الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة الفلسطينية: نضال ومعاناة وتضحيات جسام دفاعا عن وطنها وأمتها العربية

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2024 / 1 / 23
ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي 2024 - أوضاع المرأة في الحروب والصراعات وكيفية حمايتها، والتحديات التي تواجهها


للمرأة الفلسطينية تاريخ عريق في الدفاع عن أسرتها، ووطنها، وأمتها العربية؛ فنضالها ضد الصهاينة بدأ عام 1929 أثناء ثورة البراق، حيث قامت مجموعة من النساء الفلسطينيات والعربيات بتأسيس جمعية السيدات العربيات، ثم الاتحاد النسائي العربي ومقره القدس، وبعد ذلك شكلت نساء فلسطين الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية الذي ساهم بشكل فعال في توسيع نطاق عمل المرأة الفلسطينية النضالي ضد الاحتلال الإسرائيلي من خلال التحاقها بفصائل المقاومة كفتح والجبهة الشعبية وغيرهما، ومشاركتها في الانتفاضتين الأولى والثانية، وفي مهاجمة جنود الاحتلال في الضفة الغربية وغزة وأراضي 1948 المحتلة، وفي التصدي للحرب البربرية الهمجية التي تشنها دولة الاحتلال على غزة منذ السابع من أكتوبر 2023.
وعلى الرغم من البطش والظلم والإرهاب الذي تمارسه دولة الاحتلال والقيود التي تفرضها على المرأة الفلسطينية، والظروف الاقتصادية الصعبة التي كبلت كل مناحي حياتها وأرغمتها على تحمل مهام جسام ثقال، إلا انها بقيت مرفوعة الرأس عالية الهامة، وقامت بواجباتها على الوجه الأكمل؛ فهي الزوجة المخلصة والأم التي بنت الأسرة الفلسطينية، وهي أم الشهيد والجريح الصابرة، وهي مدرسة يتخرج من بين يديها المدرسين، والأطباء، والمهندسين، والعمال والتجار الذين لعبوا دورا أساسيا في تطوير المدن والبلدات والمخيمات والثقافة الفلسطينية، وساهموا إلى حد كبير في بناء وتطوير العديد من الدول العربية.
وهي المناضلة أم الأبطال المقاومين الذين يقاتلون الاحتلال ويدافعون عن أرضهم وعن أمن وكرامة ومستقبل الوطن العربي، وهي التي تطاردها دولة الاحتلال، وهي الأسيرة القابعة ظلما في سجون الاحتلال، وهي التي غالبا ما تضطرها الظروف إلى تحمل مسؤوليات الأسرة كاملة في غياب الأب أو الزوج، سواء كان شهيدا أو أسيرا، أو مضطرا للعمل في دولة خارج الوطن لتوفير احتياجات أسرته، وهي التي عملت في القطاعين العام والخاص، وفي فلاحة الأرض للمساهمة في توفير حاجات والديها وإخوانها وشقيقاتها وزوجها وأبنائها وبناتها.
وهي التي علمت الانهزاميين الاستسلاميين العرب ودول وشعوب العالم دروسا في الصبر والتضحية والصمود والإباء والكرامة في غزة العزة من خلال تضحياتها وصمودها ومشاركتها في مقاومة العدوان وتحمل العيش في ظروف لم يشهد العالم المعاصر مثيلا لقساوتها؛ فالعالم شاهدها وهي تضمد جراح أحبتها، وهي تشارك في حمل نعوش أبنائها وأقربائها وتقول بصوت عال لا حزن ولا مناحات على الشهداء" ابني استشهد فداء لفلسطين والأقصى، وأنا فخورة فيه، وكلنا فداء لفلسطين والأقصى، وإحنا صامدين في أرضنا ولن نغادرها أبدا."
المرأة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية التي تقاوم وتقاتل وتستشهد، وتحتفل بالشهداء والشهادة دفاعا عن وطنها، وعن مصير وكرامة الأمة العربية، سطرت ملاحم بطولية ستظل منقوشة في الذاكرة الفلسطينية والعربية، وستتبوأ مكانة مرموقة أزلية في التاريخ الفلسطيني والعربي والإسلامي، وتثبت للعالم أجمع أن الشعب الفلسطيني برجاله ونسائه عصي على الكسر، وأنه لن ييأس أو يندحر أبدا، وسيهزم الصهاينة ومشاريعهم ومن تعاون معهم من الخونة العرب، ويسترد حقوقه المسلوبة مهما طال الزمن وغلت التضحيات!

كاتب فلسطيني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من المفاوض المصري المتهم بتخريب المفاوضات بين حماس وإسرائيل؟


.. غزة: ما الجديد في خطاب بايدن؟ وكيف رد نتنياهو؟




.. روسيا تستهدف مواقع لتخزين الذخيرة والسلاح منشآت الطاقة بأوكر


.. وليام بيرنز يواجه أصعب مهمة دبلوماسية في تاريخه على خلفية ال




.. ردود الفعل على المستويات الإسرائيلية المختلفة عقب خطاب بايدن