الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكون الواسع هذا المدهش الساطع

نبيل يونس دمان

2024 / 1 / 23
الادب والفن


خُلقت على هذه البسيطة ومشيت على سطحها متأملاً، كنت كلما امدّ الطرف ارقب ما حولي أرى مالانهاية من الاجرام السماوية التي تدور في افلاك ومجرات محسوبة بدقة متناهية. لقد اسرني المنظر منذ الصغر، فمن فوق السطوح ليلاً أرى النجوم التي ترصع السماء وأحيانا يتوسطها القمر المنير، بالتأكيد اسر هذا المنظر الشاعر بدر شاكر السياب فانشد يوماً:
سمعتك يا عراق وكنت دورة أسطوانة
هي دورة الأفلاك من عمري
كنت اسأل امي وامام ناظري الأرض استواء، وفي الأفق البعيد أرى التحام الأرض بالسماء، اسألها: هل تلك حدود الأرض او نهاية العالم! فتقول: يا ابني لا تتعب نفسك فالأرض لا نهاية لها، ثم توسع فكري وادراكي أكثر ليشمل جوابها الكون الذي لا نهاية له، أي ليس بالإمكان معرفته، والحقيقة مهما بلغ بريقها وتجلّت مصداقيتها تظل نسبية فالمطلق حالة مثالية.
اسمع بان عدد الأجرام السماوية كعدد ذرات الرمل، ما صحة ما كنت اسمعه! وليست الشمس لوحدها بل هناك شموس أخرى ابعد، فأتخيل هذا الكم الهائل من الأنجم والكواكب التي تتحرك وتدور بمقاييس زمن نسبية يطلق عليها السنة الضوئية وبنظام سرمدي وديناميكية وفق قانون او قوانين رياضية لا تنقص ولا تزيد وليس بإمكانها التوقف او التغيير، هنا انا مقتنع بفرضية العالم الإنكليزي اسحق نيوتن بان " المادة لا تفنى ولا تستحدث بل تتحول من شكل الى آخر" انا ابن الأرض انطلق بمخيلتي وما وُهبت من تفكير بما موجود على سطحها من كائنات حية ومياه ويابسة وطبقات الهواء، أخرج باستنتاج على شكل سؤال:
بما ان هذه النجوم والكواكب السيارة عددها بالبلايين كما يقدرها العلم هذا اليوم، فليس من المعقول ان ينفرد كوكب الأرض بالحياة فوقه دون تلك البلايين المفترضة؟
أتوقع ان تكون للأرض اشباهها وكلها كما أشرنا تدور بمداراتها وافلاكها فتشابه ظروفها المناخية وتركيب التربة والكائنات فوقها لتكمل دورة الطبيعة، وتبقى المعضلة الكبرى امام العقل البشري هي اكتشافها. ومن مظاهر الحياة التي نراها وخبرناها على مدى السنين، فالأرض عندما تمر بظروف مناخية وتغيرات في طوبوغرافيتها بين سنة وأخرى، أتصور بان بعض الظاهر تعيد نفسها وفق منظومة رياضية او معادلات تفسر نواميسها. اتخيل بان الظواهر تلك تعيد نفسها كل عقد من السنين او كل قرن وحتى آلاف السنين فالذي يحصل بوجودنا او بعد عودتنا الى التراب الذي جبلت اجسادنا منه، يكون كل ذلك وفق السنن والمنظومات التي هي بمخيلتي ساعة كبيرة تعمل بميكانزيم لا يخطئ.
ما أريده من قولي هو الاستسلام لقوانين الطبيعة وعدم إيلاء التنبؤات او الاسحار او القدريات أهمية كبرى، والتي اعتاد بعض الناس ولوج هذا الباب لخداع البسطاء وكسب أموالهم وجهودهم كما يقال سرقة عرق جبينهم. أتوقع من بني البشر في هذا الكون الجميل الذي اسمه الأرض ان يتصل بكواكب أخرى فيها حياة بشر شبيهة بالأرض ومن تلك النقطة تنفتح الافاق للتواصل وتطوير الحياة الاجتماعية فيعم الرخاء والسلام الأرض المنشودة.
