الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


،،أم تركتنا إلى عالم الشيطان!،، قصة قصيرة

حاتم بن رجيبة

2024 / 1 / 22
الادب والفن


،،أم تركتنا إلى عالم الشيطان!،،



يا إلاهي ! ها أنت أمامي لحم ودم، جسد ونظرة وابتسامة! يا إلاهي ما أجملك وما أبدعك!!

ما هذا؟؟؟ آه وألف آه!! هذا كثير، هذا فيضان واكتساح!! كم سأصبر؟ كم سأكبح البهيمة في جوفي وأحشائي؟ سأنهار، سأذوب، سأنفجر!! الرحمة، الشفقة!!! خذوه ! أبعدوه قبل أن أنقض عليه و أنفجر وإياه ! قبل أن أنزل به وبى إلى عالم الجن والشياطين،إلى عالم النار والبهائم واللذة العمياء.

أنا أكرهك! أنا أعبدك! أنا هنا فقط لأجلك! كم أنت جميل!!! ما أروعك! أواه!!! أنت النور، أنت الكمال!

هذين الكتفين المغزولين وذلك الصدر المتغطرس وهذا القد الرباني !! بطنه و ركبتاه وظهره و لا أروع !! إلاه إغريقي وليس بإنسان!! آية و دعوة لنشر الدمار و الشر و الشبق و الفجور !!

منقوش على المرمر. لين ينساب كالماء و صلب كالفولاذ يتعدى الصخر والحيطان. متغطرس كزعيم الآلهة وخالق الكون. حليم كنبي وأم حنون.

لكني أن التي خلقتك، أنا من صنعك، من نحتك وبث الروح فيك. أنت عبدي وملكي كما أنك إلاهي وربي!

الرحمة، الشفقة سأنهار! كم سأقاوم؟؟؟؟ كم سأصمد؟؟

،،مالها تبحلق في هكذا؟؟،، ،،أماه! ما بك؟؟ ها أنت تمطرينني بوميض عينيك العسليتين وتخترق وجداني. أفصحي، ماذا تريدين؟،،

،،بني، آدم! تعال وأجلس بجانب أمك التي لا تعشق إلا سواك! تعبدك كما يعبد الآخرون المسيح و الأفكار،، ،، تعال جالس أمك الحنون وكن رحيما بي وعاملني كطفلة غرة!!،،

كانت بشرا، كانت فردا منا.

كانت من جنود الناموس والأخلاق والفضيلة لتنفصل عنا إلى الأبد!! تركتنا و نزلت إلى العالم الأسفل، إلى الدمار والإجرام. إلى الظلمات والقيء والنتونة.

استلقت عائشة على بطنها ، أخفت نظراتها الحيوانية عن آدم ، إلاهها وسيد أمرها.

فليكن ما سيكون! فليرموا بي إلى الجحيم، إلى النار المستعرة. لا أبالي.

رذيلة؟ أخلاق؟ سحقا وألف سحق!! ما أبدعك! ما أقومك! تعال نرتع من نهر اللذة والآهات، من الإثم والفسوق!

رفعت فستانها إلى فوق العجيزة إلى حزامها لينفرج رفدان فاجران يرتعشان ويرقصان، رفدان أرعشا آدم و أعميانه، أيقضا فيه الحيوان والشيطان. أفرجت عن فرج يستعر نار ولزوجة و آهات و رغبات. يصرخ فجرا وكفرا و عنفا. لا يفقه ناموسا ولا قانونا غير ناموس اللذة والشبق والإشباع.

تملكت عائشة بآدم. استحوذت الأم على الإبن. تملكت الأم الشيطان بآدم الشاب الغر ، اليافع ، المطيع. تلهوفت عليه و ابتلعته. أشبعت رغبات البهيمة وتركتها تصول وتجول في عالم مجنون وشاذ و نتن ، عالم لا يفقه لا رحمة و لاحلم. عالم الأنانية والإثم .

قتلت من خلقته وعبدته. امتصت روحه وكيانه و رمت بما تبقى إلى الكلاب والضباع.

أعادت القتل والذبح والفجر مرات ومرات، مرغت إلاهها وأغرقته في سرادق و غياهب دون قرار!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل