الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


!! العراق : نعم ، انتبهوا........ نحن مستغفلون

صباح الجزائري

2006 / 11 / 26
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


إذا كانت المقاعد الحكومية و المراكز السيادية قد وزعت على جميع الأطراف بالتراضي أن لم يكن بعدالة. و يجد الجميع له مكاناً ضمن هذه الدائرة او تلك، ضمن هذه السلطة او تلك من السلطات الثلاث، وعلى مختلف مستوياتها من رئاسة الجمهورية الى أبسط مركز حكومي. الإضافة الى ـ وهو الأهم ـ تقاسم المراكز الأمنية بحيث لا توجد اية كتلة من الكتل الكبيرة، بل وحتى العديد ممن هم خارج اللعبة او العملية السياسية التي لم تعد سياسية بطبيعة الحال بل صارت ميليشيوية و مسلحة، او ممن يرتبط بصورة ما مباشرة او غير مباشرة بما يطلق عليهم المقاومة الشريفة، العديد من هؤلاء صار مشتركا في العمل و ادارة هذه الفعاليات الأمنية. و هنا يتكرر الخطأ الذي ارتكبته السلطة الفلسطينية ـ حسب تحليلاتها ـ عند تشكيلها، حينما أسست اكثر من جهاز امني يرتبط كل واحد منها بجهة ما، غير معروفة بعضها للبعض الآخر او للجماهير، حيث أدى ذلك الى اختراقات عديدة و على مستويات عالية و أدى الى القيام بأنشطة أمنية و مخابراتية بعيدة عن المراقبة و المحاسبة. بعد ذلك اكتشفوا كم كان ذلك مكلفاً ليس من الناحية المادية بل من النواحي السياسية والإنسانية بل و حتى الأمنية ذاتها!.هذا ما يحدث في العراق اليوم، بسبب غياب الثقة بين جميع الأطراف دون استثناء، الأمر الذي أدى و يؤدي الى بناء علاقات على أساس المنفعة و كسب المغانم و الفرص و الاستحواذ على اكبر عدد من مراكز السلطة و النفوذ و المال.
ان مثل هذا الواقع يمكن ان يمهد و يسهل الطريق امام :
قوى الإحتلال لتمرير مشروعها على الأرض؛ و
قوى الارهاب لتنفيذ جرائمها و خططها؛ و
لعناصر الجريمة لكي تستفحل اكثر وتؤسس الى الجريمة المنظمة في الواقع العراقي او ربما تكرسها اكثر؛ و
لبقايا النظام السابق الذين يمارسون كل الممارسات لإفشال بناء مجتمع الديمقراطية المنشود و الموعود من قبل جميع القوى التي تدير او تسيطر على ادارة البلد الآن و التي كانت حتى الأمس القريب ضحية لغياب الديمقراطية!!
إذا كان جميع هؤلاء يشترك في ما يسمى بالعملية السياسية؟ ويشترك في السلطات التي تدير البلاد وهو بذلك مسئول ـ مهما كانت درجة تحمله للمسؤولية ـ عن كل ما يحدث على الأرض ، و التاريخ لن يرحم كما يعلم الجميع، عندما تحين ساعة الحساب.
على ماذا يتقاتلون إذن؟ ان كانوا جميعا يدعون الحرص على العملية السياسية التي يجب ان تكون سلمية بالدرجة الأولى، و لماذا يحتفظون بميليشياتهم، بل ويعززونها بمختلف انواع الأسلحة والمعدات والتجهيزات التي تصلهم مباشرة من دول الجوار او عبرها، و يضاعفون تعدادها تحت ضغط الترهيب والترغيب الذي تمارسه جميع هذه الميليشيات على جميع الناس يومياً.
على ماذا يختلفون ، ماذا يريدون بالتحديد ، ولماذا تستمر هذه الجريمة كل يوم؟ ولماذا لا يريدون وقف المسلسل الوحشي البشع يومياً ؟ من يقف وراءهم؟؟ هذا هو السؤال الأخطر الذي لا يريد احد الإجابة عليه؟؟
من يحرك الأمور على الأرض، هل يمكن ان يكون كل هذا الإجرام و التقتيل مجرد عمل عفوي مبني على الفعل و رد الفعل ؟؟؟ هل هذا التقتيل والمجازر الجماعية التي دفعت احد الساسة الأمريكيين مؤخراً الى الدعوة لمشاهدة ما يحدث على الأرض العراقية لشدة بشاعتها و لتفردها من وجوه عديدة بدلاً من أفلام الرعب في السينما او في التلفزيون! او ان ما يحدث هو مجرد هوس عصابات منفلتة ومشكلّة على أساس المحلة والمنطقة حيث لا توجد اية سلطة للدولة عليها، كما عبر عن ذلك احد المحللين السياسيين البريطانيين، مؤخراً؟؟ كلا ، من المستحيل ان يكون كذلك. فالجميع يعلم جيداً و يعرف بدقة ان الكثير من اللاعبين على الساحة العراقية لديهم الخبرات الممتازة في هذا المنهج ، الخبرة المستمدة عبر السنين الطويلة مما حدث و يحدث في : لبنان او أفغانستان او ما حصل في أمريكا اللاتينية او في فيتنام او في الدول الأفريقية او غيرها من حالات التقتيل المبررة بمختلف الحجج : إبادات عرقية كما هو في تراث النازية و الفاشية والعنصرية في جنوب أفريقيا او في أمريكا عبر منظمات الكوكلكس كلان؛
او تبشيرية و تمدينية التي قادتها جميع الدول التي كانت تسمي نفسها و لا تزال بالدول المتحضرة و المتمدنة و المتقدمة... و ربما غيرهم ممن ساروا على نفس هذه الخطى؛
او حملات إبادة سياسية كما حدث في العراق عام 63 على يد سلطته حزب البعث ضد ثورة تموز و الحزب الشيوعي العراقي او في اندونيسيا ضد سوكارنو او في الكونغو ضد باتريس لومومبا، او في اليونان ضد الشيوعيين و الديمقراطيين او في الشيلي ضد أنصار حكومة الوحدة الشعبية ، او الاحتلال الأمريكي لجزيرة غرينادا و إبادة موريس بيشوت رئيسها الشاب آنذاك و أعوانه او غيرها ... والتاريخ مليء بمثل هذه التجارب حيث يعلم الجميع كيف بررت واقترنت كل هذه الإدعاءات و غيرها بحملات الإبادة و التقتيل و التصفية الجماعية و المخططة و والمنظمة والهادفة الى إبادة اكبر كمية من البشر.إذن نحن امام لاعبين متمرسين.
و أعود الى سؤالي الأول ، إذا كان الجميع يشترك في تحمل المسؤولية و مناقشة و ادارة ما يدور على الأرض !! .إذن من يقف وراء عمليات التقتيل الجماعي هذه؟؟
العراقي حائر في معرفة المصير و الى اين ستقود حملات الإبادة المتبادلة هذه ، و حائر في التعرف على من يقف وراءها و الجميع يتهم الجميع و الكل يحمل الكل المسؤولية. المبهم والمشوه هما اللونان الطاغيان في اللوحة العراقية .
أذن هناك بالتأكيد من يريد لنا ان نضيع ، و هناك من يريد لنا ان نتشتت، ونتفرق ، هناك من يريد ان يفقدنا البوصلة و يشغلنا بهذا القدر لكي يستمر الذي يسير على الأرض الآن في سيره حتى نهاية المطاف . لكن ما هي نهاية المطاف هذه؟؟ هل هي صنع كانتونات طائفية أو دينية؟ إن كان الجواب نعم ! فلمصلحة من يتم ذلك؟ لمصلحة من يتم التقسيم بطريقة التطهير الطائفي ؟ هل كان من المستحيل بقاء الشيعة وسط المناطق السنية أو بقاء السنة وسط المناطق الشيعية او المسيحيين او المندائيين او غيرهم بين هذه و تلك من المناطق، رغم السير في ذات المشروع؟
لماذا يجري كل ذلك الفصل على الأرض ، هل هي عملية عفوية ام مخططة ، ان كانت مخططة فمن يقف وراءها؟ هذا سؤال مطلوب من الحكومة والأحزاب السياسية الإجابة عليه ، صراحة ووضوح.
المطلوب وضع النقاط على الحروف. إذ لا يعقل ان تكون الأمور عفوية. و من المؤكد ان هناك من يتقصد إبعاد الأنظار عن الهدف الحقيقي من وراء كل ذلك! .
ربما.. علينا الإنتباه ...
نعم ... انتبهوا .............فنحن مستغفلون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله