الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموسيقار رخمانينوف.. وَجه روسيا المُشرِق الحَزين

مصطفى القرة داغي

2024 / 1 / 25
الادب والفن


رغم أنني شَرَعت بالكتابة عَن الموسيقى منذ أكثر مِن عَقد، كتبت خلالها عَدداً مِن المقالات الموسيقية عَن بَعض أساطين الموسيقى العالمية. ورغم أن موسيقاري المُفضّل، منذ أن أبحَرت عميقاً في عالم الموسيقى الكلاسيكية، هو الموسيقار الروسي الأسطورة رخمانينوف بلا مُنازع. إلا أني لطالما تردّدت بالكتابة عنه وعَن موسيقاه، لأنها بالنسبة لي حالة مثالية يَصعُب وصفها وتحليلها بطريقة عادية. وكنت أرى بأنه مهما كتبت عَنه، فلن أوفيه حقه. لكن العام الماضي 2023 كان مختلفاً، لحلول الذكرى 150 لولادته، وهي مناسبة لن تتكرر ولن أعيشها كل يوم. لذا قرّرت المُجازفة والكتابة عن حياته وموسيقاه مِن جانب، ربما لم يتطرّق إليه أحَد، يتناوله كظاهرة مُتفرِّدة إنسانياً وموسيقياً، وتأثيره مِن هذا الجانب على ما حوله، مُستعيناً بتجربتي مع موسيقاه التي إقتربت مِن أربعة عقود، بجانب قرائاتي التي لم تتوقف عنه من يومها الى الآن.

في زمانه وحتى الأمس القريب، كانت موسيقاه تُقابَل بالغَطرَسة وبالتقليل من شأنها مِن قِبل مُعاصِريه مِن رواد المدارس اللا مقامية الحديثة، والنقاد السائرين في ركبهم. يقال مثلاً بأن ريتشارد شتراوس وصَف موسيقاه بـ"روث عاطفي سائل"، كما هاجَم ثيودور أدورنو برليوده الشهير من سُلّم سي الصغير بكلمات مشابهة، وسار الناقد فرانك شنايدر في ركبهم عند تقييمه لموسيقاه قائلاً بأنه يعرف الآن ما يعنيه أدورنو وشتراوس. لقد أخرج رخمانينوف بموسيقاه، التي إستفزّت بعُمقها ورومانسيتها ما حولها من ضَجيج سطحي بدأ يغزو عالم الموسيقى الكلاسيكية بإسم التحديث ويطغى عليه، كل ما بِجَوف منافسيه من قيح، لكنه لم يُجيبَهم ويهبُط الى مستواهم، تاركاً الحكم بينه وبينهم للتأريخ والزمان والذائقة الإنسانية السَوِيّة، الذين أنصفوه ولو بعد حين، فخَلّدوا موسيقاه ونبَذوا موسيقاهم. إن موسيقى رخمانينوف، التي وصِفَت قبل قرن من الزمن بأنها متأخرة عن موسيقى زمانها (التي كانت توصف بالحداثية)، هي اليوم موسيقى الحاضر التي تهفو لها قلوب عُشّاق الموسيقى أينما وُجِدت في برامج الحفلات الموسيقية، وكل المُعطيات الحِسيّة والعقلية تشير الى أنها أول مَن حَجَز له مقعد في عالم المستقبل، فيما تُركَن موسيقى الحداثة شيئاً فشيئاً على الرَف، وستُصبح غالباً مَنسيّة في المستقبل القريب.

مِن سوء حَظ رخمانينوف على المَدى القريب، وحُسن حظه على المَدى البعيد، أنه عاش في زمن الحداثيين مثل شونبيرغ وسترافنسكي، الذين غيّروا الموسيقى الكلاسيكية بأسلوبهم الغريب، وأدخلوها الى عصر الموسيقى اللامقامية، التي لا تعتمد الهارموني، وتتعامل مع النوتات كأرقام وترتبها بطريقة رياضية، وليس كجُمَل لحنية هارمونية. لذا بَدَت موسيقى رخمانينوف ببنائها الكلاسيكي، وألحانها الرومانسية، والهارموني الطاغي لجُملها الموسيقية، مقارنة بموسيقاهم، وكأنها تعود إلى الوراء بَدل المُضي الى الأمام. وقد عَرَف رحمانينوف هذا الأمر، ففي مقابلة معه عام 1939، قال:"أشعر كأنني شَبح يتَجَوّل في عالم غريب. لا يُمكِنني التخلص من الطريقة القديمة في التأليف، ولا يُمكِنني إكتساب الجديدة". كان سابقاً لعَصره، فهو كان يعلم أن الموسيقى الكلاسيكية التي أخلَص لها، وكان يُحبها لأنها تعَبّر عن ذاته والذات الإنسانية عموماً، ستدوم وتخلُد، وأن كل ما ظهر حينها من موسيقى ضَوضائية لا مقامية، هي صَرعات عابِرة، ستنبذها البشرية وتعود الى الموسيقى الكلاسيكية الرومانتيكية الأقرب لسَجيّتها وسَويّتها من موسيقى الصَخب والفوضى. مطلع القرن العشرين، حين شقّت الموسيقى طريقها الى العصر الحديث، وطالتها ضَوضاءه، بقي رخمانينوف وفياً للماضي الكلاسيكي. لذا إمتازت أعماله بألحان شاعرية ساحرة وخامة نغَمية خَصِبة ولغة موسيقية مُفرطة بالرومانسية. فالموسيقى تكون بأسمى تجلياتها، حين يكون جزئَها العاطفي مَشوباً بالكآبة، ولا يستطيع أي موسيقار أن يُترجم ذلك على الورق كنوتة بعَظَمة رخمانينوف. فأي شَخص لا يَهيم في الحركة الثانية من سمفونيته الثانية، أو مقطوعة الفوكاليزا التي ألفها للبيانو، لديه قلب مِن حَجَر!

وُلِد رخمانينوف لعائلة أرستقراطية فَقَدت أغلب ثروتها بسَبب الظروف الإقتصادية في نهايات القرن التاسع عشر. حين بلغ العاشرة إنفصل والداه، وبعدها بسنوات ماتت إحدى شقيقاته. كل هذه التجارب المؤلمة شكلت رؤيته للعالم، فوقع في دائرة إكتئاب إنعكست على سمفونيه الأولى، التي ألفها عام 1897، وتحَول عَرضَها الأول الى كارثة بسَبب الموسيقار غلازُنوف الذي قاد الأوركسترا مَخموراً! لذا قوبِل بنقد جارح رغم أن لا ذنب له بما حَدَث، أصيب على أثر ذلك بإنهيار وعانى نوبات إكتئاب. لمدة ثلاث سنوات لم يكُن قادراً على التأليف فطلب المُساعدة الطبية من طبيب الأعصاب نكولاي دال الذي عالجه بالتنويم المغناطيسي. بعد فترة بدأ رخمانينوف يستعيد عافيته وأبدَع أروع أعماله، مثل كونشرتو البيانو الثاني، الذي كان أول خطواته الى النجاح والشُهرة بأوساط المجتمع الروسي الذي بدأ يُعجَب بأعماله. بعد زواجه من إبنة عمه ناتاليا وجد الإستقرار الذي بَحَث عنه طويلاً. عام 1917، تعرض رخمانينوف لخسارة كانت وجودية بالنسبة له، هي خسارة وطنه. فبعد ثورة أكتوبر شَعر بالتهديد، وبأن بلاده لم تعُد كما عرفها، فإستقل القطار يرافقه شعور سَيّء بأنه لن يَراها مُجدداً. لذا وُصِف بسَيّد الحزن، لأنه كما قال الناقد الموسيقي الأمريكي ليبلنج الذي عَرفه عن قُرب:"لم يتغلب على مأساة روسيا التي غادَرها تاركة فيه حُزن عَميق كان يَظهَر في عينيه. كان رجلاً خارج الزمَن، ورابط نادر بين الماضي الرومانسي والواقعية القاسية"، وهو أمر يَرتَبِط بطبيعة الشخصية الروسية. يقول دستوفسكي:"التعَطّش للمُعاناة حاجة روحية للشعب الروسي". كما كتب رخمانينوف وهو في العشرين:"لن أكون سعيداً بسَبب شخصيتي، أنا واثق من ذلك".

