الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب بالوكالة في سوريا: لا تثق أبدا بالمشهد السياسي، محمد عبد الكريم يوسف

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)

2024 / 1 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


الحرب بالوكالة في سوريا: لا تثق أبدا بالمشهد السياسي

مقدمة :

لقد تطور الصراع السوري، الذي اندلع في عام 2011، إلى شبكة معقدة من التدخل الدولي وحرب بالوكالة. في هذا المقال، نستكشف الأسباب الكامنة وراء تورط القوى الأجنبية وكيف أدت مصالحها المتضاربة في سوريا إلى تفاقم الوضع. ومن الأهمية بمكان أن نفهم أنه في مثل هذا السيناريو المعقد، يمكن أن تؤدي الثقة بالمشهد السياسي إلى عواقب غير متوقعة.

الخلفية التاريخية لفهم الحرب بالوكالة في سوريا، يجب أن ننظر إلى السياق التاريخي. أدى سقوط الإمبراطورية العثمانية والحكم الاستعماري الفرنسي اللاحق إلى خلق مجموعة متنوعة من المجموعات العرقية والدينية داخل سوريا. وقد استغلت الجهات الفاعلة الدولية هذه الانقسامات خلال حقبة الحرب الباردة، ووضعت الأساس للصراعات المستقبلية.

الجهات الفاعلة الخارجية ومصالحها: لدى العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا وإيران والمملكة العربية السعودية، مصالح خاصة في سوريا. وتسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى مواجهة النفوذ الإيراني وضمان الاستقرار الإقليمي، في حين تدعم روسيا الحكومة السورية لحماية قاعدتها البحرية والحفاظ على نفوذها في المنطقة. وتنخرط المملكة العربية السعودية وإيران في صراع طائفي على السلطة، مما يجعل سوريا ساحة معركة. هذه المصالح المتنافسة تخلق حربا بالوكالة مع سوريا كساحة.

تسليح الانقسامات العرقية والدينيةإن تسليح الانقسامات العرقية والدينية في سوريا يغذي الحرب بالوكالة. وتدعم القوى الأجنبية فصائل مختلفة على أسس طائفية، مما يؤدي إلى مزيد من إراقة الدماء. إن هذا التلاعب بالتوترات الطائفية لتحقيق مكاسب سياسية يضر بتطلعات الشعب السوري إلى مستقبل سلمي.

الأزمة الإنسانية وتدفق اللاجئين أدت العواقب المدمرة للحرب بالوكالة إلى أزمة إنسانية حادة. لقد نزح ملايين السوريين داخليا أو أُجبروا على البحث عن ملجأ في البلدان المجاورة وخارجها. ويؤدي المشهد السياسي، الذي يتسم بالمصالح المتضاربة للجهات الخارجية، إلى تفاقم الأزمة وعرقلة الجهود الرامية إلى إيجاد حل دائم.

زعزعة استقرار المنطقة أدت المعارك المتعددة بالوكالة التي تجري داخل سوريا إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها. وسمحت الحدود التي يسهل اختراقها بتسلل الجماعات المتطرفة مثل داعش، مما زاد الوضع تعقيدا. وقد أدى انعدام الثقة في المشهد السياسي إلى فراغ في السلطة، الأمر الذي مكّن هذه العناصر من الازدهار.

القانون الدولي والمساءلة يسلط النزاع السوري الضوء على التحدي المتمثل في إنفاذ القانون الدولي وضمان المساءلة. ورغم وقوع العديد من انتهاكات حقوق الإنسان، لم يظهر مسار واضح لتحقيق العدالة بسبب الطبيعة المعقدة للحرب بالوكالة. إن الشكوك التي تحيط بالمشهد السياسي تعيق أي حل شامل.

التداعيات الإقليمية أدت الحرب المستمرة بالوكالة في سوريا إلى زيادة التوترات بين الدول المجاورة. إن تورط تركيا في استهداف الجماعات الكردية يشكل تهديدا للاستقرار الإقليمي. إن افتقار المشهد السياسي إلى الجدارة بالثقة يخلق بيئة حيث يتم إعاقة التعاون، مما يؤدي إلى تفاقم احتمالات نشوب صراع أوسع نطاقا.

الحاجة إلى الدبلوماسية وحل الصراعات في مواجهة مثل هذا التعقيد، فإن الاعتماد على الحلول العسكرية فقط يشكل نهجا معيبا. ويجب إعطاء الأولوية للجهود الدبلوماسية، المتجذرة في بناء الثقة وحل الصراعات. ومع ذلك، ونظرا للمشهد السياسي الذي لا يمكن التنبؤ به والذي تحدده المصالح المتنافسة، فإن التوصل إلى توافق في الآراء يظل أمراً صعباً للغاية.

الاستنتاج:

تمثل الحرب بالوكالة في سوريا قصة تحذيرية حول مخاطر الثقة في المشهد السياسي في مثل هذه الصراعات المعقدة. إن تورط جهات خارجية متعددة، واستخدام الانقسامات كسلاح، والأزمة الإنسانية الناتجة، يسلط الضوء على العواقب المدمرة لتجاهل هذه العلامات التحذيرية. وللتغلب على هذا الوضع الصعب، هناك حاجة ملحة لجهود دبلوماسية تركز على تعزيز الثقة وحل النزاعات، وفي نهاية المطاف، تمهيد الطريق لمستقبل سلمي للشعب السوري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية حرب غزة وإسرائيل: هل الإعلام محايد أم منحاز؟| الأخبار


.. جلال يخيف ماريانا بعد ا?ن خسرت التحدي ????




.. هل انتهت الحقبة -الماكرونية- في فرنسا؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. ما ردود الفعل في ألمانيا على نتائج الجولة الأولى من الانتخاب




.. ضجة في إسرائيل بعد إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء بغزة.. لماذ