الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


،، العشرية السوداء،، أو متى خرج العفريت من قمقمه!! حاتم بن رجيبة

حاتم بن رجيبة

2024 / 1 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


العشرية السوداء حدث وكل الأحداث. مصيبة ولا كل المصائب. كارثة ولا كل الكوارث!!!!

يا للهول ويا للفجيعة!!! آه منك يا ابن آدم! آه منك ثم آه!!! أهكذا تفعل بأخيك الإنسان؟ بأختك وبوالديك، بابنك و جارك و ابن عمك ؟؟؟ أهكذا تتصرف يا بشر ، يا خليفة الله في الأرض؟؟؟ يا من أرسلتك لتمثلني وتنشر العدل والرحمة والأمان؟؟؟ آه منك يا إنسان! لو كنت أعلم ماهيتك هذه لما خلقتك أبدا وتركتك قردا وبهيمة لا تفقه، دون علم ودون ذكاء!!! تعيش على السليقة فقط ترتع وتتناسل وتنام!!

ما صار في الجزائر من سنة 1992 إلى سنة 2002 رغم فضاعته وهوله وقذارته فإنه للأسف ليس بالحدث المعزول والمنفرد بل نتاج طبيعي لفكر شمولي ودوغما متحجرة. الفكر الإسلامي . الفكر الديني المتزمت. الإسلام السياسي. كل فكر شمولي يدعي اكتساب الحقيقة الوحيدة المطلقة. أو أنه العرق الأقوى صاحب السيادة. خطر هائل وورم خبيث قاتل.

الشمولية مصيبة تكررت مرات ومرات. الضحايا الأبرياء بالملايين والآلاف.

أعطني فكرة شمولية وسأهديك الملايين من الجثث والضحايا و كما هائلا من الفضائع و الآلام . حقيقة مثل إثنان ضارب إثنان يساوي أربعة. مثل القوانين الفيزيائية والكيميائية: امزج هذه المادة بتلك بهذه المقادير وستتحصل على هذا المنتوج دائما وأبدا، هنا وفي أي مكان وزمان.

لم تندمل جراح الحرب الأهلية في الجزائر بعد، لم تسكن الخواطر لتعاد الفاجعة عشرة سنوات بعدها في العالم الإسلامي: ليبيا والعراق وسوريا. تونس ومصر نجتا بأعجوبة. أما أفغانستان فقد سبقت الجزائر وتكررت المجزرة والكارثة باستعادة طالبان الحكم.

آه منكم يا بشر ثم آه!!! ألا تتعلمون؟؟؟ أليس التعلم أكبر وأهم سمة فيكم وإلا كنتم بهائم بلهاء؟؟؟؟ يا ليتكم كذلك لانحصر البلاء والدمار!!!

لماذا لم يتعض الساسة وأولي الأمر فيكم ونخبكم من جرائم الإديوليجيات المغلقة والأنظمة الشمولية؟؟؟

لماذا لا نتعظ من جرائم الفكر النازي؟ من مجازر الأنظمة الشيوعية؟ من ويلات الحروب الصليبية؟ من المجازر في رووندا و في حق الأرمن واليهود والغجر و الأكراد ؟

لماذا مرت مذابح العشرية السوداء دون أن تذكر وتدرس وتحلل إلى حد التقيء في المدارس والمعاهد والجامعات في كل الدول الشرقوسطية والإسلامية حتى يتعظ الناشئة و نتعلم مما صار؟؟؟ لماذا ثم لماذا؟ آه ثم آه!!!

درست في ألمانيا ،كم تناولنا الحكم النازي و فكره الشمولي وما أدى إليه من مجازر وآلام وحرب مبيدة وعشرات الملايين من الأرواح و الكم المرعب من الألم و العذاب و الحرمان و القهر و العدوان. كم من مرة لسنوات ندرس تلك الحقبة وذلك الفكر حتى نتعظ ونلقح أنفسنا ونؤمن مجتمعنا من أن تتكرر تلك الحماقة!!!

لكن الدول الشرقوسطية تغط في سبات أبدي وعميق وكأنه لم يكن ما كان. وكأن سفاحي الفكر الإسلامي والإرهابي لم يقترفوا أي إثم و لم يقطعوا أي حنجرة و رأس و وريد! وكأنهم لم يذبحوا النساء والشيوخ والعزل الأبرياء؟ لم يلطمو الرضع على الأعمدة والحيطان. لم يشقوا بطون الحوامل ويقطعوا الأرحمة ويدوسوا الأجنة و يرمونها للكلاب و الضباع .وكأنهم لم ينغمسوا في الذبح ساعات وساعات؟ لم يسوقوا آلاف الفتيات لاغتصابهن آلاف المرات بتسمية مذلة: زواج المتعة و جهاد النكاح!!! يتداولون على الصبية وكأنها بهيمة بدون عزة وكيان! بدون روح ووجدان! يهديها المتطرف إلى صديقه وكأن العزيزة والشريفة عاهرة وقحبة !! كأنها دمية أو آلة لا تحس و لا تغتاض !

لماذا تسمحون يا ساسة في تونس وليبيا و مصر والعراق وسوريا واليمن وفلسطين وأفغانستان بأن يستقوي هؤلاء المجرمون والسفاحون؟ كيف سمحتم وتسمحون لهم بالنشاط والترعرع والنمو والإستقواء؟؟ كيف تسمحوا بأن ينطلقوا في الذبح والإثم والإغتصاب؟؟ بأن تسمحوا لهم بتكوين أحزاب والمشاركة في الإنتخابات؟ كيف تسمحوا يا جنرالات الجيش والأمن، من تمتلكون الأسلحة والإمكانيات بأن يستبيح هؤلاء التائهون والمسعورون والمرضى الأرواح والعرض والأملاك؟ كيف تسمحون لهؤلاء الأوغاد باعتلاء منصة الحكم؟؟ كيف سمح الجيش التونسي والمصري والجزائري والمغربي للإسلاميين بتكوين أحزاب والمشاركة في الإنتخابات والوصول إلى الحكم ؟؟ كيف ثم كيف؟؟؟؟ هذا مآل الأمم التي يرأسها الحمقى والسذج والضعفاء!!! اضربهم دون رحمة و بثبات وبكل ما أتيت من صرامة وقوة وذكاء وعتاد!!!

كيف تترك يا رب الدار أفعى سامة تدخل منزلك وتفتك بك وبأبنائك؟؟؟؟ كيف تسمحون يا عقلاء القبيلة بأن يتولى السفاحون أمركم؟؟؟؟

الجيش والأمن هم حامو الوطن!!! من يدعي تملك الحقيقة المطلقة يعزل عن المجموعة إلى أن يعافى من مرضه و يصح!!! لا يهم إن كانت فكرة شمولية إسلامية أو شيوعية أو دينية أو عرقية...كل ما هو شمولي محضور وخطير وسم فتاك.

الوقاية خير من العلاج!! لماذا أجهزة المخابرات والإستعلامات؟؟؟ لماذا أجهزة التنصت والمخبرين وعيون البوليس؟؟؟ إن لم تكن لحماية المجموعة من الضالين والمرضى و المجرمين و المتطرفين ؟؟؟؟ إن لم تكن لاستباق الخطر والعدوان؟؟؟

نعم كل فرد يدعي أنه يملك الحقيقة المطلقة و أن كل فكر مغاير خاطئ ويجب أن يندثر مريض ومختل وخطير ويجب مداواته وعلاجه: بالتعليم والإنارة أو عقابه بالسجن والعزل !!! لا يدرسون الناشئة ولا يؤمون الناس في الصلاة ولا يشتغلون في أجهزة الدولة قبل أن يتوبوا ويتعافوا.

على الأنظمة العلمانية والديمقراطية من تقبل الإختلاف والتعددية أن تحمي نفسها !! أن تكون فطنة وحذرة ولا تكون ساذجة وغرة!!

