الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل القطط ملوثة للبيئة؟

نيكولا فرامون

2024 / 1 / 26
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


نشر المقال في مجلة Frustration بتاريخ ١٨ كانون الأول/ديسمبر ٢٠٢٣

“القطط كارثة على التنوع البيولوجي. الكلاب كارثة على المناخ”، هكذا قال الباحث الإعلامي فرانسوا جيمين، العضو السابق في اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ والأستاذ في جامعة العلوم السياسية في باريس. بقوله هذا، اعترف بأنه يتناول موضوعاً حساساً، من شأنه إثارة غضب المشاهدين. وهذا ما حصل: إذ تداول المشاهدون هذا المقطع على وسائل التواصل الاجتماعي، ما أثار موجة من التعليقات، وقد ذكرنا العديد من الأشخاص- من بينهم دعاة حماية البيئة- بوجود الكثير للقيام به، على سبيل المثال، مهاجمة كبار البرجوازيين وأسلوب حياتهم المبذر، قبل الاهتمام بتأثير القطط والكلاب على التنوع البيولوجي والمناخ. نعم، ولكن ألن نكون مدافعين عن كوكب الكرتون إذا لم نأخذ بصدق مسؤولية الحيوانات الأكثر شهرة ولطفا عما يحصل لنا؟

١. إن تدمير التنوع البيولوجي له عدة أسباب

عندما نفكر بعلم البيئة، فإننا نفكر بداية في ظاهرة الاحتباس الحراري بسبب تأثير الأنشطة البشرية المنتجة للكربون. ولكن هناك قضايا أخرى يجب أخذها بعين الاعتبار، من بينها التدهور السريع للتنوع البيولوجي (كمية الأنواع المتعددة [الموجودة] على الكوكب). هي في حالة سقوط حر لأن العديد من الكائنات الحية تختفي بسبب التحول الذي يحصل في بيئتها بسبب الأنشطة البشرية. ولهذا السبب نتحدث عن “الانقراض الجماعي السادس”: قد تختفي أعداد كبيرة من الأنواع التي تعيش على الأرض في وقت قريب. وبحسب المكتب الفرنسي للتنوع البيئي، وهو مؤسسة عامة أنشئت حديثاً من أجل حماية هذه الكائنات، ٦٨ بالمئة من الفقريات (ثديات، سمك، عصافير، زواحف، برمائيات) قد اختفت بين عامي ١٩٧٠ و٢٠١٦، أي خلال أقل من ٥٠ سنة. وخلال ١٥ سنة، ٣٠ بالمئة من طيور الحقل قد اختفت بدورها، وكذلك ٣٨ بالمئة من الخفافيش. وإذا لم نهتم حقاً بهذه الكائنات، فيمكننا تذكر أن كل شيء مترابط وأن حالات الاختفاء هذه لها نتائج كبيرة على حياتنا، لأن كل نوع منها يلعب دوراً داخل النظام البيئي، وأن بعضها يمكن أن يمتلك زمام المبادرة ويهاجم بدوره…

وتلعب فرنسا دوراً خاصاً لأنها الدولة السادسة في العالم التي تحتوي على أنواع مهددة بالانقراض. ما الذي يساهم في هذا الانقراض الجماعي؟ كما في كل مكان، يلعب التغير المناخي دوراً كبيراً في زعزعة استقرار حياة وتكاثر العديد من الأنواع. ومن ثم، يعتبر تلوث الهواء والماء والتربة من قبل المنظمة غير الحكومية الصندوق العالمي للطبيعة (WWF) السبب الرئيسي لزوال التنوع البيولوجي في العالم. كما يمكننا الاستشهاد بالتحول في استعمال الأراضي، فمع تطور الزراعة المكثفة وزيادة المساحات المبنية: فالأول يحول الغطاء النباتي، مثلاً من خلال تدمير الغابات بهدف زيادة المساحات المزروعة بواسطة آلات زراعية كبيرة الحجم، الأمر الذي يدمر مساحات واسعة يعيش فيها عدد من الكائنات الحية، خاصة الحشرات والقوارض، بحيث يؤدي اختفاؤها على الطيور.

يجب كذلك ذكر الاستغلال المفرط للحيوانات، عن طريق صيد السمك المكثف ولكن كذلك صيد الطيور، على الرغم من احتدام النقاش حول هذا الأخير في حالة فرنسا: يعتبر المدافعون عن الصيد أنه يساهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي، بحيث إن الصيادين “ينظمون” وجود بعض الكائنات التي يحتمل أن تكون مضرة ومهاجِمة للكائنات التي يربونها بقية السنة. تنفق جماعات الضغط الخاصة بالصيادين الكثير من الأموال والقوة لفرض هذا الواقع على النقاش العام، وصولاً إلى القول أن الفلاحين هم “البيئيون الأول في فرنسا”، ولكن الحقائق هي على خلاف ذلك: فقط ١٠ بالمئة من الطيور التي يطلقونها تبقى حية لأنها تكون مشوشة وغير قادرة على التغذية بشكل صحيح ومستقل. أي شخص يعيش في منطقة ريفية يعرف المشهد المؤلم لطيور التدرج وسواها من طيور الحطب التي تجول على الطرقات، تقترب من الأنشطة البشرية، بحثاً عن الطعام… أما بالنسبة إلى “تنظيم” الكائنات الغازية، فيبدو أن ذلك هو إلى حد كبير عبارة عن أسطورة مُدنية: “أغلب الحيوانات” التي تقتل خلال الصيد، أي ما يقارب ٩٠ إلى ٩٥ بالمئة منها، لا تحتاج إلى تنظيم كما يوضح البيولوجي بيار ريغو في ميديا فير.

٢. الكائنات الغازية، منتجات الرأسمالية المعولمة

ولكن ضمن قائمة أسباب تراجع التنوع البيولوجي، يجب ذكر التأثير الكبير جداً للأنواع الغازية التي أدخلها الإنسان إلى الطبيعة- نصل إلى قططنا الصغيرة. في تقريره الأخير، أكد المنبر الحكومي الدولي العلمي والسياسي حول التنوع البيئي والخدمات البيئية (الذي يضم ١٣٠ دولة وينشر تقاريره بشكل دوري) أن “الوجود التراكمي للأنواع الغريبة قد زاد بنسبة ٤٠ بالمئة منذ عام ١٩٨٠، ويرتبط بتكثيف التبادل التجاري وكذلك الديناميات والاتجاهات الديمغرافية”. لأن “العولمة” قد حصلت، أو حتى نقولها بوضوح، لأن الكولونيالية وضعت كل العالم تحت نير الرأسمالية، فالكائنات تنتقل من قارة إلى أخرى وتصل إلى أماكن تسبب فيها ضرراً كبيراً للكائنات المستوطنة.

إن مثال الدبور الآسيوي له أعراض كبيرة: فقد وصل هذا النوع إلى فرنسا، ربما داخل حاوية آتية من الصين، قبل ٢٠ سنة، ومنذ ذلك الحين، سبب ضرراً كبيراً في التنوع البيولوجي، وخاصة للنحل. شهد عام ٢٠٠٤، بداية تكثيف التجارة مع آسيا بسبب نقل جزء كامل من الإنتاج الصناعي إلى الصين، ما أفرح الشركات الأوروبية من خلال زيادة أرباحها الكبيرة. خلال ذلك، أحضروا لنا الدبور.

لكن حيواناتنا المفضلة لدينا هي كذلك المسؤولة: فالقطط تأكل الطيور، ولها كذلك، كما يقول فرانسوا جيمين، جزء من المسؤولية في تراجع التنوع البيولوجي… ولكن ما لم يقله هو أنها تسبب نفس القدر من الوفيات في فرنسا وبلجيكا مقارنة مع النوافذ التي تصطدم بها الطيور وتموت. وبحسب متحف التاريخ الطبيعي، في مقابلة مع فرانس إنفو، إن القطط غير مسؤولة عن “اختفاء الطيور” لأن تراجع “عددها هو في الدرجة الأولى بسبب زوال الحشرات وموطنها. ومع ذلك، تجسد القطة ضغطاً إضافياً كبيراً على الكائنات المعرضة للانقراض”. سيكون تأثير القطط كبيراً في المدن والجزر، ولكن ليس في الريف، حيث ستكون “مفترسةً إلى جانب آخرين”.

٣. لوم القطط للحفاظ على الرأسماليين؟


عندما ننظر إلى العوامل الرئيسية المؤدية إلى تراجع التنوع البيولوجي في العالم، نرى أن كل شيء له علاقة بقرارات الإنسان. ما هو نوع الزراعة التي نطورها؟ كيف نبني مدننا؟ ما هي وتيرة نقل البضائع والحيوانات بين مناطق مختلفة من العالم؟ ما هي الأنشطة الملوثة التي نقرر تقليلها وأي منها نقرر الإبقاء عليها؟ وبذلك نحن بعيدون جدا عن معادلة علمية بسيطة: ففي مواجهة مشكلة مثل الانقراض الجماعي السادس، علينا اتخاذ قرارات جماعية قد تكون متضاربة للغاية. من يوقف نشاطه؟ من يتابعه؟ من يستمر بجني المال؟ من سيخسر عملاً مربحاً جداً؟

ولأن السلطة، سواء في فرنسا أو في العالم، تنتمي إلى المدافعين عن الرأسمالية، فإن القرار حالياً هو كالتالي: ما يولد الربح يجب أن يستمر حتى يتمكن من توليد المزيد من الأرباح. ولذلك، يجب الاستمرار في الزراعة المكثفة وتناميها أكثر. لذلك، طوال الخمسين سنة الماضية، اختفت ٧٠ بالمئة من الغابات المحيطة بالأراضي الزراعية، وهي ملاجئ للتنوع البيولوجي، كما تتسارع هذه الظاهرة. لأن جماعات الضغط الزراعية الصناعية قد اتخذت إجراءات صارمة، وحتى وقت قريب، كانت قادرة على مواصلة لعبة ارتكاب المجازر. تلوث التربة والهواء؟ استمر. وجرى الترخيص باستعمال الغليفوسات، وهو مبيد للأعشاب يقتل الحشرات والحيوانات، لمدة ١٠ سنوات أخرى من قبل الاتحاد الأوروبي، لمواصلة إنتاج المزيد من المنتجات الزراعية، وهو الإنتاج الذي سيصدر بدرجة كبيرة وسيساهم باللعبة الكبرى للأغذية الزراعية المحققة للأرباح…

يمكن للمدن والقرى الاستمرار في التوسع وهذا جلي في المناطق الريفية: بما أن سوق الإسكان قد جرى تحريره وبات البناء في المناطق الجرداء أكثر ربحاً من إعادة تأهيل الأراضي القديمة في المدن، فتتسع ضواحي المدن الصغيرة وتموت مراكز المدن… ويتوسع الزحف العمراني، الذي يحد من التنوع البيولوجي، تحت ضغط السوق العقاري. هنا من جديد، إنه خيار لصالح الرأسمالية وعلى حساب التنوع البيولوجي… ولا يوجد حاجة للحديث عن ظاهرة الاحتباس الحراري: انتهت الدورة ٢٨ لمؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي، علماً بأن الوفد الفرنسي ضم باتريك بوياني، مدير شركة توتال إينرجي، إلى “اتفاق مثير للشفقة”، على حد تعبير كليمان سينيشال، المتخصص بالمناخ، في مجلة بوليتيس. ولكن فرانسوا جيمين كان متحمساً له.

بالتالي، إن إجماع الزعماء من مختلف أرجاء العالم كان على ما يلي: لا ينبغي وضع أي قيد على الأسواق التي تزدهر على حساب تدمير الكائنات الحية في الكوكب. وفي فرنسا، القوية زراعياً، تبدو هذه الملاحظة جلية جداً.

إذاً، ما الذي بقي لنا؟ قرارات فردية. هذه الفجوة في البيئة البرجوازية والتي تتكون من مقولة: “حسناً لقد قررنا، عدم لمس روتين الرأسمالية التي نحبها كثيراً ولكن من جهة أخرى، سنطلب منكم، أيها المواطنون، بذل الجهود من أجل الكوكب”. ولكن تنبهوا: دون ذكر كثيراً استهلاك اللحم، فالأخير وحده له تأثير كبير جداً لأن استهلاك اللحوم هو في المتوسط المصدر الثالث لانبعاثات الكربون في فرنسا (قبل الطائرات حتى). إذ يراقب صناعيو اللحوم الأمور عن قرب وبالتأكيد لا يريدون منا التركيز على هذا الأمر.

الحديث عن الحيوانات الأليفة يتناسب مع هذا السياق. بطبيعة الحال، وبشكل مطلق، القطط والكلاب لها تأثير على التنوع البيولوجي والمناخ. لأن كل شيء له تأثير. لكن هذا التأثير يبقى هامشياً من جهة، وليس ممنهجاً من جهة أخرى. من دون شك، أن الرأسمالية وجدت فرصة جيدة لتحقيق الربح على خلفية حبنا لهذه الحيوانات التي تحقق البهجة والسعادة لكثير من الناس، ما عليك سوى الدخول إلى متجر للحيوانات الأليفة لمعرفة ذلك: تنوع الأطعمة والألعاب والإكسسوارات كلها بألوان براقة من أجل جذب صاحبها أكثر بكثير من الكلب… ولكن حين نتحدث عن أن القطط تأكل الطيور، فإننا لا نتحدث عن الرأسمالية. والأسوأ من ذلك أننا نستغل هذا الأمر لإخفاء التأثير الأكثر أهمية لأنشطة معينة. الصيادون، الذين يصرفون موارد كبيرة للتأثير على النقاش العام ولا يخجلون من أي نقاش مهما كان غير صحيح: حاول رئيس الاتحاد الوطني للصيادين، ويلي شراين، عام ٢٠٢٠، حرف انتباه الجمهور نحو تأثير القطط التي يتهمها، ويا للمفارقة، بالصيد المفرط، وقد دعا إلى التخلص منها.

٤. السبيل للخروج من الخطاب البرجوازي الصديق للبيئة

القطط صائدات بالفعل ولكن هناك حلول لوقف تأثيرها على التنوع البيولوجي: تعقيمها قدر المستطاع لمنع تكاثرها، أو إخراجها فقط في أوقات معينة من اليوم أو… اللعب معها أكثر خلال اليوم. لست متأكداً من أن نفس الحلول تعمل على تقليل تأثير الفيدرالية الوطنية لنقابات المستثمرين الزراعيين، وتوتال ولاكتاليس وسي.م.أ. س.ج.م. وجميع المليارديرية الفرنسيين: ثروة ٦٣ منهم، في فرنسا، ينبعث منها كمية من الغاز في ظاهرة الاحتباس الحراري ما يعادل نصف سكان فرنسا.

كيف يمكنك استغلال وقت البث الخاص بك بشكل فعال عندما يكون لدينا إعلامي مثل فرانسوا جيمين؟ يمكن الحصول على القليل من الضجة من خلال جعل الأشخاص الذين يمتلكون قطة يشعرون بالذنب. أو يمكننا تحديد الأولويات مع إدراك أنه بالمطلق، كل الأنشطة البشرية تلوث وتؤثر على التنوع البيولوجي. فكيف نمضي قدماً؟

الانتقال من الأكثر منهجية إلى الأقل: انتقاد الرأسمالية (أو ما يندرج في صلبها: سوق العقارات، الصناعة الزراعية، الصناعة النفطية وسوى ذلك)، ما يدفع بالشركات والأفراد إلى البحث عن الإنتاج الدائم والاستغلال الدائم في عالم ذي موارد محدودة بدلاً من القضاء على القطط، التي تكتفي بالعيش والكسل دون محاولة التعبير أو إظهار احترامها لـ”قيمة العمل”.

الانتقال من الأكثر تأثيراً إلى الأقل تأثيراً: نعم طعام الكلاب ملوث، لكن صناعة اللحوم في العالم هي بمثابة قنبلة مناخية. ولكن ربما يكون الأمر أقل إحراجاً إزعاج فروليك ورويال ميشون وفابيان روسيل؟

الانتقال من الفائض الأكبر إلى الفائض الأقل: بالترتيب، إن البدء بحظر اليخوت ورحلات الطائرات الخاصة قبل ملاحقة السيارات الفردية سيكون أمراً جيداً. ما عدا ذلك، لن يفهم أحد الحاجة إلى جهد له تأثير كبير على نمط حياته، في حين أن الأنشطة الترفيهية هي الهدف بالنسبة للآخرين.

بعد ذلك، بما أنه ينبغي اتخاذ قرار، فإن هذه الاختيارات ينبغي أن تكون ديمقراطية. للحفاظ على التنوع البيولوجي، هل ينبغي منع الصيد أو الحد من عدد القطط للشخص الواحد؟ هل نريد الابتعاد عن النموذج الزراعي الانتاجي الموجه نحو إنتاج المزيد من اللحم أو حظر الكلاب؟ ماذا لو تذكرنا أن الحيوانات الأليفة هي في بعض الأوقات العائلة الوحيدة لأشخاص وحيدين ومهششين، وخاصة الفقراء، وأنها تقدم خدمات للفئات الشعبية لا يمكن تثمينها؟

باختصار، هل تفضل وضع حد للقطط أو للبرجوازية؟ من ناحيتنا، الجواب واضح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - امنية
قاسم علي فنجان ( 2024 / 1 / 27 - 19:11 )
هل تفضل وضع حد للقطط أو للبرجوازية؟
بهذا السؤال ختم الكاتب مقالته
ولأن المقالة لا تلفت انتباه البعض الذين لديهم مصفوفة معينة وحساسية تجاه بعض الكلمات
ولان المقالة هي الاولى للكاتب
فان الامنية الوحيدة ان تبقى هذه المقالة بكرا وعذراء من تعليقات السادة الليبراليين لأنهم حتما سيدخلونا باشكاليات لا حصر لها وقد يقول احدهم ان ماركس كان يكره القطط
لهذا هم اكيد سيجيبون عن السؤال اعلاه بانهم ضد قتل القطط لكنهم مع قتل الفلسطينيين

اخر الافلام

.. الأمطار الغزيرة تغرق شوارع لبنان


.. تشييع جثماني الصحفي سالم أبو طيور ونجله بعد استشهادهما في غا




.. مطالب متواصلة بـ -تقنين- الذكاء الاصطناعي


.. اتهامات لصادق خان بفقدان السيطرة على لندن بفعل انتشار جرائم




.. -المطبخ العالمي- يستأنف عمله في غزة بعد مقتل 7 من موظفيه