الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


٢٥ يناير وحروب الوعي

بهاء الدين الصالحي

2024 / 1 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


تأتي ذكري ثورة ٢٥يناير كل عام لتشكل مأزقا اعلاميا كبيرا للدولة المصرية حيث يتم حشد كل القوات الاعلامية المصرية للحديث عن عيد الشرطة وتجاهل ثورة ٢٥يناير ٢٠١١ ،ويعكس ذلك الامر عدة دلالات :
تسفيه الثورة حيث فكرة التناقض المزعوم بين عيد الشرطة وعيد ثورة ٢٥يناير ،وهنا غياب فكرة التحليل الموضوعي بحكم غياب الرشادة الاعلامية بفعل تبعيه وسائل الاعلام للدولة، علما بوجاهة ما حال التأميم ولكن تلاشي الدولة المصرية لصالح الكمبرادورية الحالية التي تدير الدولة بستار من الدستور المصري حيث دور الدولة الحفاظ علي توازن السوق وليس ترشيد السوق لأن الرشادة تقتضي نوعا من القدرة علي الأداء والتقويم والقدرة علي التدخل ،ولكن ازدواجية تأثير الوكلاء علاوة علي شروط صندوق النقد الدولي تحول دون ذلك.
في حين ان المطابقة مابين المناسبة التي استدعت اعتبار ٢٥يناير عيدا للشرطة وكذلك اسباب الثورة نجد ان كلاهما كان حاجة وطنية وان الظلم الذي كان واقعا علي الواقع المصري يقتضي ذلك وبالتالي فان الاحتفال بكلاهما ليس عيبا ،والا كان الامر طعنا في وطنية أحدهما ولكن ذلك نوعا من سوء الفهم لدي الاعلاميين الذين تم ترويضهم والمفترض انهم قادة عضويين قادرين علي زرع عدد من المفاهيم او زعزعة عدد من المفاهيم التي لا تتوافق مع قناعاتهم ،ولكنهم يعانون فكرة لقمة العيش وكذلك سوء إدارة الذات .
ثانيا الرهان علي محو ثورة ٢٥ يناير من الذاكرة المصرية من خلال تجاهل ذكرها عبر وسائل الإعلام كنوع من الرهان علي إعادة إنتاج تجربة صفوت الشريف في الإعلام علي مدي ٢٦سنة حيث صنع ذلك ..... وعي جيل بأكمله ،ذلك الامر الذي خلق نوعا من حرمان الاجيال التي عاصرت مصر الستينييات من القدرة علي التواصل مع الاجيال الجديدة فخلق لديهم درجة من الاحباط والانسحاب، ولكن ذلك الرهان سقط حيث تم رفع صور جمال عبدالناصر في الميدان وبذلك وجب محاكمة صفوت الشريف علي أموال أنفقت لمحو الذاكرة ،ولكن العقل الجمعي المصري لديه أماكن لإخفاء ما يحب وانه يمارس فكرة التقية مع السلطة والتي تم تفسيرها علي انها جبن وانهم حزب الكنبة .
ثالثا :ذلك التجاهل له مردود شديد السوء علي مصداقية وسائل الاعلام تلك من خلال عدة قرائن اهمها ان كل الإعلاميين قد صفقوا لثورة ٢٥ وامتدحوها ثم عادوا وذموها ثم صمتوا عن ذكرها ،هنا مصداقية الاعلامي لدي جماهيره ،ونحن نرجح تراجع تلك المصداقية ،ومؤشرنا في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي سواء كانت موجهة ام لا ،وذلك مع صعوبة الحياد في ذلك الواقع المضطرب بالأفكار.
وصعوبة ذلك التجاهل بقاء تلك الاجيال التي ساهمت في ثورة ٢٥يناير وشاهدت نجاح مساعيها وسقوط رئيس جمهورية وكذلك محاكمته، وهنا البعد الأخطر ان ذلك العملاق قد نما وتمددت خلال ثمانية عشر يوما وصار قدره خلال تلك الفترة وبالتالي تجاوز مرحلة الترويض.
بعد ذلك صارت المعركة الرئيسية محاولة ارجاعه الي نطاق الطاعة ،ولكن ذلك يقتضي عدة مراحل :
١ تسفيه تلك الثورة من خلال تسفيه ذلك الجيل الذي صنعها ومحاولة خلق بديل رسمي له ،والمأزق ان ذلك الجيل هو الحاكم لمصر .
٢ محو تلك الثورة من ذاكرة المصريين من خلال تجاهل ذكرها خاصة مع التسفيه المصحوب باجتذاب بعض رموزها الي سدة السلطة ، مع الاحباط الذي اصاب الحقيقي الذي صنعها ،خاصة مع مساحة الاصطفاء المقنن .
ولكن هل تنجح الخطة في محو ذكري تلك اللحظة الخالدة والتي جنت في نظرهم الاتيان بالإسلام السياسي ، علما بأنه قد جاء بعلم السلطة والدولة الحقيقية لاكتشاف قاع جبل الثلج ثم تجريفه ،وهذا ليس ذنب الشباب الثائر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Brigands : حين تتزعم فاتنة ايطالية عصابات قطاع الطرق


.. الطلاب المعتصمون في جامعة كولومبيا أيام ينتمون لخلفيات عرقية




.. خلاف بين نتنياهو وحلفائه.. مجلس الحرب الإسرائيلي يبحث ملف ال


.. تواصل فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب بمشاركة 25 دولة| #مراس




.. السيول تجتاح عدة مناطق في اليمن بسبب الأمطار الغزيرة| #مراسل