الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


4 ـ الحرب على قطاع غزة ، ما أظهرته و ما أسمعته !!

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2024 / 1 / 25
القضية الفلسطينية


تكاد أن تكون الحرب على قطاع غزة مناسبة لإعداد بيان بجردة حساب حول النقطة التي وصلت إليها الأمور فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ، و لا شك في أن استعراضه بالتفصيل ، يتطلب إحاطة أكبر و مجالا أوسع ، لذا نكتفي في هذه المقاربة بتسليط الضوء على بعض العناوين مرفقة حيث يمكننا ذلك بفرضيات تستحق من و جهة نظرنا الفحص و التدقيق لإثباتها أو تنحيتها .
1 ـ من البديهي أنه لا يجوز لنا في تقييم الأوضاع في بلدان العرب أن نتغاضى أو نتجاوز الحدث الكبير الذي عرف " بالربيع العربي " ، حيث ظهرت نُدُره في سنة 1990 توازيا مع تحلل الإتحاد السوفياتي , لسنا هنا في صدد معرفة الأسباب و مسبباتها في البلدان العربية التي " عصف بها " هذا الربيع ، و لكننا نكتفي بحسبان ما نجم عنه ، و انعكاسات ذلك على القضية الفلسطينية .
لا بد من الملاحظة أولا أن التيارات الإسلامية او بتعبير أدق ، الإسلام السياسي ، تصدرت المشهد ، و طوّعت المعتقد الديني بحيث يكون ملائما لمفاهيمها السياسية و حاولت فرض هذه الأخيرة على الفرد سواء كان متدينا ، و أيا كانت ديانته ، او كان علمانيا يعتبر الدين شأنا روحانيا خاصا و خالصا ، او كان ملحدا .
نجم عنه صراع دموي طويل ، كانت ضحيته الدولة الوطنية ، أو شبه الوطنية ، و الإنسان العربي الوطني بشكل عام ، خصوصا في البلدان حيث تبوأت الحكم سلطات واعدة على طريق أنجاز الدولة الوطنية و طريق التعاون و التعاضد بين الدول العربية في مجالات التنمية والدفاع عن السيادة الوطنية و الاستقلال. لا نجازف بالكلام أن الولايات المتحدة الأميركية و الدول الأوروبية التابعة لها استطاعت دفع التيارات الدينية إلى أخذ دور بارز في سياق " الربيع العربي " و في تأجيج الاقتتال فيما بينها و في تفسيخ المجتمعات الوطنية تطبيقا لفتوى " التكفير " الوهابية الأصل .
ليس من حاجة للتوسع في هذه المسالة فمن نافلة القول ، أن الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا و بريطانيا إلى جانب المملكة السعودية و إمارة قطر ، و الإمارات العربية ، بالإضافة إلى تركيا خلقوا وحرضوا و مكنوا تنظيمات مثل داعش و القاعدة و جماعات كردية ، فأمدوها بالسلاح و الخبرات العسكرية و المعلومات الميدانية في معارك تدمير الدولة أو شبه الدولة ، في العراق و سورية و ليبيا و السودان و لا شك في أنهم حققوا نجاحا كبيرا مقابل نجاح نسبي في كل من مصر و تونس و الجزائر . و لعل ما يرمز إلى انخراط هذه الدول الغربية في " الربيع العربي " و إلى الرابط الوثيق بين هذا الأخير و بين الحرب في أفغانستان ، هي زيارة السيناتور الأميركي ماكين سرا إلى شمال شرق سورية في سنة 1917 ، و أرتال السيارات اليابانية الصنع و المسلحة التي كان يستعرضها تنظيم داعش بين الفترة و الأخرى ، تحت الرايات السوداء
مجمل القول أن الحرب على قطاع غزة المستمرة في شهرها الرابع ، دون قيد أو شرط أو وازع قانوني أو أخلاقي أو إنساني ، و التي تسببت حتى الآن بآلاف القتلى و الجرحى و بدمار واسع ، دليلا على أن الغاية منها هي جعل القطاع غير صالح لعيش و حياة الفلسطينيين . فللافت للنظر هنا ، هو أن روسيا اليوم غير الإتحاد السوفياتي ، و أن دولة سورية اليوم ليست كما كانت في سنة 2006 ، أما دولة العراق فمن المعلوم أنها سقطت في الحرب ضد أيران .
يحسن التذكير هنا بان حرب الإسرائيليين ضد الفلسطينيين هي في الواقع محاولة استكمال للحرب الاستيطانية التي أنجزت مرحلتها الأولى في سنة 1948 ، ثم تلتها حرب حزيران 1967 التي لم تصل بحسب القيادة الصهيونية إلى نهاياتها بعد المتمثلة في توطُّن الضفة الغربية و قطاع غزة بالكامل , هذا لا يعني أنه لن يكون هناك مرحلة ثالثة قادمة . و لكن ما نحن بصدده هو أن الحرب الراهنة التي اندلعت في 7 أكتوبر تشرين أول الماضي ، تُظهر أن القوى التي تتصدى لجحافل إسرائيل و الولايات المتحدة الأميركية هي فصائل حركة التحرير الفلسطينية في قطاع غزة ، بشكل رئيسي ، بالإضافة إلى مساندة المقاومة اللبنانية و قوات الحوثيين في اليمن ، ضمن حدود تمليها بحسب المعنيين معطيات الميدان .
بكلام أكثر صراحة و وضوحا ، ما يهمنا هنا هو أن نشير أنه لا توجد دولة عربية ، عضو في المجتمع الدولي ، تقف في الميدان ، فعلا ، مع المقاومة ضد حرب إسرائيل من أجل إفراع الضفة الغربية و قطاع غزة من السكان الأصلين ! كما لو أن الدول العربية المناهضة للاستعمار و الاستيطان انهارت , فما هو مصير شعوبها ؟ ( يتبع )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غانتس يستقيل من مجلس الحرب الإسرائيلي ويطالب بانتخابات مبكرة


.. بعد الهزيمة الأوروبية.. ماكرون يحل البرلمان ويدعو لانتخابات




.. تباين المواقف حول مشروع قانون القتل الرحيم للكلاب الضالة في


.. استشهاد فتى برصاص الاحتلال في مخيم الفارعة بطوباس




.. ما تداعيات استقالة غانتس على المشهد السياسي بإسرائيل؟