حتى وإن كانت أنظمة دكتاتورية مثل حكام الجزائر وبقية الدول الشرقوسطية فهي أرحم ألف مرة من الأنظمة الشمولية!! لك في الشر ما تختار!! نحارب الشمولية قبل محاربة الدكتاتورية!

الأنظمة الشمولية تتدخل في كل شيء. تحبس أنفاسك وتجثم على صدرك كوزر بثقل الجبال. لا تريد السلطة والمال فحسب بل تريد أن تتحكم في أفكارك ولباسك وأكلك و وقت فراغك والموسيقى التي تنصت إليها ورقصك وحتى كيف تناكح؟؟؟؟ أول إنجاز قام به الإسلاميون في الجزائر إبان انتصارهم في الإنتخابات البلدية ليس إصلاح البنية التحتية من شوارع ومدارس، ليس التنظيف والكنس، ليس إحداث مواطن شغل أو مقاومة الجريمة بل إغلاق دور السينما!! هدفهم ليس اقتصاديا وحضاريا، ليس رفاهة الفرد وبحبوحة عيشه بل المراقبة اللصيقة للسكان و التزمت المطلق وتطبيق الشريعة أو الإيديولوجيا التي يؤمنون بها والإستعباد الكلي للعباد ، ليس الفكر لخدمة المجموعة بل الشعب لخدمة الإيديولوجيا !! هذه الأنظمة مثل الحركات الإسلامية والنازية والفاشية و العرقية والشيوعية يجب أن تحضر كليا. يجب حذثها ومحاربتها حربا مطلقة وشاملة وبكل الوسائل. كالطبيب الذي يحارب ورما خبيثا. لا ينتظره يستفحل وينتشر فيقضي على الجسد كله بل يقتطعه تماما حتى يضمن للمصاب النجاة. كما يضمن أولي الأمر سلامة المجتمع ورفاهيته بوأد تلك الحركات في المهد. لا حق لهذه الحركات في التنظم ولا في النشاط ، لا سرا و لا علنا . تعاقب ويزج بأفرادها في السجن ، حتى يتعافوا أو يتوقفوا عن بث سمهم في أفراد المجموعة!!

إن كانت شبهة في حركة ما كونها معادية للديمقراطية والتعددية والإختلاف وحقوق الإنسان الكونية فلا يجب على الدولة أن تثبت خطرها على المجموعة بل يجب على تلك الحركة أن تثبت تشبثها بالتعددية والإختلاف والديمقراطية وحقوق الإنسان الكونية.

على الدولة أن تمتلك جهاز مخابرات متطور وفعال وسباق و أن تكون أجهزة تحمي الديمقراطية والدستور.

الشاذلي بن جديد وحكومته كانوا سذجا وحمقى وغير أكفاء وجبناء ومجرمون. كان يجب أن يحاكموا لما تسببوا فيه من هول وآلام . لكونهم سمحوا لهؤلاء المجرمين بالنشاط والتغرير بالشعب والمشاركة في الإنتخابات. ولكونهم لم يشنوا مباشرة حربا مطلقة وشاملة على الإرهابيين بل انتظروا سنين .

كان الإسلاميون ينشطون بكل أرياحية في كل مساجد البلاد، يغرون بالسكان، يقومون بحملات تبشيرية وبروباغندا شاملة ومكثفة في كل بقاع البلاد، في كل شبر حتى القرى المنعزلة النائية يبثون فيهم سم الدوغما والتزمت والتحجر. تركوهم لسنين يجمعون الأسلحة ويدربون ميلشايتهم على القتال والفتك و الإرهاب . سمحوا لهم بتكوين حزب والمشاركة في الانتخابات ثم حين بانت الكارثة وفات الأوان انسحبوا وتركوا الجيش وقوات الأمن والسكان يتضرعون الويلات: مئاتي ألف ضحية من السكان العزل وخمس وعشرون ألف ضحية في صفوف الأمنيين والجيش!!! دون الجرحى والمفقودين!! يا للهول!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو