الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ويسألونك عن الصهيوني العربي

سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي

2024 / 1 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


شئ مهم لفهم عقلية الصهاينة العرب..

القصة ليست مرتبطة بحماس ولا الإسلام السياسي كما يزعمون، بل مرتبطة (بمقاومة الاستعمار ورفض الاحتلال) فهم من مؤيدي الاستعمار ولديهم ميل شعوري لأي قوة تفرض قيودا على الأضعف منها، وهذا يتحاشون ذكره دائما رغم أنه مُكوّن أساسي لشخصيتهم..
ليس هذا مجرد ادعاء..يمكنك التحقق من الآتي:

1- الصهيوني العربي يعارض أي حركة تحرير محلية وإقليمية، ويرى حركات التحرر خطرا كليا على العالم، فيشرع في تقبيح وتسفيه أي حركة تحرر مهما كانت، حتى لو علمانية أو مُلحدة..لأن الصهينة العربية لا تقوم على دين ولا أيديولوجيا مثلما يزعم البعض منهم بل تقوم في أدبياتها على دعم وتأييد قوى الاستعمار..

2- معاداة الصهيونية ليست محصورة على دين وحزب بل هي نزعة إنسانية عالمية ترفض الاستعمار أساسا، وما يرافقه من ترسيخ العنصرية والظلم والسرقة وما يتعلق بها من غياب العدالة والعنف..فكل من يرفض العنف ويدعو للعدل سيرفض الصهيونية، وكل من يعترض على السرقة والعنصرية سيرى نفسه تلقائيا عدوا لإسرائيل..

3- حجج ودعاوى الصهاينة العرب تتركز على أضعف نقاط مقاومة الاستعمار، وهي الأحزاب الدينية التي لم تتخلص بعد من الهياكل المعرفية القديمة ، لأن الاستعمار منذ توسعه وتوحشه في القرن 19 قام أساسا على التخلص من الهياكل المعرفية القديمة، ويصدر نفسه كرمز للحريات والعدالة والحقوق..وحصل على قوته وحواضنه الشعبية بقناعة أصحاب الأرض بأن الاحتلال جاء لنصرتهم ووقف ظلمهم وفقرهم..ولتوضيح هذه الجزئية فأي حزب ديني مقاوم لإسرائيل لو صدر خطابا حداثيا وحقوقيا معاصرا لا يعترف بالفوارق بين الأجناس والأديان، سيكون قويا وحججه راسخة ضد الصيهوني العربي، لكن لو ركز في دعواه على الثقافة الدينية التي تعني تمييز المسلم والسني والمؤمن عموما على غيرهم – كمثال – سيصبح ضعيفا، وتتعزز مصداقية الصهيوني العربي في دعواه بأن إسرائيل قامت للتخلص من هذه الأحزاب بالأساس.

4- كل مجتمع يقوم على رفض ومناهضة الاستعمار والإمبريالية هو خصم لإسرائيل بالضرورة، سترى ذلك في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وأوروبا وآسيا...كل الذين عانوا من الاحتلال قديما هم خصوم لإسرائيل..لاحظ عداء شعب أيرلندا لإسرائيل وأن الأيرلنديين من أكثر شعوب أوروبا تأييدا ونصرة لفلسطين، ترى أن مصدر ذلك معاناة أيرلندا من الاحتلال البريطاني ومقاومة الاستعمار الإنجليزي بدايات القرن العشرين فيما عرف بحرب الاستقلال الأيرلندية (1919- 1921)

5- العقلية الاستعمارية الأوروبية لم تختفي، بل زالت قائمة ونشطة في أمريكا وبريطانيا وفرنسا، ولا زالت هذه الدول تستعمر شعوبا ودول أخرى بأشكال مختلفة، ويحرصون على الهيمنة الإمبريالية بشتى السبل، والشخصية الأوروبية لسكان هذه الدول تتميز حتى اليوم برغبة التوسع والسيطرة ووصف كل حركات المقاومة لذلك بالإرهاب، لكن منذ 20 عاما وبدأت هذه الشخصية تتطور لتصبح أكثر عدالة وحقوقا بعد تفاعلها بالسوشال ميديا والأزمات والصدمات التي نتجت عن هذا التفاعل، والذي أدى لما نراه اليوم من رفض شعبي غربي لإسرائيل خلافا لحكوماتهم التي لم تتخلص بعد من عيوب الشخصية الأوروبية الاستعمارية القديمة، ولا زالت تحمل بصمات وثقافة الغزاة القدماء.