موسيقياً، في الحركة الأولى لكونشيرتو البيانو الثالث، أوصَل راخمانينوف الكادنزا الى ذروة التطور في حركة السوناتا، فهنا برُزت عَبقريته في الربط بين العَقلي والحِسّي، بين قابلية العَقل على التجاوب مع مُتطلبات اليَد، والتي وصَل بها الى الذروة مع مفاتيح البيانو! أما الحركة الثانية لكونشيرتو البيانو الثاني، فتُعَد اليوم مِن أروع حركات السوناتا الرئيسية منذ سمفونية بيتهوفن التاسعة. يقول المؤرخ الموسيقى شارلز روزن أنه بالكاد تمكن مؤلف موسيقي بعد بتهوفن من خلق هذا العُمق المَصحوب بالشجن. علاوة على ذلك نجح رخمانينوف بهذه الحركة في التغلب على مشكلة بين بتهوفن وشوبرت بخصوص شكل السوناتا، التي أضاف لها بتهوفن بعض الزخارف، مُقابل بنائها الكلاسيكي المُغلق في ألحان شوبرت. هنا إستخدم رخمانينوف حركات طويلة، يَصِل طول نوتات اللحن الرئيسي فيها لِعِدة صفحات، أطلَق العنان فيها لنفسه لإغناء شكل السوناتا بالتقنيات كأي حِرفي ماهِر. هناك ميزة أخرى لموسيقى رخمانينوف تتمَثل بأصوات أجراس وترانيم طقوس كَنَسية أرثوذكسية روسية تتخللها، تظهر بوضوح في بداية كونشيرتو البيانو الثاني مَع عزف البيانو المُنفرد المَصحوب برَنين، وكأنه يدعو الناس للخشوع. فقد طور تقنيّته الخاصة ليُصَوّر الفرق في صوت الأجراس بين النغمة ورنينها، والتي تنشأ بين ضَرب الجَرَس وإهتزازه. هنا رَبَط رخمانينوف بين شكل السوناتا الغربية وترانيم قدّاسات الكنيسة الأرثوذكسية، ورَبَط روحياً بين روسيا وأوروبا الغربية. أخيراً وليس آخراً، في مقابل إستهانة بروكوفيف به، لأنه كان يَرى أنه يَدين بما وصل إليه لكونه عازف بيانو وليس موسيقار، أثارت تنويعاته لِلَحن رابسودي باغانيني إعجاب حتى بعض الحداثيين مثل بارتوك ولوتسلافسكي، وهو أمر يَتجاهله مُنتقدوه. نشَط أيضاً كمؤلف للأوبرا، وأثبتت مجموعته لأعمال الكورال أنه كان مُهتماً بالتأليف للصَوت البشري. يقول عازف الغيتار فابيان كونين الذي غنى عدداً مِن أعماله للكورال: "مؤلفاته الغنائية تشبه أعماله للبيانو إلى حَد كبير، فيها الكثير من اليَد اليسرى والأوكتافات المنخفضة. هو رومانسي مُتأخِر بنائاً وتناغماً، لديه كثير مِن العُمق، كثير مِن الكآبة وكثير مِن الروح. هو قوي جداً مِن الخارج، حَميم وحَزين مِن الداخل". على غِرار بروكنر، خاطر رخمانينوف بإبراز الموسيقى بشكل يَجده البعض مُبالغ فيه أحياناً، ليَستغل اللحظات الجميلة شاعرياً.

إنسانياً، دافع رحمانينوف عَن صديقه اليهودي ماتفي بريسمان ضد التحَركات المعادية للسامية من قبل جمعية الموسيقى الروسية، وساعد إيفان بونين بالمال عندما تعرض للسرقة أثناء الهجرة، كما دعم كالنيكوف بسنواته الأخيرة صِحياً ومادياً لنشر أعماله، وغير ذلك أكثر بكثير مما فعل بروكوفييف أو شوستاكوفيتش أو سترافنسكي. كان خَصماً عَنيداً وصامداً في مُناهضته لستالين وإجرامه مِن مَنفاه الأمريكي، لكن رغم ذلك، وعند إندلاع الحرب العالمية، تناسى خلافاته الآديولوجية، وأرسل الأموال إلى روسيا لشراء الأدوية والمواد الغذائية. عام 1931 إنتقد مع تولستوي في "نيويورك تايمز" ما أسماها بعِصابات الشيوعية المُنظمة التي تفرض حُكمها السَيّء على الشعب الروسي بواسطة الإرهاب الأحمر. بعدها بفترة ذهب برناردشو إلى الإتحاد السوفيتي ومَجّد بستالين، ولم يكتفي بذلك بل تحَوّل الى قلم مأجور لستالين عِبر وَصف رخمانينوف بـ"حِبر مأجور"، فيما العكس هو الصحيح. فقد كان رخمانينوف وَجه روسيا المُشرق الذي سَطَع على العالم مطلع القرن العشرين، بعد أن غطت سمائها وسماء العالم غيوم الثورة البلشفية، وأفكارها الشمولية، وقيَمها العَبَثية، التي رَوّجَت لها ونخَرَت بها السياسة والثقافة والفن، وإنساق خلفها ملايين الشباب حول العالم، مَبهورين بشِعارات التحَرّر الكاذبة التي رفعتها، وكانت أبعد ما تكون عنها في أدبياتها ومُمارساتها مع شعوب الدول التي حكمتها بالحديد والنار، تماماً كما يحدث اليوم مع بوتين وريث ستالين في دكتاتوريته وقمعه لشعبه وتهديده لجيرانه. لقد جائت الذكرى150 لولادة رخمانينوف كما كانت موسيقاه حاضرة دائماً، لتؤكد للعالم أن روسيا تتمثل في رخمانينوف وحاضِرة في موسيقاه، وليس في سياسة ستالين وبوتين. فقد أعادت موسيقاه الرومانسية قيَم الروح والجمال للموسيقى العالمية والإنسانية عموماً، وهي حاضرة دوماً كي تُذَكّر بها، لكنها تَطَبّعت بالحزن بسَبب ما عاشَه وما آل إليه حال بلاده والعالم والموسيقى بتأثير هذه الأفكار. لذلك وُصِف بآخر الرومانتكيين، وهو وصف يستحقه بجدراة لأنه كان أميناً على تركة أسلافه من أساطين الموسيقى الرومانتيكية.

اليوم رخمانينوف مِن أشهر الموسيقيين في تأريخ الموسيقى العالمية، ليس فقط لكونه عازف بيانو أسطوري، وهو أمر لم يُجرؤ حتى مُبغضيه على التشكيك به، بل لكونه موسيقار مُبدع عَبقري باتت موسيقاه مُلهِمة لشَرائح واسِعة من عُشّاق الموسيقى العالمية. لذا رغم ما تسَبب به الغزو الروسي لأوكرانيا من جفاء غربي تجاه روسيا، إلا أن الأوساط الفنية في غرب العالم قبل مشرِقه، إحتفت بالذكرى الـ150 لمولده. يرى الكثيرون، سواء كمُتخصّصين، مثل المايسترو بافو جارفي ويوروفسكي وبيمونتيزي، أو كعاشقين لموسيقاه، ومنهم كاتب المقال، بأن موسيقى رخمانينوف، ورغم الإعتراف العالمي الذي حظيَت به أكاديمياً وشعبياً في العقود الأخيرة، لا تزال مَحرومة مِن مكانتها الفنية. فلا يزال هناك من يَصِف موسيقاه بأنها عاطفية ساذجة، أو موسيقى أفلام، أو موسيقى بلا هوية لأنها لا تنتمي لمَدارس زمانها الموسيقية، وَوُجِدَت وحافظَت على جَمالية الموسيقى وشاعريّتها، التي مَيّزتها في زمن العَبَث الموسيقي، الذي باتت فيه الموسيقى النشاز فناً، لأن الفن كان يعني حينها الفوضى والعبثية والخروج عَن المَألوف. وللأسف يَنساق الى هذا الخِطاب السَطحي الرَكيك المُتعالي موسيقيون تم تعليمهم التشكيك في جَودة موسيقى رحمانينوف، مِنهُم من يُحبّون سَماعها سِراً، دون أن يجرُئوا على البوح بذلك! لذا كعاشق لموسيقى رخمانينوف أقول لهؤلاء: "إستمعوا أولاً إلى موسيقاه بعيداً عن اللغو المُسبَق الذي قاله لكم أساتذتكم، ثم إحكموا بإحساس وموضوعية".

