبت النهضة الالية/ الحداثية، من دون ملاحظة، لابل ومع الاصرار على اعتبار المنجز الاوربي قمة تقارب الكمال، مع انها بالاحرى انطوت على قدر غير يسير من التوهمية المعرفية، بالذات في مجال ماعد "علم الاجتماع" المعروف باخر العلوم، فضل هذا الحقل من العلم خارج الظاهرة المجتمعية، وعلى حوافها، في حين بنيت والحال هذه، نظريات واعتقادات شمولية وقطعية، لاتمت بصله للحقيقة التاريخيه المجتمعية، ولا للاليات المتحكمه بها ويوجهتها، والغايات والمقاصد الكامنه وراء تفاعليتها.
من ذلك وكاساس فاصل، بقاء قضية الكيانوية المجتمعية بحسب المنظور الغربي، احادية وارضوية ذات صيغة مفردة ووحيده، هذا مع العلم ان الكيانوية الاولى المجتمعية،وجدت في منطقة الابتداء المجتعي الشرق متوسطي، موكولة على مستوى البئية ومفعولها للانهار وقوة فعاليتها، ومستوى ووتيرة تحريكها للاليات المجتمعية، تمثلت في نمطين كيانيين مجتمعيين: المصري النيلي الكيانوي المحلي "الوطني"، وهو الذي يتمتع بما يلزم من الاسباب الانتاجية بعلاقتها بالنهر المؤاتي للعملية الانتاجية، والمتناغم معها فيضانا مع الدورات الزراعية، تضاف لها الحماية الحدودية للشريط النهري، بالصحراء شرقا وغربا، مايؤمن للمكان، من جهة الانسجام المفضي الى تشكل المجتمعية في الدولة، داخل كيانيه محددة هي "احادية دولة"، تقابلها مجتمعية اخرى، لاكيانيه، متعدية للكيانيه المحلية، تقوم تحت فعل نهرين مجافيين مدمرين وعاتيين، مخالفين للدورة الزراعية، يجعلان من عملية الانتاج تقوم على حافة الفناء والتفارق مع الارضوية، وصولا للنزوع الى خارجها ومايقابلها لاارضويا، هذا عدا وطاة الحدود المفتوحة، وماتولده من جنون مبعثه الانصبابات الاقوامية المستمرة باتجاه ارض الخصب من الجبال الجرداء والصحارى، من الشمال والشرق والغرب، نحو ارض الطرد البيئي ونمطيتها النوعية المختلفة كينونة بما هي نمطية "لاارضوية"، التصادم معها محكوم لتوليد حالة "ازدواج" اصطراعي كنمطية، لاتتجلى على الاطلاق "وطنيا"، بل امبراطوريا/ كونيا، محكومة لقانون الدورات والانقطاعاـ، دورة اولى سومرية بابلية ابراهيمه، ودورة ثانيه عباسية قرمطية انتظارية، ودورة اخيرة راهنه هي الثالثة، وتبدا مع القرن السادس عشر من نفس ارض سومر الاولى، هي دورة التحقق النطقي الكتابي.
وتغيب ادراكا مع العجز عن التفريق بين نمطي الكيانيه المشار اليها، حزمة من الحقائق المتصلة باختلافهما النوعي، تشمل اجمالي المنظور المتاح للكائن البشري حتى حينه، من بينها ، وقد يكون من اهمها، مايؤول الى اشكال "التحقق الكياني" الملائم والمتطابق مع كل من النوعين النمطيين، ونحن نعرف بالملاحظة، ان الشكل التحققي الكيانوي "الوطني" يتجسد موكولا الى الملموسات، من مكان جغرافي، ومجموعة بشرية متماثلة، وتاريخ موحد، في حين لم يسبق ـ وهو الامر الطبيعي ـ ان نظر في اشكال تحقق الكيانيه الاخرى، الكونيه، الامر غير الوارد، مادام النمط المنوه عنه غائب عن المقاربة، ماقد جعل من العراق بناء عليه غائبا ولا وجود له على مر تاريخه الاطول بين التواريخ البشرية المجتمعية، فما متاح من مستوى الادراكية العقلية الى اليوم، هو دون مايلزم من اسباب الاحاطة بالنمطية الفوق محليه، مايجعل من هذا الموضع المقابل لبقية اشكال النمطية، غائبا كذات، فالعراق يوجد ويظل حيا تتوالى عليه المراحل والدورات، بلا نطقية دالة على كينونته ونوعه النمطي، في حين يظل ينظر اليه بمنظار غيره الذي هو ادنى منه كينونه وبنية، ومن ثم مكنونات ومآل.
وتطالعنا هنا واحدة من اهم خاصيات وجود الكائن البشرية بعلاقته بذاته وبالوجود، وهو ماقد لوحظ مؤخرا مع الانقلاب الالي وماحفزه من انتباه الى تاخر الكائن البشري عن ادراك المجتمعية كظاهرة، وهو مظر اساس يخص بالاصل علاقة العقل البشري بالمجتمعية، وتفاعله داخلها، وترقية بناء على التفاعلية المشاراليها، فالكائن البشري يظل قاصرا وعاجزا عن مقاربة وادراك الظاهرة المجتمعية ومنطوياتها، الى مابعد الانقلاب الالي، والقصورية التي كانت غالبه لهذه الجهه ابان الطور اليدوي، تستمر مع الالة وساعة انبثاقها، فلايحدث الانقلاب المطلوب لهذه الجهه، الا بعد اكتمال اسباب الظاهرة الالية مجتمعيا، وهو مالايكون واردا عند الابتداء، وان اعتقد الغرب الذي انبجست الاله بين ظهرانيه ذلك.
وهنا بالذات وعند هذه المناسبه، تقع على العراق، الكيانيه اللاكيانيه، والمتعدية لها، وطاة هي الاثقل على المستوى القصوري ونتائجه، فما يتاح من امكانات توفرها الاله، وتسريعها الهائل للديناميات المجتمعية الغربية، مع اصرارها على تكريس نموذجها الكياني، يتحول اليوم عراقيا، الى حالة افنائية، يتشارك فيها ابناء المكان من الملتحقين بالغرب الحديث ومنظوراته، باعتبارهم صدى الحداثة وومايعرف بالتقدم، فاذا بهم وقد غدوا فرعا مساهما في الفبركة الافنائية الغربية للعراق، بينما هم يضعون في صدارة موكبهم عبارة من نوع "الحركة الوطنيه العراقية"، والمقصور الايديلوجيه المنقولة، المكرسه للمفهوم والمسار الاصطراعي الافنائي المتسلط على مكان، هو كينونه ان الاوان لان تفصح عن ذاتها، وتحضر لاسباب خاصة بالاصل بالالة التي هي اذا ماتجاوزنا الاعتقاد الغربي التوهمي المحدود والمتدني ارضويا، لحظة انتقال الى مابعد كيانوية ارضوية "وطنية/ قومية" ودولة/ امه.
ـ يتبع ـ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح