الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخرجات السجون بين العصافير 🐥 والصقور 🦅 …

مروان صباح

2024 / 1 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


/ على مرّ العصور عاشت الأرض الفلسطينية 🇵🇸 محرومة من التنفس 😮‍💨 الكامل ، فلا تتنفس الصعداء حتى يأتي إحتلال ما يخنقها من جديد ، وهي مراحل شهدت جميعها الأسلوب ذاته في حصار الجغرافيا وتجويع المدن ومنع دخول المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية وقطع المياه💧والكهرباء⚡ ، ولا ينتهي الأمر هنا 👈 فحسب ، بل كانت الهمجيه والجرائم شاخصة وصريحة تماماً👌كما البشرية تشاهدها اليوم من قتل للأطفال والنساء والشيوخ والتدمير لكل ما هو حيوياً مباشراً عبر وسائل الإعلام 📺 🛜 المختلفة ، ويظل باب الوفاء لا ينساه المرء ، تحديداً من لديه الطبائع الوفية حتى لو تناست الأغلبية والتى تغيب عنها معلومة ℹ جوهرية ، على الرغم من أنها تعتبر جزءاً أصيلاً من البنيوية التكوينية للشخصية الفلسطينية 🇵🇸 ، بالطبع دون أن يتورط🔨 المجتمع في تحويلها إلى كياناً مغلقاً ، بل لقد أجتهد وحرص على توظيفها في نطاق العمل الاجتماعي ، فجعل من الذات الفلسطينية فاعلة في الحاضر وغير منقطعة عن التاريخ ، بل حتى لو كان الاحتلال الصهيوني قد سعى منذ اليوم الأول فصلها عنهما وعن أي بنيوية أخرى مثل الاقتصاد وغيره ، بل قد لا تكون هناك 👈 مؤسسة أخرى في إسرائيل 🇮🇱 تنافس على تدمير الأسير كما هي مؤسسة السجون الإسرائيلية 🇮🇱 تفعل ، والذي ورثها الكيان الحالي من الاستعمار البريطاني 🇬🇧 ، وإذا كان اليوم عدد الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة أكثر من 5 ملايين إنساناً ، فإن الأعداد التى أسرتهم الأجهزة الأمنية الاسرائيلية وجيش الاحتلال قرابة مليوني شخصاً على مرّ إحتلال إسرائيل للأراضي ، وهي نسبة كبيرة تصل تقريباً إلى 35% من أصل السكان وهو الأمر الذي يبرهن بأن الإبادة الجماعيه لم تبدأ فقط اليوم ، بل بدأت إبتداءً من الطرد والسجون ، وايضاً تعتبر حسب المنطق المنطوق بأكبر جامعة 🏫 فلسطينية أدارها الاحتلال من الألف للياء والتى مكنته من دراسة📚 العقول والتعرف على أفكار💡لا يمكن🤔 لها أن تبوح بما يدور في كل مخيخاً خاصاً 🧠 إلا في مثل هذه الأماكن الضيقة لسنوات طويلة ، وكما هو كل شيء ، لقد أفرزت السجون الإسرائيلية ما يطلق عليه بعصفور السجن ، وهو يبقى في ناظري بالتصنيف المخفف للواشي أو العميل أو في تسمية أكثر شيوعاً " الجاسوس " ، بالطبع قد يكون الأسرى الفلسطينيين تعمدوا أن لا يذهبوا إلى مرحلة ما إلى كسر العظم مع العصفور والذي بدوره ينقل كل ما يدور داخل جدران المعتقلات ، لأن ذلك يترتب عليه متاعب مع إدارة الاحتلال وأيضاً يضع الأسرى أمام مسؤولياتهم إتجاه كل من يتعامل مع المحتل بضرورة تصفيته جسدياً ، وهو قراراً ابتعدوا الأسرى داخل السجون الإسرائيلية اتخاذه ولأسباب حتى الآن أعتقد🤔مجهولة التفسير ، بل أضيف أيضاً إلى ذلك ، تعتبر السجون الذي يديرها الاحتلال بالطبقية ، فهي تتكفل في إنتاج خرجيين متعددون المذاهب والمدارس والطرق ، فهناك 👈 من يتورط بالتعاون مع المحتل وآخرين يصبحون أكثر تفهماً للمحتل دون أن يتورطوا بعلاقة خاصة ، وبالطبع إلى هؤلاء وهؤلاء هناك 👈 العديد من يتحول نضالهم أكثر راديكالياً " جذرياً " ، بالفعل 😦 ينتظر الفرصة التى يتيح له الخروج من أجل 🙌 استكمال مقاومة الاحتلال بطرق مختلفة عن السابق .

فعلاً😦 ، قد يقول قائلاً بأن هذه الفرضية البسيطة 💁 ، بقدر أنها من جانبي وحسب ما أعتقد 🤔 بالصائبة إلا أنها معقدة للغاية ، بل ففي معنى أوسع قد تنطوي على تأثيرات هيمنت على صناعة الفكر والشخصية معاً ، أي انعكاسها نهجاً وسلوكاً ، بالفعل 😦 لقد أتاحت الأعداد الهائلة من الأسرى للمراقب التعرف على هذه الجامعة القمعية من خلال المذاهب والمدارس والطرق التى يترجمها المنتسبون لها في حياتهم اليومية ، وهي جامعة تمتاز عن كافة المدارس باقتراب تلاميذها من بعضهم البعض لدرجة أن المعتقلون يعيشون في حدود ضيقة والتى بدورها تسقط جميع الأقنعة التى عادةً يتوارى خلفها الإنسان ، تماماً 👌 هي تشبه في تقاربها للعلاقة الزوجية التى يتخلى الأزواج في غرفة النوم عن كل شيء ، وهو الأمر الذي يضيف تعقيداً على مهمة وجهد الذي يتطلب من العصفور " جاسوس السجن " بذله في مثل هذه الظروف الخاصة لدرجة من هم فيها ملتحمين فكرياً وسلوكياً بشكل لحظي ودائم ، وهو في الحقيقة 😱 حصاراً في واقع الحال لا يقع على الفلسطيني 🇵🇸 بحدود السجون أو الأراضي المحتلة الفلسطينية فحسب بقدر أن الحصار مفروض على كل شخص يولد بين عائلة فلسطينية ، على سبيل المثال شخصية روائية مثل البريطانية 🇬🇧 إيزابيلا حماد والتى أصدرت روايتها الجديدة المعنونة " أُدخل أيها الشبح " ، لقد أظهرت سطور الرواية للفكرة الخالدة والراسخة عند كل فلسطيني 🇵🇸 في الخارج ، أو بالأحرى كشفت عن تلك العلاقة بين ارتباطه الوثيق بموطنه الأصلي ، تحديداً عندما تتصاعد حدة المواجهة مع المحتل ومرحلة الهشاشة التى تخيم 🏕 مع إنخفاض الأحداث ، إذنً ، هو حصاراً مفروضاً ويتخطى حدود الأراضي المحتلة ، بل مع كل إجراء احتلالي غير قانوني يأتي ذلك بانعكاسات سلبية على قرارات الحكومات الإسرائيلية 🇮🇱 ، وهذه التعسفات ظهرت في إبعاد الأسرى من سجون الاحتلال إلى مرج الزهور ، المنطقة التابعة لمدينة النبطية في لبنان 🇱🇧 ، لقد أعتقد 🤔 الاحتلال مخطئاً بأنه قادر على إقامة أول مخيم 🏕 كبديل عن السجون ، وبذلك كان يأمل بدق✊🏿🔨 أول مسماراً في مسار إفراغ السجون الإسرائيلية ، لكن النتائج كانت عكسية ومفاجئة من الذين تم أبعادهم ، وهي مفاجأت ليست منعزلة🙁عن الماضي القريب والبعيد ، بل هو تاريخاً طويلاً في قدرة الفلسطيني 🇵🇸 تحويل نقمة الاحتلال إلى نعمة 😇 ، بالفعل 😦 يومها كانت الفرصة في صنع التحولات الجديدة في نهج المقاومة وتجربتها .

حتى لو شاء المجتمع الدولي وضع هذا المربع جانباً ، أو أنه تقصد عامداً متعمداً ممارسة سياسة التجاهل الإنساني بحق من هو وراء جدرانه ، لكن لا يمكن 🤔 تجاهل ما كان يؤسس له المحتل من عمليات اصهارية داخل السجون ، وهي عمليات تعتبر الأخطر والأشد انتهاكاً للحقوق الإنسان ، بل هي عقود حاصدة كانت إسرائيل 🇮🇱 تزرعها دون أن تدرك بأنها ستكون عليها بالضربات الارتدادية ، فعلا 😟 لقد حول الاحتلال 🇮🇱 السجون إلى أكبر جامعة فلسطينية 🇵🇸 لصهر الوعي ، ولأن تاريخ 📚 الفلسطيني حافل في مواجهة الاحتلال ، فأنه لا يكتمل كتابته ✍ إلا بتسليط الضوء على الأسرى والذين تاريخياً مثلوا حتى الآن نسبة 35 % من الشعب في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة ، فمنذُ عام 67 من القرن الماضي تمكنت حكومات الاحتلال اعتقال قرابة 2 مليون من سكان الأصليين ووضعتهم خلف القضبان بظروف قاسية ، وعلى الرغم أيضاً من توقف 🛑 الروائيون عند حكاية كل فرد منهم ، كنوع من أنواع الإضاءة على حياة كل سجين بشكل مستقل ، لكن يبقى القاسم المشترك بينهم هو بأنهم محاربين دون حربة ⚔ ، بل يواجهون داخل السجون الإسرائيلية تحديات مختلفة الأشكال ، لكن أهمها هو تحدي ومواجهة صهر الوعي ، وهو تعذيب لم تتعرف عليه المعتقلات السياسية في العالم من قبل ، أي ما يتعرض له الأسير الفلسطيني 🇵🇸 باختصار هو إعادة تكوينه من خلال صهر وعيه ، فكانت أهم المفاهيم التى نُقلت من الاقتصاد كالخصخصة الاقتصادية من مجالها المعروف لإدارة الممتلكات العامة والخاصة معاً إلى خصخصة الحركة الجماعية لنضال الأسرى في السجون ، حتى لو كانوا المعتقلين يجتمعون في غرفة واحدة☝وفي سجن واحد☝، فهي تبقى عمليات قادها ويقودها علماء النفس 👨‍🔬🧑‍🔬الاسرائيلين وحتى الغربين ، وقد اجتهدوا في تطبيق هذه الخصخصة على الأسرى ، بل هي تجربة أثبتت نجاحها بشكل كبير تماماً 👌كما نجحت في تحويل العمل الوطني من كلي - جامع إلى منفصل - جزئي ، وتحديداً مع من تم عزلهم بالغرف الانفرادية ، والتى حملت العلميات في طياتها وأهدافها إفقاد المنعزل قاموسه اللغوي من الكلمات والعبارات ، وأيضاً أعدمت كل الفرص والوسائل المتاحة التى تمكن 🤔 المنعزل تعزيز قاموسه اللغوي والذي بذلك عكس ويعكس سلباً على تفكيره وقدراته التأملية والاستيعابية ، وهو تعذيب الهدف منه إعادة الأسير إلى مرحلة الطفولة لكي يصبح متوحداً ، فهؤلاء بفضل هذه العمليات يتعرضون ضمن هذه البرامج المركزة إلى أضطرابات تصل لحد القلق الشديد ، وتحديداً من خلال حرمان الأسير المنعزل البوح بما يدور في داخله أو ما يشعر به كإنسان ، والذي بالطبع يعرض كل من هو متواضع التكوين الفكري والسياسي والثقافي والاجتماعي إلى صعوبة فهم ما يفكر به أو يشعر به الأخرون ، ثم أيضاً يواجه مشقة 😫 في تأسيس صداقات مستقرة ، بل أيضاً ترتفع عنده الرغبة في البقاء وحيداً😢 دون أن ينتج شيءٍ إيجابياً ، بل تبقى هذه البرامج الالتماس والغاية منها هو إفقاد الأسير إمكانية التحلي بأي خصائص يمتلكها الجمل 🐴 أو الأسد 🦁 ، فالأول لديه القدرة على تحمل أثقال الماضى والآخر ما يميزه هو قدرته على التخلص منها ، وهو مخططاً ✍ يرجى 🎯 منه إعادة الأسير إلى مرحلة البراءة التى تتيح للسجان صياغة أفكاره بحدود مشفرة .

ولعل من الخير للمتفلسفين اليوم ، وليس فقط للذين يصفقون 👏 بقلوبهم 💓 للمحتل ، أن يتعقبوا جيداً الخراب الفادح التى صنعته إدارة السجون الاسرائيلية 🇮🇱 في نفس الأسير الفلسطيني 🇵🇸 ، والتى عجزت ضمائر العالم التوقف عنده أو على سداد تكلفته العالية ، فأضطر الشعب الفلسطيني على الدوام وفي كل مرة بضبط 🤝 كما في السابق على سداده ، وهو أيضاً تاريخاً طويلاً من الصراع بين الأسير والسجان حول أسلوب الحياة داخل السجون ، وبالطبع كما أن الاحتلال يتمتع بمراكز دراسات علمية ومهنية مهمتها تطوير مهاراته وعمله مع الأسير ، وهي مراكز ممتدة إلى خارج دولة الكيان 🇮🇱 ، أيضاً الأسير الفلسطيني 🇵🇸 كان له جولات ميدانية في إنتزاع حقوقه وتوفير الحماية داخل المعتقلات ، وقد تكون من أكثر المواجهات التى خاضها الأسير الفلسطيني ، هي مواجهة نقل المتوحد بعد تعرضه إلى البرامج إياها إلى سجون ممتلئة بالمحكومين بالقضايا الجنائية ، كالمخدرات والاغتصاب والسرقة وغيرهم ، كل ذلك كان الهدف 🎯 منه إشاعة ثقافة الهزيمة والاستسلام بين الأسرى 🇵🇸 ، بالفعل 😵 ، لهذا تبقى السجون بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي 🇮🇱 بالمساحة المخصصة لإعادة بناء الإنسان الفلسطيني كما يخططون له ، وبالرغم من كل الأموال والمجهودات المضخوخين في مسار صهر الوعي ، إلا أن المفاجأت المتعاقبة لم تتفوق ، بالفعل 😲 ، لقد أصروا الفلسطينيين في كافة المراحل على تطوير قدراتهم في مقاومة الاحتلال الصهيوني ، فبدل أن تكون السجون الاسرائيلية صهر للوعي تحولت إلى ثقل الوعي وتصليبه لدرجة أنه أستطاع استعاضة الجبال بالإنفاق 🚇 والتى تحولت مستنقعاً يغرق جيش الاحتلال به تدريجياً . والسلام🙋 ✍








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تخرب محتويات منزل عقب اقتحامه بالقدس المحتلة


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل إلى صفقة ونتنياهو يقول:




.. محتجون أمريكيون: الأحداث الجارية تشكل نقطة تحول في تاريخ الح


.. مقارنة بالأرقام بين حربي غزة وأوكرانيا




.. اندلاع حريق هائل بمستودع البريد في أوديسا جراء هجوم صاروخي ر