الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألمانيا وإسرائيل: جرائم الإبادة الجماعية ودعم الاحتلال

احمد الجسار
كاتب وصحفي

(Ahmed Al-jassar)

2024 / 1 / 22
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


جريمة الإبادة الجماعية في ناميبيا
في عام 1904، اندلع تمرد هيريرو ضد الحكم الألماني في جنوب غرب إفريقيا الألمانية، وهي المستعمرة الألمانية السابقة التي تشكل اليوم ناميبيا. ردت السلطات الألمانية بقمع عنيف، وأسفرت الحرب التي استمرت أربع سنوات عن مقتل ما يقدر بنحو 100 ألف من شعب هيريرو، أي ما يقرب من 75٪ من السكان الأصليين. وقد ارتكبت القوات الألمانية جرائم فظيعة ضد شعب هيريرو، بما في ذلك القتل الجماعي، والنفي القسري، والعمل القسري، والتجويع. وقد صرح الجنرال الألماني لودويغ فون تروثا، قائد القوات الألمانية في جنوب غرب إفريقيا الألمانية، صراحةً بأنه يريد "إبادة" شعب هيريرو. وتعد جريمة الإبادة الجماعية في ناميبيا أول إبادة جماعية في القرن العشرين، وقد اعترفت ألمانيا بمسؤوليتها عنها في عام 2015. وقد وافقت ألمانيا على دفع تعويضات لمتضرري جريمة الإبادة الجماعية، ولكن لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن المبلغ أو الكيفية التي سيتم بها توزيع التعويضات.


دعم ألمانيا للاحتلال الإسرائيلي

تدعم ألمانيا الاحتلال الإسرائيلي بشكل مستمر، وتعتبر إسرائيل حليفًا مهمًا لها في الشرق الأوسط. وقد قدمت ألمانيا مساعدات عسكرية واقتصادية كبيرة لإسرائيل، كما أنها تقف إلى جانب إسرائيل في الأمم المتحدة وفي المحافل الدولية الأخرى. وقد انتقد العديد من المراقبين دعم ألمانيا للاحتلال الإسرائيلي، مشيرين إلى أن هذا الدعم يتعارض مع القيم الديمقراطية والمبادئ الإنسانية التي تنادي بها ألمانيا. ويشير هؤلاء المراقبون إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس التمييز العنصري ضد الفلسطينيين، ويؤدي إلى انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان.


تشابهات بين جرائم الإبادة الجماعية في ناميبيا والعدوان الإسرائيلي على غزة

هناك تشابهات عديدة بين جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها ألمانيا في ناميبيا، والعدوان الإسرائيلي على غزة. ففي كلا الحالتين، ارتكبت دولة أقوى جرائم فظيعة ضد شعب أضعف. وفي كلا الحالتين، كانت هناك نية واضحة لقتل أو تدمير الشعب المستهدف.

وفي كلا الحالتين، تم التذرع بمبررات واهية لتبرير الجرائم. فقد ادعت ألمانيا أن شعب هيريرو كان "تهديدًا" لها، بينما تدعي إسرائيل أن الفلسطينيين هم "عدو" لها.

وقد أدت هذه الجرائم إلى معاناة لا توصف للضحايا وأسرهم. فقد فقد الكثير من شعب هيريرو حياتهم أو منازلهم أو ممتلكاتهم في ناميبيا. كما فقد الكثير من الفلسطينيين حياتهم أو منازلهم أو ممتلكاتهم في غزة.


يعد دعم ألمانيا للاحتلال الإسرائيلي مسألة مثيرة للجدل. فهناك من يعتقد أن هذا الدعم يعكس القيم الإنسانية التي تنادي بها ألمانيا، بينما يعتقد آخرون أن هذا الدعم يتعارض مع هذه القيم.

ويبقى السؤال: هل ستتمكن ألمانيا من مواجهة ماضيها المظلم، والالتزام بقيم العدل والإنسانية في سياستها الحالية؟


في ضوء ما سبق، ندعو إلى ما يلي:

- أن تتحمل ألمانيا مسؤوليتها الكاملة عن جريمة الإبادة الجماعية في ناميبيا، وأن تدفع تعويضات عادلة للضحايا.
- أن تتوقف ألمانيا عن دعم الاحتلال الإسرائيلي، وأن تضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها لحقوق الإنسان في فلسطين بشكل عام وغزة بشكل خاص.
- أن تتضافر الجهود الدولية لوقف جرائم الإبادة الجماعية في جميع أنحاء العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بات اجتياح رفح وشيكا؟ | الأخبار


.. عائلات غزية تغادر شرق رفح بعد تلقي أوامر إسرائيلية بالإخلاء




.. إخلاء رفح بدأ.. كيف ستكون نتيجة هذا القرار على المدنيين الفل


.. عودة التصعيد.. غارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي على مناطق في ج




.. القوات الإسرائيلية تقتحم عددا من المناطق في الخليل وطولكرم|