6- الصهيوني العربي ضعف كثيرا الفترة الماضية وفقد مصداقيته بعد طول أمد المعارك وصعوبة تحقيق النصر الإسرائيلي السريع مثلما كان يتخيل، بل صار وجوده مهددا بعد اشتعال المعارك وتصاعدها واحتمالية أن تطال هذه المعارك أرضه ودولته، وقتها سوف يكون مطالبا بتأييد المقاومة ضد إسرائيل رغما عنه، أو العيش كخائن وجاسوس..خياراته صعبة وضيقة..وقوته التي اكتسبها بفعل القوة العسكرية الإسرائيلية والصدمة في البداية تزول حاليا كلما ارتفع نداء السلام وزادت الضغوط على الصهاينة وداعميهم..وقد تنبأت بمصير هؤلاء في البداية حين طالبتهم بضرورة فهم المعركة الحالية بعيدا عن قصة حماس والإخوان، أو إسرائيل وفلسطين، أو العلمانية والإسلام السياسي، والنظر إليها بعيون مختلفة كصراع عالمي بين الاستعمار ومقاومته في جميع القارات، أو كصراع حقوقي إنساني بين قوى الظلم والتمييز والعنصرية وبين الرفض العالمي المشروع لهذه القوى باعتبارها ثقافة قرووسطية قديمة .

7- معاداة الصهيونية لا تتركز فقط على فلسطين وإسرائيل، إنها طاقة رفض لكل أشكال الاستعمار القديم ونزعات الإمبريالية الغربية التي لا زالت تفسد العالم، وتفرق بين الشعوب لتحقيق مصالحها الخاصة، فتنشر الفتن والشقاق بين الصينيين والكوريين والعرب والسلاف، وتنفق تريليونات الدولارات لذلك كثمن قليل لحصد الثروات المتوقع..

والمراكز الحقوقية والتجمعات والأحزاب الغربية المناهضة لإسرائيل تعمل في هذا النسق، وتعلن نفسها خصما وعدوّا للسلطات التي لا زالت تفعل ذلك رغم نهاية عصر الاستعمار نظريا منذ الستينات، وتربط دائما بين مصلحة شعوب العالم تِمّا وبين ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي كآخر شكل من أشكال الاستعمار القديم ، وأطول فترة احتلال حديث والوارث الرسمي للعقلية القرووسطية التي أفسدت العالم وتهدد شعوبه ومؤسساته بالفناء..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كيف تعرف الصهيوني العربي ؟
منير كريم ( 2024 / 1 / 27 - 23:34 )
الاستاذ الكاتب المحترم
ماهو تعريف الصيوني العربي ؟
هل كل من يقبل بوجود اسرائيل وهو عربي يدعى الصهيوني العربي ؟
اذا كان ذلك فكل القيادات الفلسطينية في رام الله بصمت بالعشرة لوجود اسرائيل قبيل اوسلو
وقبلهم كل الاحزاب الشيوعية العربية قبلت ودافعت عن وجود اسرائيل
ارجو ان تنورنا
شكرا

اخر الافلام

.. بين أنستغرام والواقع.. هل براغ التشيكية باهرة الجمال حقا؟ |


.. ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34388 منذ بدء الحرب




.. الحوثيون يهددون باستهداف كل المصالح الأميركية في المنطقة


.. انطلاق الاجتماع التشاوري العربي في الرياض لبحث تطورات حرب غز




.. مسيرة بالعاصمة اليونانية تضامنا مع غزة ودعما للطلبة في الجام