كم يعجبني ويلهمني التاريخ والعهد القديم الذي قرأته مرتين، وقد اعطاني الزخم والافق في التمعن والتفكير، أيضا استشفت من قصصه عبر قرون طويلة بانها مرتبطة بنمط حياة البشر كلٌ في زمانها، لا يمكن لعقل بشري محدودة حياته على الأرض ان يستوعب ويعطي الأجوبة لكل تساؤلات العصور الماضية والغامضة وحتى المتناقضة فيما لا حصر لها! ولذلك طرح أسئلة بهذا الخصوص عبر وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة غير مجدي، بل الأفضل ان يتم في دوائر دينية او بحثية. ستؤدي تلك المناقشات بشكلها الحالي الى تولد المزيد من الأسئلة التي لا جواب عليها، لذلك حري بالمرء النأي عنها.
تنفتح امام افق تفكيري اذا تعثرت سبل الوصول الى الكواكب الشبيهة بكوكبنا ان يسبقونا فيصلوا الينا، في الماضي كانت تبعث الرسائل لتقطع مسافات بعيدة بواسطة الحمام الزاجل، وفي ملحمة سفينة نوح عندما غرقت الأرض فادخل كل زوج من الكائنات الحية الى قارب يستوعب تلك النماذج المختارة ويقاوم السيول والفيضانات والرعود والبروق، وبعد مرور ٤٠ يوما بدأت الطبيعة تبتسم، وخيل للنبي نوح بان اليابسة قد ظهرت فارسل الغراب ولم يعد وعندما ارسل الحمام عاد وفي فمه غصن الزيتون، فعادت الحياة الى الأرض بعد ان اطلق نوح تلك الكائنات التي سلمت من العاصفة القاتلة. اذن نحن في كوكب الأرض بحاجة لوصول تلك الرسائل او البشائر وحتى تأتي يظل حلم يراودنا، ومتى تأتي؟؟
اترك العلم الصِرف للعلماء والباحثين عبر المتابعة الزمنية والمختبرات والأجهزة العلمية والتلسكوبات والمراصد التي تتطور سنة بعد سنة، انا لا اتناول هذا الجانب لأنه ليس من اختصاصي لكني ادلو بدلوي وأطلق العنان لخيالي فاعبر عن افكاري وككاتب له خياله يحاول التوسع في أفكاره التي يعمقها الخيال والاحلام!
اذا تواصل قاطني الكواكب المشابهة ظروفها الأرض، فمن الممكن ان نساعدهم بفضل منجزاتنا، وبالمقابل يساعدونا في حل معضلات العصر منها موضوع الحرب والسلام، ومشكلة الاحتباس الحراري، القضاء على الامراض المعقد شفاءها مثل السرطان، تحديد نفوس البشر او إعادة توزيعهم على مناطق الأرض، إيجاد لغة مشتركة يتفاهم بها جميع السكان... الخ... والخ مما يتسع الخيال لذكره. نحن نحلم! وعندما سؤل أحد الفلاسفة قبل اكثر من مئة عام: هل يحلم الانسان الواقعي؟ فقال نعم، ويجب ان يحلم.
California on January 16, 2024








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نشرة الرابعة | السعودية.. مركز جديد للذكاء الاصطناعي لخدمة ا


.. كل الزوايا - د. محمود مسلم رئيس لجنة الثقافة والسياحة يتحدث




.. أون سيت - لقاء مع أبطال فيلم -شقو- في العرض الخاص بالفيلم..


.. أون سيت - هل ممكن نشوف إيمي معاك في فيلم رومانسي؟ .. شوف حسن




.. حول العالم | لوحات فنية رسمتها جبال الأرز في فيتنام