بات رخمانينوف ظاهرة عالمية تُمَثل روسيا كثقافة، لا كموسيقى فحَسب، سواء كموسيقي أو كحالة فنية مُرتبطة بعشَرات الأغاني وموسيقى الأفلام العالمية التي إستُلهِمَت من وَحي موسيقاه، أو كحالة إنسانية بمَواقفه التي لا تُنسى تجاه بلاده وأقرانه. حتى موسيقاه، أنغامها روسية، لكنها عالمية بروحها الإنسانية الى تخترق الحدود والقلوب. فموسيقى بقية أقرانه، ورغم أنها جُزء أصيل مِن الإرث الموسيقي العالمي، إلا أنها روسية بَحتة، ويَبقى يُنظَر إليهم كَروس. لكن رخمانينوف مختلف. إسأل عنه اليوم أي عاشق للموسيقى الكلاسيكية، مِن اليابان أو أمريكا أو المانيا أو العراق أو أفريقيا أو البرازيل، ستجِد بأنهم جَميعاً يعتبرونه عالمياً، رغم أن روح روسيا حاضِرة في كل نوتة مِن موسيقاه. فموسيقاه باتت عالمية لأنها تجاوزت الجغرافيا الى مَدَيات النفس الإنسانية، ورِحاب قيَمها الجميلة مِن عاطفة ومشاعر وأحاسيس وشَجَن، إعتصَرها جميعاً في موسيقاه، لتخرج بهذا الشكل الذي مَنحَها تمَيّزاً وتفرّداً وخلوداً في أسماع وقلوب عُشّاق الموسيقى العالمية.

قبل رَحيله ورَغم سَيل النقد اللاذع والجارح الذي ظل يُلاحق موسيقاه، إلا أنه باتَ موسيقاراً يُشار له بالبنان، خصوصاً فيما يَتعلق بموسيقى الأفلام التي قد لا نبالغ إذا قلنا بأنه مؤسس مَدرَستها دون قصد، وهنا تكمن عَبقرية رخمانينوف، وسِر وسِحر موسيقاه، فحينما وُلِدت السينما العالمية، وبدأت شركات الإنتاج بتصنيع الأفلام، كانت قصص أغلب هذه الأفلام تتخللها أو تعتمد على قصص إجتماعية رومانسية تحتاج الى موسيقى تصويرية تُعَبّر عنها، وتنقل أحاسيسها الى المُشاهد، هنا لعبت موسيقاه برومانسيتها وشجنها، وقربها الى الواقع، والى طبيعة النفس البشرية، دور المُنقذ ثم المُؤسّس، فقد تمّت الإستعانة بها في العديد من الأفلام، ثم حَفّزت جيل كامل مِن الموسيقيين الشباب للسَير على خُطاه، مثل جيل كورن غولد وميكلوس روزا وماكس شتاينر، ثم تلاهم جيل موريس جار ومانشيني ومُنتوفاني وموريكوني وروتا وغولد سمِث وجون ويليمز وجون باري وأخرين. كعازف بات يوصف بأنه"فرانز ليست بروح روسية". حينما سئل عازف البيانو الأوكراني تيمور غازراتوف، ما الذي كان سَيَفعله رخمانينوف لو أراد أن يُخطط لحفل عيد ميلاده؟ أجاب: "لقد كان رجلاً مُتواضِعاً طوال حياته، ويتواصل مع أصدقائه المُقَرّبين فقط. لذا بالكاد سيَفعل، وإن فعَلها فمَع عائلته وأصدقاءه المُقرّبين".

نهاية كونشيرتو البيانو الثالث للموسيقار رخمانينوف، بأداء عازف البيانو الشَهير هوروفيتز، وقيادة المايسترو أورماندي، مع صوَر ولقطات حَيّة نادرة للموسيقار الأسطورة، لوَحده أو مع عائلته:
https://www.youtube.com/watch?v=poe1lD1NGxg








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس


.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن




.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات


.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته




.. كلمة أخيرة - قصة نجاح سيدة مصرية.. شيرين قدرت تخطي صعوبات ال